عمالقة السينما البريطانية غائبون عن دفاتر السينما

نشر في 30-11-2008 | 00:00
آخر تحديث 30-11-2008 | 00:00

لا عجب في أن تعتري الصدمة بيتر أوتول، إذ كشفت مجلة Cahiers du Cinema قائمتها التي تتضمن أهم 100 فيلم على الإطلاق، ولكن أياً من هذه الأفلام لم يصنع في بريطانيا.

تضمّ قائمة المجلة التي تعتبر من أبرز المجلات السينمائية الفرنسية والأكثر تأثيراً في هذا المجال، أفلاماً أميركية وفرنسية، بالإضافة إلى أفلام ألمانية، إيطالية، إسبانية، روسية، سويدية، هندية ويابانية ولكنها لا تذكر أي فيلم صنع في بريطانيا منذ بدايات القرن العشرين تاريخ انطلاق صناعة السينما فيها.

أوردت اللائحة إسمي ألفرد هيتشكوك وتشارلي شابلن مراراً ولكن في الأفلام التي أنتجها هذان الرائدان، المولودان في بريطانيا، في هوليوود. أما المركز الأقرب الذي احتله قطاع السينما البريطاني فهو السابع عشر وأعطي لفيلم A Space Odyssey:2001، الذي نفذه في العام 1968 المخرج الأميركي ستانلي كوبريك، بتمويل بريطاني جزئي وبمساعدة تقنيين بريطانيين.

كذلك، لم تذكر اللائحة ديفيد لين، الذي احتل فيلمه

Lawrence of Arabia-1962 المركز السابع في لائحة أفضل 100 فيلم من إعداد المعهد الأميركي للأفلام في هوليوود أخيراً، ولم تذكر اسم بيتر غرينواي أو كين لوتش، على الرغم من أنهما محبوبان لدى عشاق السينما في فرنسا.

خيارات غامضة

تعتبر Cahiers du Cinema من المجلات المتخصصة بالأفلام الأكثر تثقيفاً، أصبح اثنان من أشهر كتّابها ونقادها، جان لوك غودار وفرانسوا تروفو، مخرجيّ أفلام مشهورين. أعدّت المجلة اللائحة (نشرت أخيراً في كتاب مرفق بالتفسيرات والصور) وفقاً لخيارات 76 مخرج أفلام فرنسية وناقداً ومديراً تنفيذياً في قطاع السينما. بدأ عرض الأفلام المئة جميعها في إحدى دور السينما في الدائرة الخامسة في باريس ويستمر حتى يوليو (تموز) 2009، ولكن ليس بالتسلسل الوارد في اللائحة.

تتصف بعض الخيارات بالغموض، لكن لا يمكن اعتبار اللائحة ككل ضيقة النطاق أو محدودة، فالأفلام الأحد عشر من أصل أفضل 20 فيلماً في اللائحة الفرنسية أميركية. ارتأت لجنة التحكيم الفرنسية أن أفضل هذه الأفلام Citizen Kane للمخرج أورسن ويلز (1941)، الذي تصدر لائحة حديثة لأفضل 100 فيلم من صناعة الأفلام الأميركية أيضاً.

اختارت لجنة التحكيم الفرنسية أربعة أفلام فرنسية في لائحة أفلامها العشرين (من دون الإستناد إلى تصنيفات الأفلام غير المسبوقة في هوليوود)، لكن تمنح اللائحة المراكز العشرين الأولى إلى أكثر الأفلام الموسيقية الأميركية كلاسيكيةً،

Singin’ in the Rain-1952

والفيلمين المشهورين حول الغرب الأميركي

The Searchers-1956 لجون فورد وRio Bravo-1959 لهاورد هاوكز.

في هذا السياق، يقول جون باكستر، كاتب أسترالي مقيم في باريس وناقد أفلام وكاتب سير ذاتية سينمائية: «الأمر مفاجئ بعض الشيء، لكن لطالما نظرت صناعة الأفلام الفرنسية، لا سيما مجلة Cahiers du Cinema، بعين الشك إلى صناعة الأفلام البريطانية. فمنذ بضع سنوات، كتب أحد النقاد في هذه المجلة أنه لا يوجد ما يسمى بالأفلام ‘البريطانية’، إنما أفلام هجينة متأثرة بثقافات أخرى وبهوليوود خصوصاً».

يضيف باكستر أن اللائحة اختيرت بعناية، على الرغم من عالميتها المستحسنة وعدم تركيزها على الأفلام الفرنسية. يتابع: «إن نظرت إلى هذه الخيارات، ستلاحظ أنها لم تستند إلى خيارات هواة الأفلام، إنما إلى خبراء الأفلام وبالتحديد الفرنسيين».

