مهرجان القرين أحيا ذكرى الرائد المسرحي خالد النفيسي عبدالحسين وسعاد وحياة والبريكي حضروا منارة بوصالح
كان الفنان المبدع الراحل خالد النفيسي حاضراً في المنارات الثقافية الكويتية ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي، كمنارة أضاءت الحركتين الفنية والمسرحية، وفي الصرح الأكاديمي المعهد العالي للفنون المسرحية تجمع محبوه لتكريم اسمه في مسرح حمد الرجيب.
اجتمع في تكريم اسم الراحل الفنان خالد النفيسي أسماء عملاقة متلألئة في سماء الفن والريادة، مثل عبدالحسين عبدالرضا وسعاد عبدالله وحياة الفهد وأحمد الصالح وعلي البريكي وعبدالرحمن العقل.عُرض في بداية التكريم تسجيل مصور مدته عشر دقائق، يوثق سيرة النفيسي الذاتية والفنية، واحتوى على لقطات من أعماله المسرحية والتلفزيونية مثل «دقت الساعة» و«الحيالة» و«إلى أبي وأمي مع التحية»، واسكتشات غنائية مع الفنانة سعاد عبدالله من برنامجها «كلمة وحوار ونغم»، إضافة إلى شهادات تم تصويرها مع رفقاء الدرب الذين تحدثوا عنه، ومنهم الفنان القدير منصور المنصور الذي قال: لقد بدأ النفيسي المسرح في الخمسينيات، عمل معي في مسلسل «إلى أبي وأمي مع التحية»، وكان فناناً مثالياً بحضوره وأدبه ورعايته للفنانين، والمسرح السياسي يشكل متعة في حياته، وعندما يُمثّل في تلك الأعمال المسرحية يستمع كثيراً، وقد شكّل ثالوثاً متكاملاً في المسرح مع عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج، وله اسهامات وبصمات كثيرة في «دقت الساعة» و«حامي الديار».وقالت الفنانة القديرة حياة الفهد: كممثل مسرحي وتلفزيوني ملك الطبيعة وهذا ما جعله يتربع على القمة ويلبس الشخصية، روحه المرحة في الواقع تنعكس على التمثيل لذا تجده لا يمثّل.والفنان الكبير غانم الصالح: عندما رآه زكي طليمات أسند إليه شخصية «أبو رماح» في مسرحية «صقر قريش»، وقد أخذ النفيسي في بداياته خط شخصية الرجل الكبير في السن لحبه لهذه الشخصيات، فاختلاطه بـ«الشيّاب» أعطاه الخبرة في تجسيد دور «الشايب» المحبب له.كما قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي: يأتي تكريم النفيسي من باب تكريم الرواد الذين تركوا البصمات وإحياء لذكراهم لتسديد جزء من الدين لهؤلاء الرواد.سعادجلسة منارة الفنان خالد النفيسي كانت بإدارة الفنانة سعاد عبدالله التي قالت في كلمة جميلة: الذكريات قد تكون مصدر فرحنا وسعادتنا عندما نستعيدها، وهذه الذكريات نفسها قد تصبح مصدراً للألم عندما تخص عزيزاً افتقدته شاركك إياها، لا أعتقد أن هناك أحداً من الرعيل الأول المؤسس والجيل الذي يليه لا يحمل في ذاكرته صورة باسمه يتصدرها خالد النفيسي، وعندما نستحضرها نجد أنفسنا باسمين لا إرادياً، هو مازال بداخلنا ومعنا ولم يفارقنا، مشوار طويل من العطاء الرائع الذي كان بطله خالد النفيسي.ثم تابعت سعاد: خالد المبدع فأعماله كانت ومازالت وستبقى خالدة على القنوات، وخالد الوفي الذي لم يبعده المكان، فكان دائم السؤال وتفقد الأصدقاء، والمشاكس حيث لم يسلم أحد من مقالبه الطريفة من أبناء جيله، وخالد رجل المواقف، فعندما يحتاج إليه أي من أصدقائه يجده حوله ولا يتركه إلا وقد شارك في حل مشكلته وتخفيف ألمه، وخالد الصريح.. فمقابلاته خير دليل على مواقفه، دائماً ما يصرح بوجهات نظره بجرأة حتى وإن لم تكن في مصلحته.