د. الرميثان: نعيش عصر استهلاك الموسيقى بالجسد والتكنولوجيا

نشر في 20-03-2009 | 00:00
آخر تحديث 20-03-2009 | 00:00
No Image Caption
دعم الموسيقى لن تقوم له قائمة ما لم يكن هناك مشروع عام للاهتمام بالثقافة والفنون والآداب، وعدم رقابة الإنتاج الفني تدمير له، وسبب في تشكيل ذائقة مجتمعية مشوهة.

الاهتمام بالموسيقى في الكويت موجود، لكن الخط العام والتوجه لدعمه متشرذم وغير مؤطر... هذه خلاصة رأي وكيل المعهد العالي للفنون الموسيقية د. عبدالله الرميثان، الذي يؤكد أن كمّ الفضائيات والاذاعات المتخصصة في الغناء اصبح اليوم كثيرا، لكن تبقى العبرة بالنوعية التي تبث وتشكل ذائقة المستمع والمشاهد، إذ تعمل الاستخدامات الخاطئة للتطور التكنولوجي التي دخلت فضاءات التلحين والتوزيع الى قتل فكرة الابداع حتى وصلنا الى مرحلة ما يسمى بـ«الاستهلاك الموسيقي».

كما ان التكنولوجيا في الموسيقى اصبحت اليوم راعية لحجب العروض الغنائية على المسرح، الا ما يقوم به المتعهدون التجاريون من اقامة حفلات غنائية في مناسبات محددة، لكن لا يمكن القول مع وجود هذا النوع من العرض الغنائي ان هناك مسرحا غنائيا كما كان الوضع في السابق.

دعم المعهد

ودعا د. الرميثان الى ضرورة دعم اقامة اكاديمية للفنون يشكل رافعة اساسية لتطوير الموسيقى والفنون الاخرى بشكل عام في المجتمع.

ولابد من ان تبذل المؤسسات الرسمية المسؤولة عن الموسيقى في الكويت جهدا باتجاه احترام هذه المادة الاساسية، في حياة الشعوب بدلا من الاستماع لمن يريدون الغاء تدريسها.

وفي هذا الصدد يذكر أن وزارة الاعلام في السابق كانت تنشر اعلانات في التلفزيون تطلب فيها التسجيل للقبول في المعهد، اما الآن فإن هذه الاعلانات اختفت رغم وجود المعهد.

مراقبة الأغنية

ويقول د. الرميثان انه مع فرض رقابة صارمة على الاغنية والانتاج الفني بشكل عام، فالاغنية رسول قوي وكلامها ينتشر بين الملأ ويدخل في كل بيت، ولذلك يجب مراقبتها من زاوية الذوق الفني من لحن وتصوير وكلمات وحركة، وليس من زاوية حجب الاهتمام بالموسيقى، كما يحدث اليوم من مطالبات فئة من الناس تريد فرض توجهاتها على المجتمع.

وأضاف ان الاهتمام بالموسيقى يتعرض لخدش من قبل عناصر كثيرة ويتساءل: كم من المسؤولين عن هذا المجال يعي دور الموسيقى في حياة الانسان، وكم من المسؤولين من يرى أن الموسيقى في نهاية المطاف هي مجرد حركات جسد، وكم ممن هم بيننا من يتخذ من هذا المجال وظيفة «لأكل العيش» كما يقولون، وكم منا من يحارب ضد الموسيقى والفنون في السر والعلن.

نظرة المجتمع

ويؤكد د. الرميثان أن نظرة المجتمع للموسيقيين اليوم فيها من التشويه الكثير، وهي بحاجة إلى تغيير وهذا لا يكون إلا بالإنتاج الراقي والداعم المطلوب من الدولة، فالناس لا يميزون بين كوني متخصصا في المجال الموسيقي وبين كوني عازفا على آلات! وهناك قطاع كبير بين الناس لايزال يرى في الموسيقى مجالا للمتعة او تحريك الجوانب الشهوانية، او انها مضيعة للوقت. وفي هذا المجال طالب د. الرميثان رابطة الفنانين التي أنشئت في الآونة الأخيرة بأن ترسم دورا جديدا للفن والموسيقى في المجتمع، فهي مظلة لجميع انواع التخصصات الفنية.

المشاكل التي تعطل أي تقدم للفنون والموسيقى تحديدا يؤكد ضرورة ان للفن التزامات ومحظورات ويجب التفريق بين الاثنين من زاوية فنية ومهنية محترفة، وأن التفريق بين الخطاب الشعبي والأكاديمي للحديث عن الموسيقى وفنونها أصبح أكثر من ضرورة.

ويؤكد ايضا ضرورة الاستفادة من التراث الكويتي وتوظيفه في المناهج الكويتية ومعرفة باقي الفنون الخليجية ايضا.

وعن ضرورة وجود اكاديمية للفنون في الكويت، فإن د. الرميثان يربط ذلك بأهمية الاهتمام بالثقافة بشكل عام، وأن يتم التركيز على فهم واضح للموسيقى ودورها الحضاري وينسحب ذلك على المطالبة بوجود فرقة اوركسترا كويتية، فهي يجب ان تكون نتيجة لشرط مسبق وهو الاهتمام بالثقافة.

back to top