شطّ اسكندريّة... دراما الصراع للبقاء

نشر في 30-06-2008 | 00:00
آخر تحديث 30-06-2008 | 00:00

تدخل الطبقة الوسطى في مصر راهناً صراعاً شرساً للبقاء، وهو الصراع الذي يجذب صانعي الدراما والسينما، للخروج بعمل جيد ينبض بحالات إنسانية وعلاقات اجتماعية متشابكة من الحب والأحلام والآمال، إلى الصراع مع الفساد وأصحاب النفوذ والسلطة. باختصار إشكاليات كثيرة رصدها مسلسل «شط اسكندرية»، كتبه مجدي صابر ويخرجه أحمد صقر ومن بطولة الفنانة وفاء عامر والفنان ممدوح عبد العليم.

تدور الأحداث في مدينة الإسكندرية بين عامي 2006 و2008 وتمثل الطبقة الوسطى فيه وفاء عامر في أول بطولة مطلقة لها بعد تألقها في مسلسل «الملك فاروق»، وذلك في دور الأرملة وفاء الحسيني التي ورثت عن زوجها مصنعاً للنسيج، فتقرر تشغيله لتدخل به إلى عالم المال والأعمال، لكنها تصطدم بأصحاب السلطة والنفوذ والثروة، يمثلهم ممدوح عبد العليم في شخصية عاصم بك الشربيني، رجل أعمال يريد السيطرة على كل شيء بالطرق والوسائل جميعها، ولا فرق لديه بين الحلال والحرام، الشرف عملة غير متداولة معه، والجريمة مهما كانت، مجرد وسيلة للوصول الى هدفه.

لا يكتفي المسلسل برصد الصراع فحسب، بل يتطرق الى أحوال مدينة الإسكندرية، عروس البحر الأبيض المتوسط ، متغلغلاً في شوارعها وحواريها مستعرضاً هموم سكانها، تحديداً الفقراء الذين يعيشون على هامش الحياة ويحلمون بالكفاف فحسب.

تدهور

تشارك في المسلسل باقة من نجوم الدراما المصرية في مقدمهم: عزت أبو عوف «اللول» وهو «فتوة» سابق يصبح أداة يرتكب بها ممدوح عبد العليم جرائمه، جمال اسماعيل في دور ابن البلد الذي يساند وفاء عامر ويعمل في مصنعها ويكون بمثابة الأب ومستشارها الأمين، يوسف داوود ومحمد الشقنقيري وجيهان قمري وانتصار في أدوار تحلق بهم بعيدا عن أدوارهم المعتادة والقوالب الجاهزة التي سجنوا كثيراً فيها.

تعرب عامر عن سعادتها بالعمل الذي يعد أول بطولة لها بشكل منفرد، «بعد مشوار طويل قدمت خلاله أدواراً لفتت الأنظار الى موهبتي وأكدتها ربما في مقدمها «الملكة نازلي» الذي أعاد اكتشافي، ما ساهم في ترشيحي لهذا الدور الذي أتمنى أن أحقق نجاحاً من خلاله يمنحني مكانة مميزة على خريطة الدراما».

تصف شخصيتها في المسلسل بأنها قوية لكنها مليئة بالمشاعر والأحاسيس، وهو دور يغري أية فنانة، لذلك «تفرغت تماما له وكلي ثقة بأن الجمهور سيفاجأ بوفاء عامر أخرى في «شط اسكندرية»، فهو يدفعني إلى إخراج أفضل ما لدي من طاقات إبداعية وإمكانات، بالإضافة الى أن العمل مع كوكبة فنية مثل الفنان ممدوح عبد العليم والمخرج أحمد صقر والمؤلف مجدي صابر كان أحد أحلامي التي تحققت أخيراً».

بدوره يؤكد السيناريست مجدي صابر أن المسلسل يحقق حلمه في الجمع بين أمور محببة إلى نفسه في مقدمها تناوله الطبقة الوسطى بوصفه أحد أبنائها، بعدما شغلته همومها وما آلت إليه أوضاعها، وأحزنه تآكلها وتراجع دورها في المجتمع على الرغم من كونها الطبقة المنوط بها تغيير المجتمع وإصلاحه.

يوضح صابر: «سعدت بالكتابة عن الإسكندرية، المدينة الجميلة التي عاشت في وجداني وذاكرتي وشوَّهها الفقر والعشوائيات، لذا حرصت على إلقاء الضوء على مشاكلها بهدف استعادة مكانتها مجدداً، وعلى تقديم صورة مشرفة للمرأة المصرية التي شوهتها الدراما عبر أعمال لم تقترب منها بصدق، وهكذا يربط المسلسل بين تدهور الطبقة الوسطى بسبب الفقر والمشاكل الأخرى وإبراز الصورة الحقيقية للمرأة في دفاعها عن مكانتها وحقها من ناحية وحقوق طبقتها من ناحية أخرى.

من ناحيته، يقول مخرج المسلسل أحمد صقر: «أشارك مع الكاتب في همين: الأول هو أن الفن لا بد من أن يكون صورة حية عن الواقع ويعبر عن قضايا الجمهور وهمومه، والثاني محاولة إظهار المرأة المصرية في صورتها الحقيقية المشرفة، لم تخلق للتعري والإسفاف، بل هي بنت البلد «الجدعة» التي تدافع عن حقوقها وحقوق غيرها، ترفض الفساد وتعزف عن المشاركة فيه».

يوضح صقر أن تعاونه مع الفنان ممدوح عبد العليم هو الثاني بعد مسلسل «أبيض في أبيض»، ويؤكد أن عبد العليم ممثل يمتلك ثقافة واسعة وموهبة وقدرة على الإبداع، كذلك أشار الى أن الجميع سيفاجأون بوفاء عامر جديدة ومختلفة تماماً شكلاً ومضموناً مشيراً إلى أنها «فنانة تمتلك إمكانات، وطاقة إبداعية كامنة تتحين الفرصة للخروج».

back to top