صناعات مفقودة

من جهته، يلفت محرر مجلة Cahiers du Cinema، جان ميشال فرودون، إلى أن غياب الأفلام ذات الإنتاج البريطاني كان «صادماً» ولكنه ينم عن تفكير متأنٍّ ومدروس. يضيف: «لا يعكس ذلك انحيازاً معادياً للأفلام البريطانية، إنما مجرد محصلة لخيارات فردية قام بها 76 شخصاً يعملون في قطاع الأفلام الفرنسي، طلب منهم تسمية أفضل 100 فيلم لديهم وهكذا جاءت النتيجة. من المفاجئ ألا يذكر فيلم Lawrence of Arabia، أو أي فيلم للمخرج كين لوتش أو ستيفن فيرز The Queen، لكن ثمة صناعات أفلام وطنية أخرى مفقودة أيضاً، فلا يوجد مثلاً أفلام برازيلية».

واجهت صناعة الأفلام البريطانية، على حد قول فرودون، صعوبةً منذ البداية في التميّز عن هوليوود. يشير إلى أن الكاتب في مجلة Cahiers du Cinema الذي وصف الأفلام البريطانية بـ»الهجينة» كان يقتبس عن ويليام فرايز غرين، الرائد في عالم الأفلام البريطانية والمخرج الذي توفي في العام 1921. يتابع: «صنع هيتشكوك أفلاماً ناجحة في بريطانيا في ثلاثينيات القرن العشرين ولكن إن طلب من أحد المطّلعين على الأفلام في العالم اختيار فيلمه المفضل لهيتشكوك سينتقي Vertigo أو غيره من الأفلام التي صنعها في هوليوود في خمسينيات القرن العشرين».

ما من داع، بالتأكيد، لاتهام لجنة التحكيم الفرنسية التي ألّفتها مجلة Cahiers du Cinema بالمحدودية. تضمنت لائحة أفضل 100 فيلم من إعداد معهد الأفلام الأميركي 98 فيلماً أنتج في هوليوود. الخياران الأجنبيان الوحيدان كانا Lawrence of Arabia وفيلم آخر لديفيد لين، Bridge of the River Kwai -1957.

لائحة أفضل عشرين فيلماً بحسب التصنيف الفرنسي (من مجلة Cahiers du Cinem)

1. Citizen Kane- 1941، أورسن ويلز.

2. The Night of Hunter- 1955، تشارلز لوتون.

3. The Rules of the Game- 1939، جان رونوار.

4. Sunrise: A Song of Two Humans- 1927، فريدريك ويلهيلم مورنو.

5. L’Atalante- 1934، جان فيغو.

6. M- 1931، فريتز لانغ.

7. Singin’in the Rain-1952، جين كيلي وستانلي دونن.

8. Vertigo- 1958، ألفريد هيتشكوك.

9. Children of Paradise- 1945، مارسيل كارني.

10. The Searchers- 1956، جون فورد.

11. Greed- 1924، إيريك فون ستروهيم.

12. Rio Bravo- 1959، هاورد هاوكز.

13. To Be or Not to Be- 1942، إرنست لوبيتش.

14. Tokyo Story- 1953، ياسوجيرو أوزو.

15. Contempt- 1963، جان لوك غودار.

16. Tales of Ugetsu- 1953، كينجي موزوغوتشي.

17. City Lights- 1931، تشارلي شابلن.

18.The General- 1927، باستر كيتون.

19. Nosferatu the Vampire- 1922، فريدريك ويلهيلم مورنو.

20. The Music Room- 1958، ساتياجيت راي.

بحسب التصنيف الأميركي (من معهد الأفلام الأميركي)

1. Citizen Kane- 1941، أورسن ويلز.

2. The Godfather- 1972، فرانسيس فورد كوبولا.

3. Casablanca- 1942، مايكل كورتيز.

4. Raging Bull- 1980، مارتن سكورسيزي.

5. Singin’ in the Rain- 1952، جين كيلي وستانلي دونن.

6. Gone With the Wind- 1939، فيكتور فليمينغ.

7. Lawrence of Arabia- 1962، ديفيد لين.

8. Schindler’s List- 1993، ستيفن سبيلبيرغ.

9. Vertigo- 1958، ألفريد هيتشكوك.

10. Wizard of Oz- 1939، فيكتور فليمينغ.

11. City Lights- 1931، تشارلي شابلن.

12. The Searchers- 1956، جون فورد.

13. Star Wars- 1977، جورج لوكاس.

14. Psycho- 1960، ألفريد هيتشكوك.

15. A Space Odyssey- 1968، ستانلي كوبريك.

16. Sunset Boulevard- 1950، بيلي وايلدر.

17. The Graduate- 1967، مايك نيكولاس.

18. The General- 1927، باستر كيتون.

19. On the Waterfront- 1954، إيليا كازان.

20. It’s a Wonderful Life- 1946، فرانك كابرا.

back to top