الأسد في الكويت الثلاثاء دعم الموقف السوري وإذابة الجليد في العلاقات مع الخليج على رأس المباحثات

نشر في 01-06-2008 | 00:00
آخر تحديث 01-06-2008 | 00:00

يبحث الرئيس الأسد وسمو الأمير في الكويت الثلاثاء المقبل، الملفات العربية والاقليمية ذات الشأن، بما يحقق دعم القضايا والمصالح العربية، إضافة إلى تعزيز التعاون المشترك في جميع المجالات.

يبدأ الرئيس السوري بشار الاسد زيارة رسمية الى الكويت يوم الثلاثاء المقبل تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مع سمو الامير الشيخ صباح الاحمد، تتعلق بالقضايا العربية والاقليمية ذات الشأن، اضافة الى سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وانسجامهما لدعم الحقوق العربية.

وكشفت مصادر مطلعة ان الرئيس الاسد سيبحث مع القيادة الكويتية سبل اذابة الجليد في العلاقات السورية- الخليجية لاسيما السعودية والبحرينية، اضافة الى تعزيز موقف دمشق في مطالباتها بإعادة الجولان المحتل الى سيادتها، لافتة الى انه من المتوقع ان تطلب دمشق وساطة وتدخلا كويتيا للحد من العزلة التي تعانيها دمشق على خلفية الازمة اللبنانية الأخيرة.

جميع الملفات

واوضحت المصادر ان جميع الملفات الاقليمية ستكون حاضرة في تلك المباحثات، وعلى رأسها الوضع في العراق والملف النووي الايراني والازمة اللبنانية والوسطات التركية والقطرية، بشأن اعادة الجولان المحتل الى السيادة السورية، والقضية الفلسطينية اضافة الى الملفات الاقتصادية، مشيرة الى ان الزيارة تأتي كذلك في سياق نشاط سوري رئاسي الى عواصم عربية وأجنبية في اطار «مسؤولية دمشق بوصفها رئيسة للقمة العربية لهذا العام تجاه القضايا التي تم الاتفاق عليها».

الى ذلك شدد وزير الاعلام السوري السابق د. مهدي دخل الله على اهمية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس السوري بشار الاسد الى الكويت يوم الثلاثاء المقبل، مشيرا الى انها تكتسب اهمية خاصة كون الكويت واحدة من اهم الدعاة الى تعزيز العمل العربي المشترك في خدمة المصالح العليا للامة العربية.

القمة العربية

وقال دخل الله وهو رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في قيادة حزب البعث الحاكم في تصريح لـ«كونا» ان اهمية الزيارة تأتي كذلك بعد ترؤس الرئيس الاسد القمة العربية لهذا العام. مشيرا الى ان هذا التمسك بالبعد القومي لوجود الاقطار العربية هو واحد من الجوامع المتعددة التي تجمع بين الكويت وسورية.

وأوضح ان هناك مضامين اخرى لهذه العلاقات متعددة الجوانب بين الكويت وسورية، لافتا الى انه في مقدمة هذه المضامين العلاقات الاخوية التقليدية بين ابناء الشعبين منذ استقلال الكويت، واضاف ان هناك آلافا من السوريين يسهمون في نهضة الكويت العمرانية والتعليمية، وان ما يحصل عليه هؤلاء من دخول يسهم في تحسين مستوى معيشتهم ومعيشة اهاليهم في سورية.

وقال إن التعاون الاقتصادي بين الكويت وسورية له تقاليده وتاريخه ايضا، وبخاصة في مجال الاستثمارات الكويتية في الاقتصاد السوري بما يعزز الفائدة المشتركة للبلدين، مؤكدا ان «الكويت تدعم وباستمرار النهج القومي لسورية كما ان سورية كانت دائما في طليعة من يدافع عن استقلال الكويت وسيادتها، وقد اثبتت ذلك على ارض الواقع.

