صباح القمة

نشر في 23-01-2009
آخر تحديث 23-01-2009 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي سبق، قمة الكويت أو القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، تحضير لأكثر من عام، لمؤتمر أريد منه انتشال السفينة العربية من الغرق بوضع برامج تنموية ترتبط بحياة وقوت المواطن العربي الذي عانى عدم استقرار لسنوات عجاف، امتدت طويلاً دون أن يمسك أحد بدفة السفينة، مبحراً بها نحو شاطئ التنمية.

هذه القمة الاستثنائية أتت في ظروف استثنائية أيضاً على الرغم من أن موعدها معروف مسبقاً، لكنها جاءت بعد حدث غزة الذي عزف على وتر مهم في حياة الأمة، ومن خلاله يمكن أن نكتشف مصادر قوتنا وأيضاً مواطن ضعفنا... الكويت دائما تقود الفكر النهضوي الذي يعود على شعبها بالخير الكثير، وهي ليست أنانية بحيث يعود خيرها على كل الأمة.

إننا في شوق لبرامج واقعية تكافح الفقر والأمية والمخدرات والأمراض الوبائية وأمراض العصر، ويقابلها طموح في جودة التعليم ومهنية وحرفية في الصناعة، والتكنولوجيا، والتجارة، والزراعة، وخدمات البنى التحتية، والخدمات الصحية المتميزة.

كما نريد أن تكرس هذه القمة مبدأ العيش الكريم لكل أبناء الوطن العربي بالممارسة الديمقراطية التي لا تُحد إلا بإطار الحقوق والواجبات. نعم كلنا ننظر إليكم يا زعماء الأمة داعين الله أن يوفقكم لصلاح شعوبكم، ونعم كلنا ننظر إلى صباح القمة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، بأن يجعل هذه القمة متميزة في كل شيء، من توحيد الصف العربي في مواجهة أعداء الأمة، وأن يعرف عدونا قبل صديقنا أن أبناء الوطن العربي فيهم من أصحاب القمة وأصحاب الهمة رجال يحملون الأمانة، يتحركون ويمشون أحراراً كما ولدتهم أمهاتهم، لا يساومون ولا يداهنون، يخافون الله ويخلصون لأوطانهم.

هنا تركت القلم متابعاً الافتتاح وما سيؤول إليه اجتماع الكويت، وإذا بصباح الخير يضع كل العرب أمام مسؤولياتهم غير معاتب لأحد، ولا مائل لطرف دون الآخر، فكان حديثه كالبلسم، يحيي الأمل، ويستنهض الشيم في النفوس، لذا كان لحديثه الأثر البالغ في كلمات الرؤساء، التي ترجم قيمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، فقد كان كبيراً كعادته، وآلمه حال الأمة فوقف صادقاً شامخاً داعياً إلى تناسي الخلافات من أجل الدم الفلسطيني الذي لا تعادله كنوز الأرض، حتى لو كان نقطة واحدة.

إن لقاء الكويت أثبت أن العرب قد يختلفون بعض الأحيان، لكنهم يتفقون على قضايا الأمة، فها هي غزة في العين، وها هي الكويت تجمع القلوب.

تميزت القمة بإصلاح ذات البين، والخطط التنموية، وفي كل شيء، وعسى الله أن يجعلها نقطة انطلاق إلى القوة العربية، ونقطة اكتشاف الإمكانات والطاقات، ونقطة الصدق والإيمان بأن الشعوب العربية قادرة على النهوض والمواجهة.

كما سعد الشارع العربي باللقاء والتصريحات التي تبعته، والذي ضم كلاً من ملوك ورؤساء المملكة العربية السعودية، ومصر، وسورية، وقطر، والأردن، والبحرين، والكويت الدولة المضيفة.

لقد نجح صباح القمة بانتشال السفينة، وإصلاح ثقوبها، فشكراً لابن الكويت سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح.

ودمتم سالمين.

back to top