رجال الأعمال في فخّ الفنانات... ضحايا أم مذنبون؟

نشر في 02-11-2008 | 00:00
آخر تحديث 02-11-2008 | 00:00
No Image Caption

من أيمن السويدي الى هشام طلعت مصطفى، رحلة طويلة عنوانها الشهرة والسلطة والمال والانتقام والدم، ضحاياها فنانات كتب لهن سوء الحظ والقدر المشوؤم أن يقعن ضحية رجال طمعوا بكل شيء، فكان لهم ما أرادوا، لكن النهاية اتسمت بالمأساوية فاحت منها رائحة الموت والانتقام.

لماذا يسعى رجال الأعمال، خصوصاً المصريين، الى الزواج من الفنانات اللواتي يتمتعن بالمال والجمال والسير المشكوك فيها أحياناً؟ هل هي تركيبة إجتماعية أم عقدة نفسية أم رغبة جامحة في الحصول على كل شيء صعب المنال ؟

قد لا نستطيع الإجابة عن كل علامات الإستفهام، إنما نحاول إلقاء الضوء على خلفية هذه العلاقات التي جلبت الويل لكل من حاول التورط فيها، فكان السقوط في الرمال المتحركة وكان العنوان الكبير «ضحايا المال والنساء والاعمال».

رحلة الفضائح

قبل البدء برحلة الدم، هناك رحلة أقل وطأة وهي رحلة الفضائح، فرجل الاعمال حسام أبو الفتوح، الذي سجن بتهمة العجز عن سداد ديونه الى البنوك، لا يذكر أحد من حيثيات سجنه سوى ذلك «السي دي} الإباحي الذي صوره بنفسه وأظهره مع الراقصة دينا وسُرب بالتزامن مع محاكماته، ليتبين في ما بعد أن دينا لم تكن الفنانة الوحيدة التي تم تصويرها في فيلا أبو الفتوح. على الأثر أعلنت أنها تزوجت أبو الفتوح زواجاً عرفياً، الا أن أصدقاء الطرفين نفوا هذا الأمر وأكدوا أن هذا الاخراج وضعته دينا إنقاذا لسمعتها وسكت عنه أبو الفتوح لأنه كان في موقف لا يحسد عليه، ولم يستطع الدخول في متاهة قضية أخلاقية في وقت انهمك فيه بإنقاذ مستقبله.

اليوم، لا يذكر المجتمع العربي، سوى قضية دينا ويتجاهل السبب الحقيقي لدخول أبو الفتوح السجن.

من جهته يجمع رجل الاعمال الاردني علاء الخواجة بين ممثلتين شهيرتين: إسعاد يونس، تدير الشركة العربية للانتاج والتوزيع بمنتهى البراعة، شريهان النجمة الأشهر في عالم الإستعراض في ثمانينيات القرن الماضي وتخوض رحلة طويلة مع المرض.

تعرضت شيريهان إلى حادث ما زالت خلفياته غامضة، ولم يكن إسم أبو الفتوح بعيداً عنه. ثمة من يقول إنهما ارتبطا بعلاقة عاطفية وعندما اكتشفت زوجته الحقيقة قررت الإنتقام على طريقتها ودبرت لها حادث السيارة. إلا أن البعض يؤكد أن شريهان وقعت ضحية اللعب مع شخصية أكثر نفوذاً وسلطة من أبو الفتوح، ولولا العناية الالهية والرعاية الطبية الفائقة، لما استطاعت العودة الى الفن وتقديم «شارع محمد علي» أشهر مسرحياتها.

رحلة الإنتقام

لم تكن ذكرى الفنانة الاولى التي ارتبط بها رجل الأعمال أيمن السويدي، سبق أن تزوج حنان ترك وما لبثت أن انفصلت عنه بعد فترة وجيزة بسبب عصبيته وغيرته. لم ترغب حنان في ذكر هذه المعلومة حرصاً على شعور زوجها السابق خالد خطاب.

كذلك تزوج فنانة مغربية اعتزلت الفن بعد زواجها منه، لكن في النهاية من دفع ثمن عصبية السويدي وغيرته هي زوجته الأخيرة ذكرى. قصدت مصر طمعا بالشهرة، فعادت الى بلادها جثة هامدة وأصبحت ذكراها مرهونة بتلك الصور المريعة التي نشرت لها والرصاص يخترق جسدها.

بالنسبة إلى هشام طلعت مصطفى، ليست سوزان تميم الفنانة الأولى في حياته، سبق أن تزوج الممثلة المعتزلة نورا ودام زواجهما عشر سنوات. آخر زوجاته المذيعة هالة عبد الله طليقة المذيع ممدوح موسى، ثمة من يقول أن هشام تعرف عليها عند الراقصة دينا التي تعتبر صديقة الطرفين.