البريكيثم تحدث الفنان الكبير علي البريكي قائلاً: بوصالح يستحق أن يكون عن جدارة منارة ثقافية، فهو فنان عملاق وأب حنون ووفي ومخلص وجريء، التقيت النفيسي عام 1962 حينما اعلنت وزارة الشؤون حينئذ نيتها انشاء مسرح متخصص على أسس علمية بإدارة زكي طليمات وهو المسرح العربي، اشتركت معه في البدايات في مسرحيات أخرجها طليمات «صقر قريش» و«أبودلامة» و«الحجاج بن يوسف الثقفي». التقيته في فرقة المسرح العربي، وكان نشيطاً وعملنا معاً في العديد من المسرحيات والأعمال التلفزيونية، والمعلومة التي لا يعرفها أحد الآن أنه بطل الكويت في لعبة الاسكواش عام 1965».واضاف البريكي: كان خالد صديقاً وأخاً عزيزاً، لكن له مقالب كثيرة ولم يسلم منه أحد حتى انا، وأتذكر انه قال لي «تصدق يا البريكي لما أحط راسي على المخدة لأنام افكر وأخطط للمقلب الذي سأنفذه باجر ومن فيه من الربع».وحكى البريكي عن تعرضه لمقلب من مقالب النفيسي: حينما ذهبت معه إلى البر في المغرب وقال لي إنه سيذهب لجلب سجائره من السيارة، فأدار محركها وتركني وحيداً في الصحراء لمدة طويلة لدرجة أنني بكيت من الخوف، بعد مرور نصف ساعة عاد ضاحكاً هل أصابك الخوف؟واضاف البريكي عن النفيسي: كان النفيسي قيادياً بارعاً وله رأي مستقل خدم المسرح العربي من خلال مجلس الإدارة، كان خالد في القمة ومن الأبطال والدليل على ذلك عندما مرض وتطلب علاجه سنوات، وبعد انقطاعه عن المسرح والتلفزيون مدة طويلة عاد إلى الكويت واستطاع في مدة قليلة أن يعيد تألقه من جديد.عبد الحسينثم ألقى الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا شهادته برفيق دربه: يشرفني أن أكون في هذا الصرح الذي نفتخر به كمصنع للنجوم الذين سيكملون المسيرة من بعدنا، لا أستطيع أن أرثي خالد لأن الخالدون لا يرثون، فهو أخ وزميل دراسة في المدرسة الأحمدية، وفي المسرح العربي كان شفافاً مرهف الحس، لا يعرف الحسد طريقاً إلى قلبه، وخالد يستحق أن تتذكره كل ساعة، بوصالح في «درب الزلق» أضحكني وهو يعشق المفاجآت ويتفنن بها.ثم سرد عبدالحسين موقفاً كوميدياً مع الراحل عندما كانا في بعثة دراسية بالقاهرة أيام زكي طليمات، وسكنا معاً في شقة، وكل يوم يتذمر النفيسي من الطبّاخ ويعدد عيوبه بأنه لص، وفي أحد أيام قال عبدالحسين للطبّاخ حضر الطعام فسمع بعدها «طراق» في المطبخ وصراخ النفيسي متهماً الطبّاخ بالسرقة، حيث اشترى خالد ميزان لوزن اللحم، وعندما وزن اللحم وجده اقل من الكيلو فقام بصفعه؟الحداد وقدمت الكاتبة فتحية الحداد ورقتها في منارة النفيسي وهي عبارة عن عرض مادتها التلفزيونية بعنوان «خالد النفيسي بين الممثل والشخصية»، مستعينة بمقتطفات للشخصية التي قدمها في مسرحية «عشت وشفت» وهي «بوعبدالله» والتعليق عليها من قبل الفنان عبدالناصر الزاير في حوار درامي.حياةواختتمت الفنانة الكبيرة حياة الفهد المنارة بكلمة: هناك الكثير من الزملاء الذين يستحقون أيضاً مثل هذا التكريم لبصماتهم الواضحة في الحركة الفنية بالكويت وسنشهد مناراتهم المقبلة، أما الكلام عن بوصالح فيحتاج إلى صفحات طويلة، فهو من الرعيل الأول ممن تحملوا المصاعب واستنكار المجتمع لهذا النوع من الفن، لكن اصراره مع اخوانه أكد ان الفن رسالة لاصلاح بعض الجوانب السلبية في المجتمع، ومن حسن حظي أنني شاركت معه في بعض هذه الأعمال.