السعوديون يتعجلون إنجاز المدن الاقتصادية أربع مدن جديدة تهدف إلى خلق فرص العمل والتجديد العمراني والتعليم الحديث
رغم أن الأعمال مازالت في بدايتها فإن مدينة الملك عبدالله ستكون درة تاج المدن الاقتصادية. وإذا سارت الأمور وفق الخطة الموضوعة فإن هذه المدينة وشقيقاتها الثلاث في حائل وجيزان والمدينة ستصبح بحلول عام 2020 على الأقل مراكز عمرانية تعج بالحياة في المملكة التي تعاني ارتفاع البطالة وزيادة الاعتماد على النفط.
على مسافة ساعة بالسيارة إلى الشمال من جدة وعلى ساحل البحر الاحمر يكدح 8000 عامل تحت شمس الصيف اللافحة لبناء مدينة تأمل السعودية أن تكون مفتاح مستقبلها الاجتماعي والاقتصادي.وإذا سارت الامور وفق الخطة الموضوعة فإن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وشقيقاتها الثلاث في حائل وجيزان والمدينة ستصبح بحلول عام 2020 على الاقل مراكز عمرانية تعج بالحياة في المملكة التي تعاني ارتفاع البطالة وزيادة الاعتماد على النفط.وسيسمح في هذه المدن للنساء بقيادة السيارات وربما يسمح بإقامة دور للسينما لتصبح مراكز جديدة تضاف الى المراكز القليلة للحرية في السعودية التي شهدت تخفيف بعض قيود الفصل بين الجنسين في السنوات الاخيرة، ما أثار حفيظة الكثير من المحافظين المتدينين.إلا أنه رغم وفرة الأموال حيث تقول الحكومة إن الخطة اجتذبت استثمارات تبلغ 35 مليار دولار من مستثمرين أجانب، فإن قوى عدة من بينها المؤسسة الدينية وكذلك التوترات مع ايران والعراق قد تعرقل هذه العملية.وفي المدن الاقتصادية يتوقع الكثيرون ابعاد رجال الدين عن الحياة الاجتماعية وأماكن العمل والتعليم.درة تاج المدنورغم أن الأعمال مازالت في بدايتها فان مدينة الملك عبدالله ستكون درة تاج المدن الاقتصادية.وتقف بوابة شامخة تحمل صورة الملك وشعار «رؤية قائدنا جسدت احلامنا» وحدها وسط الصحراء أمام مساحة تبلغ 388 كيلومترا مربعا.لكن بعد البوابة يمتد طريق طويل تزينه لافتات على أعمدة المصابيح ليكشف ضخامة المشروع الطموح الذي يتكون من مزيج يقوم على الحفاظ على البيئة يضم مرفأ ومنطقة صناعية ومركزا ماليا وأحياء سكنية ومنتجعا فاخرا ومدارس وكليات جامعية.ويضم نموذج المهندس المعماري في قاعة عرض تطل على البحر ناطحات سحاب وشاطئا ومنتجعا سياحيا ومدينة اعلامية.وتتولى تطوير المدينة شركة اعمار المدينة الاقتصادية التابعة لشركة اعمار العقارية الاماراتية، وكانت المدينة هي أول المدن الاقتصادية الاربع عندما أعلن عنها في عام 2006.وقال مدير العلاقات العامة خلال جولة بالموقع «هل تعلم أن المدينة ستكون أكبر من واشنطن؟» وتسع المدينة مليوني نسمة. تجديد عمراني وتعليم حديثوتتجاوز أهداف المدن خلق فرص العمل إلى التجديد العمراني والتعليم الحديث وتخفيف قبضة المؤسسة الدينية على مجتمع ارتفع عدد أفراده الى المثلين خلال 18 عاما ليصل الى 17 مليون سعودي من بين السكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة.وقال فهد الرشيد الرئيس التنفيذي لاعمار المدينة الاقتصادية «السعودية اليوم لا تعرض الخدمات المطلوبة، هناك نقص في البنية التحتية والجانب الجمالي العمراني الأساسي مفقود أيضا، لدينا 60% من سكاننا دون سن الثلاثين وهؤلاء يحتاجون الى اماكن يعيشون فيها. لذلك سنخلق لهم الفرص التعليمية لكي يأتوا ويتعلموا ويعملوا».وتقضي الخطط بإقامة عشرة آلاف وحدة سكنية بحلول عام 2010 في مدينة الملك عبدالله واستكمال 10% من المدينة.ويقول منتقدون إنه حتى هذه المراكز لن تكفي لجذب الاهتمام العالمي أو حتى اهتمام السعوديين في ضوء سهولة العيش والعمل في مدن قريبة مثل دبي، حيث لا يوجد على سبيل المثال أفراد مؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشوارع.وربما تكون البيروقراطية وسلطة رجال الدين في المجتمع ككل كافية لتثبيط همم الكثير من الاجانب بما في ذلك العرب عن العيش والاستثمار في المملكة وخاصة في منطقة جيزان التي تقع قرب اليمن ومدينة حائل الصحراوية.مدينة المعرفة الاقتصاديةوستهدف مدينة المعرفة الاقتصادية، التي تقتصر على المسلمين بالمدينة المنورة، الى جذب خبراء تكنولوجيا المعلومات من الدول الاسلامية في آسيا.وقال دبلوماسي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع إن هذه المدن باهظة التكلفة للغاية وغير قابلة للبقاء اقتصاديا دون دعم كبير من الدولة.وأضاف «من الصعب العثور على خبراء اقتصاديين جادين لا يتقاضون مرتباتهم من السعوديين يرون انها قابلة للبقاء».ومنذ عام 2006 تولى شركة إعمار المدينة الاقتصادية ثلاثة رؤساء تنفيذيين، وتقول شخصيات بقطاع الاعمال في جدة إن الهيئة العامة للاستثمار المكلفة بالاشراف على المشروع تتعرض لضغوط للاسراع بتحقيق نتائج.وكان إيقاع الانجازات أسرع بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا المجاورة للمدينة الاقتصادية والتي تتولى شركة أرامكو السعودية أمرها، ومن المقرر ان تبدأ الدراسة بالجامعة في أكتوبر، والا يتم الفصل فيها بين الجنسين. وكان العاهل السعودي افتتح الجامعة العام الماضي.لكن مما يزيد المخاوف الاحساس بأن مستقبل المدن مرتبط بمصير الاصلاحات الاجتماعية والسياسية. (رويترز)