عندما رحل بدر عنا!

نشر في 29-03-2009 | 00:00
آخر تحديث 29-03-2009 | 00:00
«هلا بالحبيب» اعتاد بدر على نطقها، فهي لم تكن كلمات ملاصقة له فقط، بقدر ما كانت جزءا من شخصيته، فهي والحب صديقان لا يفترقان، حتى عندما قرر الرحيل عنا رحل ومعه حبه البديهي لزملائه في المهنة.

من يعرفه ومن لا يعرفه يعجب لهذا الرجل النادر، لو ألقيت عليه السلام فقط فإنك ستحظى بالترحيب غير منقطع النظير، لأن «بدر» كان عاشقا للعلاقات اللجتماعية بين أوساط المحامين، وما ان تقول له يا بوناصر انت تعرفنا قبل ما نعرفك يكون رده «بأنني قريب من الناس لأن معرفة الناس وخصوصا المحامين مهمة والدنيا يا أستاذ شنو ماخذين منها وخل الناس يذكرونك بالخير».

كلما تذكرت بعضا من مقتطفات حديثه لي الآن أقول إن الرجل كان يشعر بأنه سيرحل من دون أن يأخذ معه سوى ذكره الثمين، وهو ما حصل بالفعل فذاك اليوم الذي تلقيت فيه الرسالة المشؤومة على هاتفي من جمعية المحامين لم أصدق خبر رحيل هذا الحبيب، الذي عرفته أنا وزملائي في مهنة المحاماة. ولم يكن الخبر سيئا لي بقدر ما كان سيئا على أغلب المحامين.

قبل نحو عام ونصف العام تقريبا خرجت أنا وزجتي إلى أحد المطاعم، وبعد الانتهاء من وجبة العشاء طلبت الحساب، فكان رد الموظف أن الأستاذ الذي يجلس في تلك الطاولة هو من قام بدفعه، وكان في حينها مع زوجته وبعد الذهاب له تبين أنه الحبيب بوناصر الذي رد بترحيبه المعتاد «هلا بالحبيب»، فقلت له يا بوناصر أحرجتنا وياك، فرد المرة الياية عليك وبعد هذا الموقف يسألني ها يا حسين متى تروحون تتعشون يالله علشان تدفعون الحساب، وقبل وفاته بأسبوع رحمه الله أبلغني لمشاهدته المحامي سقاف السقاف وحرمه فقام بعمل «المقسوم»، أي دفع الحساب كما فعل بي، وهو يقوم بذلك لأنه يعتقد أنه قريب منا وأخ لنا، ولا يوجد أي حرج، وأبلغني أنه يستمتع بالخروج مع زوجته وأن يجتمع دائما بأسرته لكن هذه المهنة «ماخذته منهم»، بوناصر رحل عنا بجسده، لكن لم تغادر عنا طيبته وعشقه لزملائه، كان خير المدافعين عن حقوق موكليه، ومقاتلا شرسا في قاعات المحاكم عن مطالبهم، يحرص دائما على حضور قضاياه في المحكمة هو وشريكه المحامي عبدالعزيز الفارس.

رحل بدر عنا، ولن ننساه بالدعاء وبالرحمة الواسعة، وأن يسكنه الرحمن جنات الخلد، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، بالتأكيد لن ننساك يا بدر فكنت خير الأخ والزميل والأستاذ «يالحبيب» ومن المؤلم ألا نجدك معنا لكنك ستبقى «بدر» في قلوبنا أنت وقبلك المحامون فيصل صالح العنزي وراجح العصفور وعصام العيسى وإياد العودة وحمد العيسى رحمكم الله واسكنكم فسيح جناته.

back to top