حمد بن جاسم: خطاب الملك عبدالله قدوة
بحث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كيفية الخروج من الوضع الحالي في قطاع غزة مع رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي شكك في أهمية «حكومة التكنوقراط» الفلسطينية، داعياً إلى حكومة وحدة وطنية، ومثنياً على خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، الذي يصح أن يكون «قدوة لحل الإشكالات العربية».
وعن إفلات إسرائيل من المحاسبة، قال: «مَن أمِن العقوبة أساء الأدب»، ثم غادر إلى لندن فور انتهاء لقائه، وكذلك مبعوث الرئيس الأميركي جورج ميتشل. وقال حمد بن جاسم إثر لقائه ساركوزي: «تطرقنا إلى العلاقات الثنائية، ثم تحدثنا عن الوضع المأساوي في غزة، وكيفية حل مشكلة الحصار، إذ تعرفون أن الناس في أيام البرد الحالية ينامون في الخيم، وبعضهم ينام في العراء، غير أن المهم الآن هو إعادة اعمار غزة بأسرع وقت ممكن، لأنه يخفف معاناة الناس هناك. والحصار لم يؤد إلا إلى تأجيج الموقف، ولم ينجح في تركيع طرف فلسطيني أو الشعب الفلسطيني في غزة، كما كان يعتقد البعض». وسُئل عن صحة المعلومات بأن الخلافات العربية- العربية تحول دون المصالحة بين الفلسطينيين، وهل هناك مسعى فرنسي- قطري إلى رأب الصدع العربي، وتشكيل حكومة فلسطينية؟ فأجاب: «أريد البدء من خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في قمة الكويت لأنه كان مؤثراً. وإذا أخذناه قدوةً لنا لتفعيل العمل العربي المشترك وحل الاشكالات العربية فإنه سيكون الحل الأمثل لنا. هناك خلافات عربية في وجهات النظر، وأعتقد أنها ليست عائقاً في وجه المصالحة بقدر ما تثير تشويشاً لدى الفلسطينيين للوصول الى نتائج ايجابية». إلى ذلك التقى مساعدو ساركوزي في قصر الايليزيه مبعوث الرئيس الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل، ولم تتسرب أي معلومات عن الاجتماع. كما أقام وزير الخارجية برنار كوشنير غداء عمل على شرف ميتشل، ولم يصدر أي بيان في أعقابه، لكن «الجريدة» علمت من مصادر فرنسية أن «الاجتماع كان عبارة عن جلسة تعارف واتصال مباشر، وكان ميتشل حذراً وحازماً في الوقت نفسه، وفضل الاستماع إلى آراء محدثيه، وعدم قطع وعود». وقالت المصادر: «ما استنتجناه هو أن الاميركيين يعُونَ أهمية الحفاظ على الهدنة والسير في اتجاه وقف اطلاق نار دائم بأسرع وقت في قطاع غزة، واستئناف عملية السلام. وهذا مدعاة ارتياحنا، لأنه يشكل تطابقاً مع وجهة نظرنا، لأننا لم نلمس هذا الأمر في البداية، ولم نتوقع أن يتحرك الرئيس باراك أوباما، في هذا الاتجاه في أول ولايته، وهذا شيء مهم للتقدم في عملية السلام». وأشارت إلى ان كوشنير «ركز على ضرورة السير في هذا الاتجاه، مشدداً على فتح المعابر، وهي نقطة أساسية أولى، وثانياً اهمية دعم رئيس السلطة محمود عباس باتجاه إجراء المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية التي نتمناها». وأضافت المصادر: «لدينا انطباع بأن ميتشل يرى أهمية هاتين النقطتين». وليلاً، اجتمع ساركوزي مع عباس في قصر الايليزيه، وسيُولم كوشنير اليوم على شرفه في وزارة الخارجية، وسيعقدان مؤتمراً صحافياً بعد ظهر اليوم.