منام آخر

نشر في 17-06-2008
آخر تحديث 17-06-2008 | 00:00
No Image Caption
 محمد الحجيري العالم حذاء، الذكريات ما يبقى.

أنا سمعان. هذا منام آخر...

ربّما تكون فكرة لجوء أصحاب القطط الذين يشمئزون من رؤية فئران نافقة متحللة في المنزل، إلى تعليق أجراس في أعناق القطط، مستوحاة من الروايات الخرافية الإغريقية القديمة لكاتب القصص الخرافية الاغريقي إيسوب. الفكرة الكامنة وراء ذلك هي أن القطة تحدث صخباً كثيراً يجعلها تتوقف عن مطاردة الفئران.

أنا سمعان، ما شغلني عن روايات زوجتي وهيفا هو أنني سمعت برقص اينول الاندونيسية. ذات ليل كنت أحلم أنني أحمل أوراقاً حصلت عليها من الانترنت، وأريد أن أعرف من هي اينول الاندونيسية؟

قرأت أن «ناكاتا» بطل رواية «كافكا على الشاطئ» لموراكامي يجيد محادثة القطط. لم يفهم ناكاتا لماذا يصعب عليه دائما التقاط موجة تفكير القطط البنية اللون. أما القطط السوداء فغالباً ما تسير الأمور معها جيداً، ويبقى التواصل مع القطط السيامية منها هو الأسهل على الإطلاق. لكن، لسوء الحظ، لم يكن هناك الكثير منها بين قطط الشوارع، ولهذا لم يحظ إلا لماماً بفرصة محادثتها. غالباً ما تبقى القطط السيامية تحت الرعاية في المنازل، ولسبب يجهله، فإن غالبية قطط الشوارع هي من القطط البنية المخططة.

القراءة هي المنام، القطة السيامية التي قرأت عنها، أومأت بخفة وقفزت في المنام عن الحائط الاسمنتي، برشاقة راقصة الباليه، مشت تتبختر وذيلها الأسود مرتفع كسارية علم، هذه القطة بحسب موراكامي ماهرة ومثقفة أيضاً. تسمع الأوبرا وتعرف أنواع السيارات. القطة السيامية التي دخلت غرفتي في المنام، جلست قبالة التلفزيون، كانت تشاهد رقص أينول، تشعر أن جسدها مجموعة قطط.

ما جعلني أحب اينول هو أنها استفزّت الرجال.

قبل أن أرى اينول في المنام، شاهدت جنيفر لوبيز في الحقيقة، لم تكن جارتي، ولا تلصصت عليها من النافذة، لكن كنت أشتم رائحة اللوز البري تنبعث من رقصها في كليبها الأخير، ترقص على مائدة يجلس اليها مجموعة من الرجال يتصببون عرقاً. انسحبت من القاعة وسط ذهول لجنة التحكيم في الأغنية. جنيفر بجسدها المنحوت بعناية، وبلونها البرونزي الباهت إلى أقصى درجات الوضوح، وبنظرتها القادرة على تحطيم الأعصاب تماماً، تزعجها شاكيرا التي «سوسحت» البشر، قالت إنها ترقص لأن أبناء كولومبيا يلعبون كرة القدم، ويحبّون الإغراء.

كم قطة في إغراء شاكيرا؟ قالوا إنها كانت سبباً في «عولمة الرقص الشرقي»، أخرجته من إطاره الضيق، الى رحاب العالمية والفن، جعلت هز الارداف والبطن سحر الشعوب، تقف على المسرح، تقول «إني أسد في غابة»، «تشفط» عقول المحبين ليس برقصها فحسب بل بلكنتها الهجينة ولغاتها المتعددة، تتكلم الإسبانية والإنكليزية والبرتغالية بطلاقة، ويمكن أن تدير شؤونها بالإيطالية والعربية، تعرف بعض الشتائم بهذه اللغة الأخيرة فحسب. تمتلك إحساساً شاعرياً بالأشياء من حولها، فهي سريعاً ما تقتبس كلمات من بودلير وماركيز.

سألت:

أنت رمز إغرائي أيضاً. ما الذي يعجب الرجال فيكِ؟

أجابت:

لا أتعاطى بالأوهام. رجال أميركا اللاتينية يُعرف عنهم ولعهم بكرة القدم، وهم يريدون رؤيتي. أنا فتاة مطيعة، أقدم موسيقى بملابس مثيرة. هذا هو كل شيء، لا أبيع أفلاماً هابطة في غرفة ما في أحد الفنادق مثل باريس هيلتون.

back to top