عندما ذهبت إلى المباحث الجنائية!!

نشر في 05-02-2009
آخر تحديث 05-02-2009 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي إن الانطباع السائد لدى الأغلبية العظمى من الناس أنك ما إن تذهب إلى إدارة المباحث الجنائية حتى تُستقبل بالسبّ والشّتم وتودع بـ«الطراقات والفناكر»... وبعدها ستكره اليوم الذي ذهبت فيه إلى تلك الغابة، لكنني ذهلت من طريقة تعامل واستقبال العاملين هناك، وما وفروه لنا من رعاية واهتمام وحسن استقبال.

منذ أن دخلتُ إلى «كار» المحاماة، وأصبحت هي صنعتي التي آكل منها عيشاً قطعت عهداً على نفسي بألا أذهب صوب المباحث الجنائية تحت أي ظرف من الظروف إلا في أضيق الحدود، وعندما أكون مرغماً لا بطلاً... وخلال كل تلك الفترة الطويلة نسبياً في عالم المحاماة لم أتوجه إلى تلك الإدارة لمتابعة ومراجعة بعض الأمور الخاصة بالموكلين إلا بعدد أصابع اليد الواحدة، إلا أنه وقبل أيام معدودة شاءت الظروف والأقدار أن أيمم وجهي شطر المباحث الجنائية بسبب موضوع إنساني بحت.

والحقيقة أقول إنه وعلى الرغم من أن لي علاقات وطيدة مع بعض الإخوة العاملين في ذلك الجهاز، فإنني كنت خائفاً من أن ينهش لحمي بعض أولئك الأسود والصقور والنمور، على اعتبار أنني قد انتقدت طريقة وأسلوب عمل بعضهم مرات عديدة...!!

وعلى الرغم من أنني ذهبت أيضاً قاصداً رؤية المسؤول الأكبر دونما موعد مسبق فإنني ذهلت من طريقة تعامل واستقبال العاملين هناك. صحيح أننا لم نحظ بمقابلة المسؤول الكبير بسبب ارتباطه بمواعيد عمل مع بعض القيادات إلا أنه وللأمانة قد وفّر لنا ما يليق من رعاية واهتمام وحسن استقبال.

إن الانطباع السائد لدى الأغلبية العظمى من الناس أنك ما إن تذهب إلى تلك الإدارة حتى تستقبل بالسبّ والشّتم وتودع بـ«الطراقات والفناكر»... وبعدها ستكره اليوم الذي ذهبت فيه إلى تلك الغابة... إن سبب دهشتي واستغرابي أنني وجدت خلال تلك المدّة التي قضيناها داخل أروقة الإدارة لتخليص معاملة شركة صاحبنا أن أولئك العاملين بشر مثلنا يأكلون ويشربون ويتنفسون، بل إن الإدارة تقدم ما لذّ وطابَ من أجود أنواع الشاي والقهوة وأطيب أنواع العصائر، وكأنك في فندق «خمس نجوم»، فقلت لأحد الإخوة الضباط مازحاً: هل نحن في الكويت و«لّا» في أوروبا؟

في الحقيقة لا أريد أن أكون ساذجاً وأسبح عبر عالم الأحلام والخيال لأقول إن الدنيا في تلك الإدارة لونها وردي، فهل هناك سراديب مغلقة وتعذيب و«فلقلة» و«شواية» للمجرمين والمخربين؟... إلا أن «من يمشي عدل» سيحتار فيه أولئك الأسود والنمور والصقور.

back to top