الكويت باقية وهم الموقتون (2- 2)

نشر في 14-11-2008
آخر تحديث 14-11-2008 | 00:00
 فالح ماجد المطيري استكمالا للمقال السابق فقد أعطى عدم وجود الأحزاب القبيلة والطائفة الفرصة لتكون الحاضن الفعلي للمجاميع البشرية، إذ نجد أن الدكتورة معصومة المبارك احترقت سياسيا بنيران وزارة الصحة في الجهراء، ومازال سوء خدماتها مضرب الأمثال، وقد تمدد المرضى وساحوا طوال فترة الصيف بفعل الانقطاع المتكرر للتكييف عن المستشفيات، وقد بادر النواب إلى رجاء السيد علي البراك لكي يصلح هذه الأخطاء «البسيطة»، فالوزير الفاضل ينتمي إلى قبيلة العجمان الكريمة التي لها أيضا حسابها لدى النواب العشرة في الدائرة الخامسة، بالإضافة إلى العشرة الآخرين في الدائرة الرابعة ولا عزاء للكويت.

ووزارة النفط ورغم «العك» الحاصل فيها من انقطاع دائم ومتكرر طوال فصل الصيف للكهرباء والماء، بما يتناقض من تصريحات وزيرها والمولدات المتهالكة التي أحضرتها الوزارة للطوارئ وحملة ترشيد وتبذيرها الواضح، والضجيج الذي رافق المصفاة الرابعة مازال مستمرا، فإن معالي الوزير محمد العليم في «حارة الأمان»، فهو ينتمي إلى قبيلة مطير العزيزة، التي لها حساب كبير أيضا لدى نواب الدائرتين الرابعة والخامسة، بالإضافة إلى أنه «حدسي» معتق.

ووزارة التريبة التي وصلت الحال بها إلى أن طلبة بعض المدارس في العام الماضي افترشوا الأرض لعدم وجود طاولات وكراس، عائدين بذلك إلى زمن الكتّاب والزمن الجميل للملا مرشد، وفي هذا العام لا توجد كتب لدى بعض المدارس في بلد بلغت فوائضه المالية المليارات من الدنانير «ولا عزاء للإخوة في جمهورية جيبوتي»، وزد على ذلك حوادث الاغتصاب للطلبه في بعض المدارس، وتواصل حالة عدم التقدير للمعلم التي أوصلت التعليم إلى الحضيض، والإهمال الذي أوصل الوزارة إلى أن توزع وجبات فاسدة في إحدى رياض الأطفال في الجهراء.

ورغم كل ما سبق، فإن سعادة الوزيرة في الـ «save side» فهي بحماية رئيس أركان قواتها الخاصة النائب الفاضل عادل الصرعاوي ويساعده النائب المدلل في وزارة التربية فيصل المسلم.

ووزارة الأشغال والبلدية ورغم التجاوزات على القوانين التي تخص الإعلانات العشوائية، ومعارض السيارات غير المرخصة في الشوارع والدوارات، والتجاوز على أملاك الدولة وفساد البلدية «اللي ما تشيله البعارين»، وجاهزية شوارعنا لأن تغرق في شبر ماء- كحال حكومتنا- مع موسم الأمطار، فإن معالي الوزير لن يمسه ضر، فهو في حماية الأخوين الفاضلين لاري وعبدالصمد وعلاقاتهما تكفل له غطاء يقيه حر الصيف وبرد الشتاء، والأهم من ذلك أن من هدده بالاستجواب النائب عسكر العنزي، فأبشر بطول سلامة يا صفر.

وأخيرا وليس آخراً، وبرغم التجاسر الواضح على قوانين المرور من المواطنين والوافدين والأزمة المرورية الخانقة بكل ساعات النهار، وضياع هيبة رجل الأمن في الشارع، وانتشار حوادث السطو الليلي، وجرائم السرقة في وضح النهار، وانتشار تجارة وتعاطي المخدرات، فإن معالي الوزير في خانة من «لا خوف عليهم ولا هم يحزنون»، لأن الجنسية الكويتية أصبحت تمنح بالوساطة، ولكل عضو من أعضاء مجلسنا الموقر «كوته» معينة، وبلغنا مرحلة من السوء وصلت بأن يصفعنا بعض المجنسين الجدد بلافتات شكر للعضو الفلاني على جهوده التي سهلت لهم الحصول على الجنسية، وكأنهم يقولون لنا لم نحصل على الجنسية لأننا نستحقها بل حصلنا عليها بجهود النائب العلاني، وما أكثر «نوائبنا» التي أوصلتنا إلى هذه الحالة:

نعيب نوابنا والعيب فينا

وما لنوابنا عيب سوانا

مع الاعتذار لصاحب البيت الأصلي.

ما يخفف ألمنا أن الكويت باقية وهم الموقتون، فالعمر الافتراضي لحكوماتنا المتعاقبة منذ التحرير إلى الآن سنة وثلاثة أشهر، وهو أقصر من صلاحية أي علبة «فول» على رف إحدى الجمعيات التعاونية، والعمر الافتراضي لمجلسنا أربع سنوات «إذا صار خوش مجلس».

back to top