ناصر الدويلة: الكذب والرياء لا يشجعاني على خوض الانتخابات
أعلن عضو مجلس الأمة السابق ناصر الدويلة عدم خوضه الانتخابات المقبلة، لأن الظروف الحالية لا تشجع على ذلك.وقال الدويلة، في بيان صحافي، انه في ظل الظروف المأساوية من الانحطاط سيطرت ثقافة الكذب والرياء. وفي ما يلي نص البيان:
نظرا إلى ما شاب الممارسة الديمقراطية في الآونة الأخيرة من إخفاقات كبيرة أدت إلى هبوط مستوى الحوار الوطني وانحراف في استخدام الأدوات الدستورية في غير الغايات التي وضعها الرواد الأوائل الذين وضعوا الدستور، وبأسلوب دخيل على ثقافة المجتمع الكويتي ونهج الآباء والأجداد الذين بنوا الكويت بدمائهم وعرقهم، وبعد أن فشلت جميع جهود المخلصين من أبناء الكويت داخل وخارج البرلمان في إيجاد وسيلة لضبط الإيقاع السياسي المتسارع نحو التصادم والمواجهة بين أبناء الشعب الكويتي وحكومته، وبين فئات الشعب الكويتي بعضها مع بعض، في ظروف سادتها الانتهازية السياسية وحب الذات والشخصانية الضيقة بحيث لم يعد يعرف المواطن في أي اتجاه هي مصلحة الكويت، وفي أي منها يكون خير الوطن ورفاهية أبنائه. وفي ظل هذه الظروف المأساوية من الانحطاط في أدب الحوار وشرف الخصومة والأنانية سيطرت ثقافة الكذب والتمثيل والرياء وغابت الحقيقة وغاب الوطن عن قاموس الأشخاص والجماعات لدرجة لم نُعد معها نرى بصيص أمل في إصلاح الخلل الذي أصاب حياتنا السياسية وواقعنا الديمقراطي. وأمام هذا الإخفاق الكبير الذي هُزمت فيه الحقيقة أمام الخدعة واختفى الواقع أمام الحلم وسادت روح الهدم على روح البناء، وسيطر الاختلاف على الاتفاق والتناحر على التعاون، وتدخلت أوساط وقوى كنا نعدها من الأخيار لتشارك في هذا الانقضاض على روح الدستور، وأخلاق المجتمع وتقاليده العريقة في علاقاته وروابطه التي كانت هي النبراس الذي اهتدى به آباؤنا وأجدادنا منذ ثلاثة قرون عندما بنوا الكويت وقدموا لنا هذه الدرة الثمينة التي أنعم الله بها علينا، وعلى أبنائنا وأجيالنا القادمة بإذن الله. لقد حرصت أن أكون واضحا وصريحا في كل حياتي، ولكن هذه الصراحة والوضوح لم أستطع أن أنقلهما إلى البرلمان، ولم أستطع أن أقنع بهما عددا كبيرا من الإخوة المواطنين الذين لا يرغبون في مواجهة الحقيقة كما هي، بل يريدون من نوابهم أن يستمروا في المتاجرة بأحلامهم وآلامهم وأن يمارسوا التضليل والتطبيل بدلا من قول الحقيقة ومواجهة الواقع كما هو لا كما نحلم به. وأمام هذا الواقع الذي لا يسر، أجد أن الظروف الحالية لا تشجعني على خوض الانتخابات المقبلة، متمنيا للشعب الكويتي دوام العز والرفاهية تحت قيادة حضرة صاحب السمو الأمير وولي عهده، شاكرا لكل من ساعدني من أبناء قبيلتي وأبناء الدائرة الرابعة والمخلصين من أعضاء مجلس الأمة وأبناء الشعب الكويتي، متمنيا للمجلس المقبل أن يتجاوز السلبيات التي عانينا منها في مجلسنا السابق، داعيا الشعب الكويت إلى اختيار لغة الحوار كأسلوب للحياة ومنهاج تعاون لبناء الوطن، وأن نقبل الحقيقة مهما كانت، وأن نرضى بالحق ولو خالف هوانا. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.