تقاليد متجذرة

واستذكر وقوف سورية عام 1958 وهي في اطار الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسورية) للدفاع عن استقلال الكويت، اضافة الى مشاركتها في تحرير دولة الكويت عام 1991. وقال ان زيارة الرئيس السوري الى الكويت لابد ان تسهم في تطبيق قرارات القمة العربية العشرين التي احتضنتها دمشق في مارس الماضي على ارض الواقع، معتبرا أن العلاقات الكويتية- السورية تسير بشكل «سلس» استنادا الى رغبة مشتركة وتقاليد متجذرة في تاريخ البلدين الشقيقين.

بدوره رحب سفير دولة الكويت لدى سورية فهد العوضي بالزيارة التي سيقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد الى الكويت، مؤكدا ان الكويت تنظر بكل اهتمام الى هذه الزيارة التي تشكل فرصة حقيقية لتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها.

تطوير العلاقات

وأكَّد العوضي في تصريح لـ«كونا» حرص القيادة الكويتية على تعزيز العلاقات مع سورية والارتقاء بها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية الى اعلى المستويات، مشيرا الى ان زيارة الرئيس الأسد تعتبر فرصة لتجذير التعاون المشترك، والبحث في كل ما من شأنه تعزيز العلاقات الاخوية والتركيز على تطوير العلاقات على الصعد كافة، واصفا العلاقات الكويتية- السورية بأنها «تاريخية» وشهدت خلال السنوات الماضية تطورا ونموا ملحوظا في مختلف المجالات.

وأوضح العوضي ان زيارة الرئيس الأسد ستسهم في تفعيل القرارات الصادرة عن القمة العربية الاخيرة، التي عقدت في دمشق، بما يخدم التضامن العربي ويدعم مسيرة العمل العربي الاقتصادي. لافتة الى ان الكويت وسورية ترتبطان بعلاقات وثيقة ومتينة، بفضل حكمة قيادتيهما السياسيتين، ممثلتين في حضرة صاحب السمو الأمير والرئيس السوري اللذين عملا على تحسين العلاقات العربية- العربية، ودعم العمل العربي المشترك.

قفزات كبيرة

وأعرب عن الامل في ان تسهم زيارة الاسد في تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة المتميزة بين البلدين، وما حققته من قفزات كبيرة، مشيرا الى اهمية الزيارات المتبادلة والمتواصلة بين مسؤولي البلدين، التي عملت على تعزيز وتطوير العلاقات وازالة العوائق التي تعترض تعزيز التعاون على كل الصعد.

وقال العوضي ان الزيارات الرسمية المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين ساهمت في تعزيز علاقات الاخوة، والتنسيق والارتقاء بها الى مجالات أرحب، وبخاصة زيارة سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح في يونيو 2007، وزيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في فبراير الماضي، مشيرا الى ان هذه الزيارات توجت بمشاركة حضرة صاحب السمو الامير في القمة العربية في دمشق، وكان لها الاثر الكبير في انجاح اعمال القمة، وقوبلت بترحاب وتقدير كبيرين من سورية قيادة وشعبا.

أهمية الزيارات

وبين العوضي أهمية الزيارات التي قام بها المسؤولون الكويتيون الى سورية وما حققته من اتفاقيات على قاعدة تعزيز التعاون الثنائي، معربا عن الامل في ان يحقق البلدان مزيداً من التعاون لما فيه خير البلدين وشعبيهما، ويلبي الطموحات المشتركة في دفع العلاقات الثنائية وتعزيزها. وقال ان التعاون المشترك بين البلدين يرتكز على عدد كبير من الاتفاقيات حول الاقتصاد وتشجيع الحماية المتبادلة للاستثمارات، وتجنب الازدواج الضريبي، مشيرا الى دور اللجنة الاقتصادية المشتركة في تنظيم العلاقات بين البلدين، ووضع الاطار القانوني المناسب لزيادة حجم التبادل التجاري.

back to top