لبنان: لجنة الإعلام تناقش التنصت... وجلسة ثانية الخميس إسرائيل تحتجز سفينة لبنانية متجهة إلى غزة... وبيروت تحملها مسؤولية سلامة ركابها
بقي ملف التنصت أمس، محور الحركة السياسية في بيروت ومثارا للسجالات الإعلامية والسياسية، إذ كان نجم المجلس النيابي في ساحة النجمة، حيث انطلقت نقاشات جدية لمعالجة هذا الموضوع على طاولة لجنة الاعلام والاتصالات النيابية بحضور ما يزيد على ستين نائبا من فريقي 8 و14 آذار.وأكد رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله أن «اجتماع اللجنة في مجلس النوب ناقش ملف التنصت في لبنان وكان النقاش جديًا ووديًا، وقد استمعنا الى الوزراء والنواب المعنيين، لكن النقاش لم ينتهِ والمجلس النيابي سيتابع هذا الامر للوصول الى اتفاق من خلال القانون، وهناك مطالبات أن يكون هناك اجتماع للجان المشتركة، ولكن كان هناك إجماع ان يكون هناك لجنة تحقيق برلمانية في ملف التنصت».
فضل الله، وبعد انتهاء اجتماع لجنة الإعلام والاتصالات، أشار إلى أن «الجلسة المقبلة ستكون الخميس المقبل لاستكمال البحث، وستُدعى الاجهزة الامنية للمناقشة حول كم تريد من حرية في التنصت»، لافتًا إلى أن «الأمر الآن لم يعد في يد وزير الاتصالات بل في يد وزيري الدفاع والداخلية»، وقال: «هناك أجهزة تطالب بمعرفة معلومات بطريقة غير شرعية».وردًا على سؤال، أوضح فضل الله أن «لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري تحصل على كل المعلومات التي تريدها، ولبنان يتعاون معها بشكل كامل»، مجلس الجنوب في غضون ذلك، أفادت مصادر واسعة الاطلاع في بيروت، أن «الاتصالات الجارية بشأن مجلس الجنوب سلكت طريقها إلى الحل بعدما تم إيجاد تسوية يبدو أنها حازت قبول الفرقاء كافة». وكشفت هذه المصادر أن «هذه التسوية تتمثل في أن يمنح مجلس الجنوب جزءًا من مبلغ الـ60 مليار ليرة التي يطالب به رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن يُعطى المجلس باقي المبلغ بعد الانتخابات النيابية المقبلة على عدة دفعات شهرية».إلى ذلك، أشارت المصادر نفسها إلى أن «موضوعًا آخر تم التوافق عليه، إذ تقرر أن يتم صرف كامل قيمة الهبة السعودية خلال شهر فبراير الجاري». السفينة على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أن البحرية الاسرائيلية اعترضت أمس، سفينة «الاخوة اللبنانية» المحملة بمساعدات انسانية الى قطاع غزة، واقتادتها الى ميناء اشدود في جنوب اسرائيل.وقال باراك للاذاعة الاسرائيلية: «قبل وقت قصير حاول مركب صغير انطلق من ميناء طرابلس اللبناني، وعلى متنه صحافيون ومعدات مختلفة تنتهك الحظر البحري الذي فرضناه، دخولَ مياه غزة».وأضاف أن «الطاقم أدرك للوهلة الاولى أننا سنمنعه من التوجه الى غزة، فاتجه الى العريش (مصر)، ومن هناك في المياه الاقليمية المصرية، حاول مجددا التسلل الى مياه غزة». وتابع: «عندئذ اعترضته البحرية الاسرائيلية وهي تقتاده حاليا الى ميناء اشدود».وأثار احتجاز السفينة اللبنانية موجة من الاستنكار الرسمي والشعبي في لبنان، وتابع الرئيس اللبناني ميشال سليمان تطورات الوضع على السفينة، وأجرى لهذه الغاية سلسلة اتصالات ابرزها برئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ والمعنيين. وندد سليمان «بما قام به جنود العدو الاسرائيلي من اعتداءات على ركاب السفينة»، معتبرًا ان ذلك «يشير مرة جديدة الى نمط التعاطي الاسرائيلي حتى مع المواضيع الانسانية، بغض النظر عن هوية القائمين بهذا العمل»، وحمَّل «اسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامة الركاب وكرامتهم». بدوره، طلب بري من الولايات المتحدة الاميركية «الضغط على اسرائيل لإخلاء سبيل سفينة الاخوة اللبنانية التي اختطفتها القوات الاسرائيلية قبالة غزة فورا مع طاقمها وركابها»، محملاً الادارة الاميركية مسؤولية سلامتهم. وشدد، بعد لقائه السفيرة الاميركية في لبنان ميشال سيسون أمس، على «وجوب وضع حد لهذه الممارسات الاسرائيلية التي تتناقض مع كل الاعراف والقوانين الدولية».وطالب السنيورة بالضغط على اسرائيل للافراج عن السفينة والركاب وتأمين وصول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة، محمّلاً اسرائيل مسؤولية سلامة الركاب والباخرة.واوضح المنظمون أن على متن الباخرة مطران القدس السابق لطائفة الروم الكاثوليك هيلاريون كبوجي الذي غادر القدس في نهاية السبعينيات بعد أن امضى نحو اربع سنوات في السجون الاسرائيلية بتهمة «دعم منظمة التحرير الفلسطينية».