برج القاهرة... إطلالة جديدة لـ شوكة عبد الناصر
برج القاهرة أحد أبرز معالم العاصمة المصرية... ويعبّر هذا المبنى عن رسالة سياسية أراد بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأكيد رفضه الرشوة السياسية التي أرسلتها إليه الولايات المتحدة الأميركية بهدف التأثير على موقف مصر المؤيد للقضية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي.بعد أربع سنوات من أعمال الترميم والتطوير عادت الحياة إلى برج القاهرة، الذي أضيفت إليه مساحات وأدوار جديدة بتكلفة 35 مليون جنيه مصري (ستة ملايين دولار أميركي).
يقع البرج في منطقة الجزيرة، حيث يزيّن سماء القاهرة بتصميمه المميّز الذي بناه المصريون متأثرين بزهرة اللوتس الفرعونية الأصل رمز حضارتهم. ويرتفع بطول 187 متراً، ليفوق بذلك ارتفاع الهرم الأكبر بنحو 50 متراً.البرج الذي افتتحه عبد الناصر في 11 أبريل (نيسان) عام 1961، يتألف من 16 طابقاً ويقف على قاعدة من أحجار الغرانيت الأسواني التي استخدمها المصريون القدماء في بناء معابدهم ومقابرهم، وتستغرق الرحلة داخل مصعد البرج للوصول إلى نهايته 45 ثانية. ومن أعلى القمة ترى القاهرة كلها: الأهرام، مبنى التلفزيون، أبو الهول، النيل، قلعة صلاح الدين، الأزهر. بُني برج القاهرة عام 1961 بستة ملايين جنيه مصري ( مليون دولار تقريباً)، كانت الولايات المتحدة أعطتها لمصر بهدف التأثير على موقفها المؤيد للقضية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي.في هذا السياق قال المؤرخ العسكري جمال حماد: «أطلق الأميركيون على البرج اسم «شوكة عبد الناصر»، أما المصريون فأسموه «وقف روزفلت». وقد بناه المهندس الإنشائي نعوم شبيب وشارك فيه نحو 500 عامل.وتحدث محافظ القاهرة الدكتور عبد العظيم وزير عن أعمال التطوير التي شملت إضافة أربعة طوابق، لإتاحة مسطحات تخصص للخدمات الجديدة وتلبي متطلبات التطوير ومن بينها: قاعة اجتماعات، صالون كبار الزوار، مقهى جديدة، مصعدان، شبكة للإنذار والحريق، بالإضافة إلى تطوير الأعمدة الخرسانية الحاملة للبرج لتقويتها وحمايتها. كذلك شملت أعمال التطوير رفع كفاءة البرج من الناحية الإنشائية باستخدام مواد حديثة ذات مقاومة فائقة في تحمّل الأثقال، ومقاومة تأثير الرياح والزلازل والظروف الجوية. أضاف وزير أن أعمال تطوير البرج لم تقتصر على المبنى، بل امتدت إلى المنطقة المحيطة بأسرها، كتعديل شبكة الإنارة في الشوارع المحيطة، وإصلاح الأرصفة وتهذيب الأشجار الكثيفة.