انفتاح مصري - سعودي على سورية يمهّد لـ مصالحة جادة قبل قمّة الدوحة
توقفت الأوساط الديبلوماسية العربية باهتمام أمام زيارة رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبدالعزيز إلى دمشق أمس الأول، التي اعتبرها مراقبون خطوة مهمة لترطيب الأجواء بين معسكري «الممانعة» و«الاعتدال» قبل القمة العربية العادية المقرر عقدها في العاصمة القطرية الشهر المقبل.
غير أن مصادر سياسية مصرية لفتت إلى أن هذه الزيارة يجب أن توضع في سياق اتصالات جارية بوتيرة متسارعة، إذ إن مباحثات المسؤول السعودي الرفيع المستوى، على أهميتها، ليست سوى حلقة ضمن سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تحقيق «مصالحة جادة وحقيقية» مبنية على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أطلقها خلال قمة الكويت الاقتصادية. وكشفت هذه المصادر عن معلومات محددة توضح سياق الزيارة المقصودة: 1 - ان توجه رئيس الاستخبارات السعودية إلى دمشق جاء بعد أيام من زيارة مماثلة لم تعلن قام بها نظيره السوري إلى الرياض، حيث أبلغ المسؤولين السعوديين مواقف محددة تؤكد تجاوب القيادة السورية مع مبادرة المصالحة. 2 - ان الانفتاح السعودي على سورية يتم بتنسيق كامل مع مصر، وأن هذا الموضوع كان محل «اتفاق» خلال مباحثات وزير الخارجية المصرية أحمد أبوالغيط ورئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان في الرياض قبل يومين. 3 - ليس من المستبعد أن تفضي اللقاءات والاتصالات الجارية حالياً إلى لقاء يجمع الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد مع احتمال عقد قمة ثلاثية تضم معهما العاهل السعودي، إلا أن هذا اللقاء سيظل رهناً بالتوصل إلى الصيغة التي تصفها القاهرة بأنها مصالحة جادة، تتضمن مواقف محددة. 4 - ان زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى سورية التي بدأها أمس هي جزء من إعداد الأجواء لهذه المصالحة، وتأتي ضمن نفس التحرك المصري- السعودي لاختبار جدية دمشق في تغيير سياستها. وأشارت المصادر إلى تصريحات موسى قبل مغادرة القاهرة التي قال فيها «سورية دولة عربية مهمة، ونعتقد أن الزمن الذي نحن فيه والتحديات التي نواجهها تتطلب موقفاً عربياً موحداً وتضامناً وتنسيقاً، والتي منها المهمة التي أقوم بها لسورية وزيارة الوفد السعودي». 5 - ان القاهرة والرياض تفصلان بين أي تقارب تجاه دمشق وبين الموقف إزاء طهران، بل إنهما تعتبران إلى حد بعيد أن سورية تتجاوب معهما بمقدار ما تضع مسافة تفصلها عن إيران حتى لا تبدو كأنها «ظل لإيران». وتصر السعودية ومصر على رفض أي محاولة من جانب سورية لتجسير الفجوة بينهما وبين إيران، خصوصا بعد التصريحات المعادية الأخيرة التي صدرت عن طهران تجاه مملكة البحرين، والتي رد عليها الرئيس مبارك بزيارة تضامنية إلى المنامة أمس في رسالة رفض للأطماع الإيرانية المعلنة.