يوضح المستشار مرتضى منصور أنه سبق أن حذر هشام من مغبة الزواج من هالة، لأن الرجال الذين ارتبطت بهم كان مصيرهم إما السجن أو القبر، ولكن هشام لم يأبه لذلك وقال له «أرجوك بلاش». فجر منصور مفاجأة كبيرة حينما صرح أنه كان على علاقة بهالة عبد الله لسنوات ولكنه رفض الزواج بها، فما إلا أن تزوجت سائقه الخاص الذي أصبح في ما بعد مذيعاً مرموقاً وهو الاعلامي ممدوح موسى.

المال والشهرة

تقول راقصة معتزلة رفضت ذكر اسمها أن أول ما يقدم عليه أي رجل أعمال، لدى بروزه على الساحة الاجتماعية، السعي إلى الارتباط بعلاقة عاطفية مع إحدى الفنانات، فالمال والسلطة يحتاجان بلا شك الى الشهرة، وهذه الاخيرة لا تؤمنها سوى امرأة مشهورة وجميلة يحيط بها المعجبون، بالتأكيد مَن أقدر من الفنانة على القيام بمثل هذا الدور.

تعترف الراقصة أنها كثيراً ما كانت تقيم في منزلها حفلات تضم رجال أعمال بارزين وفنانين وفنانات وإعلاميين وكانت تفاجأ بعد فترة بارتباط أحد رجال الاعمال بهذه الفنانة أو تلك سواء بعلاقة عاطفية أو زواج عرفي، بسبب رفض الفنانات العلاقات المحرمة دينياً واعتبارهن الزواج العرفي المخرج المناسب.

تشكل نبيلة عبيد المثال الابرز لعلاقة المال والشهرة في سبعينيات القرن الماضي، إذ ارتبطت برجل الاعمال اللبناني الشهير سركيس شلهوب واحتلت قصة حبهما مساحات واسعة في الصحافة الفنية في ذلك الوقت، لكنها ما لبثت أن انتهت لأسباب غامضة، تزوج بعدها سركيس شلهوب اللبنانية رسيل غندور.

كذلك ارتبطت ابنة جيلها ميرفت أمين باثنين من رجال الأعمال: مصطفى البليدي الذي سبق أن تزوج هدى رمزي، حسين القلا المنتج ورجل الاعمال المعروف.

من جهتها حولت ناديا الجندي، نجمة الجماهير، رجل الاعمال والدبلوماسي محمد مختار الى منتج وممثل على مدى أكثر من عشر سنوات، فصنع منها نجمة للجماهير وقدم لها أفلاما كتبت لها. بعد طلاقها منه لم تستطع العودة الى عرش نجمة الجماهير واستبدلته بشاشة التلفزيون، في إطلالات رمضانية ساوتها بالممثلات الباقيات.

أما النجمة التي كاد الحب أن يودي بجمالها، فهي الهام شاهين الذي حاول زوجها رجل الاعمال اللبناني عزت قدورة تشويه وجهها بماء النار، لكنها نجحت بعدما اعترف الرجل، الذي كلفه قدورة القيام بهذه المهمة، لإلهام بنية طليقها. في المقابل لم تكتمل فرحتها بخطيبها رجل الاعمال رامي لكح لفراره من مصر بسبب تراكم الديون عليه في البنوك.

حاجة متبادلة

يعتبر الدكتور وديع بيضون، أختصاصي في علم النفس، أن رجال الاعمال والفنانات هما حاجة متبادلة، وهناك تواطؤ غير معلن بينهما على استغلال كل منهما للآخر، بأسلوب مختلف. يجد رجل الاعمال في الفنانة الجميلة مكافأة له على رحلة العمل الطويل ويحتاج بالتالي الى فسحة من الراحة والرفاهية لا تؤمنها له سوى امرأة جميلة ومشهورة مثل هيفا وهبي.

يضيف الدكتور بيضون (يعيش في باريس منذ سنوات ويمارس مهنته فيها) إن خطوبة هيفا وهبي الى رجل الأعمال الراحل طارق الجفالي كانت أبرز خبر في أوساط أصدقائه في باريس، من بينهم رجال أعمال بارزون رفض الافصاح عن أسمائهم.

يوضح في المقابل أن الفنانات ينظرن الى رجال الاعمال كعنوان لتأمين المستقبل، ويحاول معظمهن استغلالهم لأنهن يعتبرن في قرارة أنفسهن أنهن لسن سوى حالة طارئة في حياة هؤلاء.

back to top