الأميركيون ينصّبون أوباما الأسود سيداً للبيت الأبيض انتهت الوعود الكاذبة... ونهج جديد مع المسلمين والعالم
بلغت أميركا، كالعالم، أمس، يوماً طال انتظاره، إذ دخل باراك أوباما رسمياً إلى البيت الأبيض، لتسجِّل موسوعة التاريخ الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة كأول رئيس من أصل إفريقي، احتفى به ملايين الأميركيين المتطلعين الى التغيير، وأجيال من الأميركيين السود الذين لم يكن الأمر يتعدى «حلماً» راودهم عشرات السنين، فضلا عن العالم الذي تفاءل خيراً بقدوم هذا الخطيب الباهر و«المستاء» مما سلفه من سياسات، إلى قيادة أقوى دولة.
فعلى ضفاف مبنى الكابيتول في واشنطن، تكدَّس نحو مليوني شخص، ساعات، ينتظرون تنصيب الرئيس «الحلم» وقسمه اليمين الدستورية، ليحين منتصف النهار، ويخرج أوباما بخطاب ماثَل في خطوطه العريضة، خطاباته السابقة، لكنه حمل في طياته عزم المتيقن من أنه أصبح فعلياً في السلطة، وبالتالي بإمكانه أن يتقرب من العالم الإسلامي وأن يعد العراقيين بالاستقلال التام ويجعل الأفغان يأملون خيراً، ويهزّ العصا للإرهابيين، ويقول للعالم إنه من الممكن التعاون معاً للقضاء على المشاكل. فقد أكد أوباما في خطابه بعد أدائه القسم، ان الولايات المتحدة اختارت «الأمل عوضاً عن الخوف»، مشددا على انها ستنهض لمواجهة التحديات الكثيرة»، وقال: «في هذا اليوم، نحن مجتمعون لأننا اخترنا الأمل عوضا عن الخوف، إرادة العمل معا بدل النزاع والتفرقة»، وأضاف: «في هذا اليوم، جئنا لنقول ان الوعود الكاذبة انتهت (...) بعد أن ظلت سياستنا مخنوقة وقتاً طويلاً». وقال الرئيس الجديد: «سنبدأ بترك العراق لشعبه في شكل مسؤول، وببناء سلام يتطلب جهودا كبيرة في أفغانستان»، وحذَّر الإرهابيين في كل انحاء العالم قائلاً: «للذين يسعون الى تحقيق اهدافهم من خلال الارهاب وقتل الابرياء نقول لهم الآن: لا يمكنكم القضاء علينا وسنلحق الهزيمة بكم». وتعهد أوباما بأنه سينتهج طريقاً جديداً مع العالم الاسلامي، قائلاً: «الى العالم الاسلامي: نحن نسعى من اجل انتهاج طريق جديد الى الامام، استناداً إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل»، وأضاف: «نقول لجميع الشعوب والحكام الذين يشاهدوننا اليوم من اكبر العواصم الى اصغر قرية ولد فيها والدي (في كينيا): اعلموا أن اميركا هي صديقة كل بلد وكل رجل وامراة وطفل يسعى الى مستقبل من السلام والكرامة، واعلموا اننا مستعدون لتولي القيادة مجدداً». ولفت أوباما الى ان الاقتصاد الأميركي يحتاج الى تحرك «جريء وسريع» وتعهد بإيجاد وظائف جديدة وإرساء أسس جديدة للنمو. وحذّر من ان البلاد لا يمكنها ان تحقق الازدهار «عندما تدعم فقط الأثرياء»، مؤكدا وسط تصفيق الجماهير الغفيرة، «أينما نظرنا، فثمة عمل ينبغي القيام به»، وأضاف «اقتصادنا ضعيف جدا نتيجة للجشع وعدم المسؤولية من قِبل البعض وبسبب كذلك إخفاقنا الجماعي في القيام بخيارات صعبة وإعداد الامة لحقبة جديدة». وبعد انتهاء مراسم التنصيب، توجه أوباما وعائلته الى البيت الأبيض، في حين غادر بوش واشنطن، عائداً مع عائلته، إلى ولاية تكساس.