القاهرة قبضت على خلية استخبارية إيرانية قبل الكشف عن تنظيم حزب الله - مصر أربعة أعضاء في فيلق القدس دخلوا مصر بجوازات عراقية مزورة
بينما لاتزال قضية التنظيم الذي ضُبط في مصر، وقالت السلطات المصرية إنه تابع لـ«حزب الله» اللبناني، في طور التفاعل، إنْ على مستوى التحقيقات التي تُظهر تفاصيل جديدة كل يوم، أو على مستوى التداعيات السياسية، علمت «الجريدة» أمس، أن أحد أسباب الأزمة العنيفة الحالية في العلاقات المصرية- الإيرانية، هو أن أجهزة الأمن المصرية ألقت القبض في مطلع شهر ديسمبر الماضي، على أربعة إيرانيين أعضاء في استخبارات «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني» اعترفوا بأنهم شكلوا تنظيماً داخل الأراضي المصرية، وهو ما دفع القاهرة الى التعاطي بجدية مع التهديدات التي صدرت قبل أشهر، عن مجموعة سياسية غير معروفة من طهران باغتيال الرئيس المصري حسني مبارك.
وأبلغت الاستخبارات المصرية نظيرتها الإيرانية، عبر قناة اتصال بينهما، أن تكرار مثل هذه العمليات سيؤدي إلى «رد عنيف وغير متوقع» من جانب مصر. وكشف مصدر وثيق الصلة بهذه القضية لـ«الجريدة» أن أجهزة الأمن المصرية أوقفت زعيم هذه الخلية الاستخبارية ويُدعى محمد علم الدين، في مدينة العريش مساء الثاني من ديسمبر الماضي، بعد ساعات من القبض على زملائه الثلاثة في القاهرة صبيحة اليوم نفسه، وقد اعترفوا جميعاً بأنهم إيرانيون دخلوا إلى مصر بجوازات سفر عراقية مزورة. وذكر المصدر أن اعترافات الموقوفين الأربعة، أكدت أن تكليفاً صدر إليهم من قائد «فيلق القدس» العميد قاسم سليماني، الذي تربطه صلة قرابة بعلم الدين، بأن يتنكروا كعراقيين، بعد أن زودهم بهويات مزورة لهذا الغرض، وأوصاهم بأن يندمجوا في أوساط اللاجئين العراقيين في مصر، حتى يتمكنوا من تأسيس فرع للفيلق باسم «فيلق القدس- مكتب مصر». وقال المصدر إن الموقوفين الاربعة نجحوا بالفعل في خداع السلطات المصرية عامين كاملين، إذ إنهم حضروا إلى البلاد خلال شهري أغسطس وسبتمبر سنة 2006. وأكد المصدر أن مجموعة «فيلق القدس- مكتب مصر» لم تُجرِ أي اتصال مباشر بخلايا «حزب الله- مصر» التي كان العمل قائماً في الوقت نفسه على تأسيسها، إلا أنه توقع في الوقت نفسه وجود نوع من التنسيق الخفي بين التنظيمين. وأفصح المصدر عن استمرار التحقيقات حتى الآن مع الموقوفين الأربعة لمعرفة أبعاد تحركاتهم ومدى وجود صلة تربطهم بالجماعة الراديكالية غير المعروفة، التي أعلنت قبل أشهر في طهران أنها خصصت مكافأة مليون دولار لمن يستطيع اغتيال الرئيس المصري، مؤكداً أن كشف هذه المجموعة دفع أجهزة الأمن إلى عدم الاستخفاف بهذا الإعلان. وتشير المعلومات، التي حصلت عليها «الجريدة»، إلى أن هذه الخلية نجحت بدورها في تشكيل تنظيم يضم عددا من المصريين والفلسطينيين وجنسيات أخرى، غير أن معظمهم لم يكن يعلم أنه يعمل لحساب «الحرس الثوري الإيراني»، بل إن سقوط المتهمين جاء بعد القبض على عدد من مهربي الأسلحة عبر الأنفاق من سيناء إلى غزة، واعترفوا بأنهم تلقوا دعماً من عراقي يُدعى علي زهدي، قالوا إنه يقطن في مدينة 6 أكتوبر على أطراف القاهرة. وتابع رجال الأمن زهدي حتى اكتشفوا اتصالاته التنظيمية مع ثلاثة آخرين من أفراد الجالية العراقية في مصر، وكانت المفاجأة التي أذهلتهم هي أن الأربعة اعترفوا بعد القبض عليهم بأنهم إيرانيون، وأن جوازات سفرهم مزورة. وأقر الموقوفون الأربعة بأن أحد أهداف زرعهم داخل مصر هو العمل على نشر المذهب الشيعي، وتجنيد مصريين وعراقيين لهذا الغرض. وتوقع المصدر أن يُحالَ الأربعة إلى نيابة أمن الدولة لبدء التحقيقات في عدة تُهَمٍ، يتصدرها التخابر مع دولة أجنبية، بعد استكمال استجوابهم من جانب أجهزة الأمن.