النيابة تخلي سبيل الفنان المعتزل بكفالة 200 دينار وتوقعات بحفظ القضية بعد تأكيد أقواله من ضابط أمن الدولة حسين الأحمد لـ الجريدة: غامرت في سبيل الله لمساعدة الأسر والمحتاجين... وأخطأت بعدم سماعي رأي ولي الأمر

نشر في 22-07-2008 | 00:00
آخر تحديث 22-07-2008 | 00:00
في الوقت الذي أكد فيه ضابط مباحث أمن الدولة أمس صحة اقوال الفنان المعتزل حسين الاحمد أمام النيابة العامة من أنه عاد إلى البلاد، بعدما تبين ان هدف تقديم المساعدة إلى الشعب الافغاني لم يتحقق، بسبب مشاهدته مَن يتعاطى ويتاجر بالمواد المخدرة، قرر النائب العام المستشار حامد العثمان اخلاء سبيل الفنان المعتزل حسين الأحمد بكفالة مالية قدرها 200 دينار.

كشفت مصادر رفيعة المستوى في النيابة لـ«الجريدة» ان النيابة حرصت من خلال قرار إخلاء السبيل الا يفقد الثقة بالسلطات الكويتية، بعدما اكد ضابط مباحث امن الدولة القصد الذي اتجه إليه وقرر العودة الى وطنه، لافتة الى ان النيابة اكدت في قراراها ذلك ان الاحمد مثلما قرر العودة فإن بلده يفتح له ذراعيه، بعدما تأكدت روايته مع اقوال ضابط امن الدولة.

وعن مصير القضية في النيابة وتوقعات حفظها قالت المصادر «امام النيابة العامة حتى الان ان يد الاحمد لم تلوث بأي نوع من أنواع الافعال، التي تشكل جريمة، وبالتالي فإن النيابة ستقرر حفظ القضية بحقه».

من جانب آخر، أكد الفنان المعتزل بعد خروجه من مبنى أمن الدولة في حوار

مع «الجريدة» انه يطالب الشباب الكويتي بالسماع لولي الامر وطاعته وعدم الخروج عن رأيه، ونفى الاحمد ما نشر عنه انضمامه إلى الجهاد مع تنظيم القاعدة، أو عن مشاهدته لتعاطي المجاهدين المخدرات وفي ما يلي نص الحوار:

* بعد صدور قرار من النيابة العامة بإخلاء سبيلك ماذا تقول للناس؟

- ودي الناس يتفهمون الوضع وأتمنى الا يضايقني أحد بأي كلمة وغرضي حميد وهو مساعدة الناس، خصوصا انني فنان سابق أحب ان أكون قريبا من الناس، وتمنيت أن أساعدهم في حفر الآبار ومساعدة المرضى والمساكين في افغانستان، ولكن لم يتحقق ذلك الأمر، لأني شاهدت بعض الشباب يتعاطى المخدرات والمكان الذي وجدت فيه لا يساعد على مساعدة الناس، فقررت ان العودة الى بلدي معززاً مكرماً، بفضل الله وبحكمة قائدنا سمو الامير بوناصر.

* كيف اتخذت قرار الذهاب لتقديم المساعدة والعون إلى الشعب في افغانستان؟

- هناك أناس محتاجون الى مساعدات وهدفهم تقديم الخير في سبيل الله واخذت على عاتقي هذه المهمة، وهي مغامرة في سبيل الله اردت تحقيقها، ولكن للاسف وجدت في المكان الخطأ.

* هل نصحك أحد بتقديم أعمال الخير في الكويت؟

- في الكويت الشيخ نبيل العوضي كان يقدم لي النصح، وأيضا أخي المحامي ابراهيم الكندري.

* هل نصحك احد بالذهاب إلى افغانستان؟

- من قدم النصيحة لي هو المواطن عبدالله، رحمه الله، والذي فجَّر نفسه في العراق، ونصحني بالقتال ولكني أبلغته بأني لست راغباً في القتال، وانما الهدف هو مساعدة الناس في افغانستان، وما حدث أنه رتّب لي الذهاب الى ايران واتفقنا بعد دخولي اليها انه سيحضر لي في الفندق الذي أقيم فيه، ومن ثم ينقلني الى منطقة نقوم فيها بأعمال الخير، وبالفعل دخلت الى ايران وجاءني الشخص في الفندق من طرف «عبدالله» ونقلي بمركبته وذهبت معه لكي يدخلني الى المنطقة الواقعة في أفغانستان، بهدف تقديم العون إلى الأسر في افغانستان، واستغرقت رحلة الذهاب قرابة ستة أيام، كنا نتوقف فيها لأخذ الراحة حتى وصلنا.

* وهل دخلتم إلى افغانستان؟

- أنا أصلا لست متأكداً أنني كنت في افغانستان، وكنت في منطقة صحراوية جبلية، فمثلا كنت أذهب الى أحد الجبال وأتحدث بالهاتف النقال من أعلاها لكي احصل على الشبكة فتظهر لي شبكة اتصال إيرانية، ثم اذهب الى جبل آخر لإتمام الاتصال فتظهر لي شبكة الاتصال باكستانية ومرات أفغانية، وهناك مجموعة من الاشخاص يحملون السلاح ويرغب بعضهم في الانضمام الى القاعدة.

* هل شاهدت مواطنين عربا أو خليجيين هناك؟

- تقريبا شاهدت من 15 إلى 20 مواطناً خليجياً يريد بعضهم اللحاق بتنظيم القاعدة وبعضهم بالدعوة.

* وأنت هل ذهبت لتقديم واجب المساعدة فقط؟

- نعم ذهبت للمساعدة وشاركني في هذا الواجب شاب سعودي تعرفت عليه، كان رافضا فكرة الجهاد والسلاح بهذه الصورة وعاد معي، وهو رجل متخصص في أمور الدعوة، وكان الهدف من زيارته تقديم الدعوة.

* هل تدربت على حمل السلاح؟

- أنا أصلا رافض فكرة الانضمام الى تنظيم القاعدة كما كتبت احدى الصحف من اني قمت بالانضمام الى التنظيم، وهذا غير صحيح، وأنا لا أعرف حمل السلاح ولا أريد قتال المسلمين.

* هل شاهدت مجاهدين يتعاطون المخدرات في المنطقة التي كنت فيها؟

- «ما أحط في ذمتي» وأنا سمعت عن وجود المخدرات فعلا وهناك من يتعاطى وهناك حرامية وقطّاع طرق.

* هل شاهدت مجاهدين يتعاطون؟

- ليس صحيحا، ولم أشاهد ويستحيل من يمشي على عهد النبي سواء من ينوي الجهاد أو الدعوة أن يتعاطى المواد المخدرة، وأنا لم أقل في التحقيقات ذلك، وهذا غير صحيح فلم أشاهد مقاتلين ومجاهدين يتعاطون المخدرات.

* إذن ماذا فعلت عندما وصلت إلى تلك المنطقة الصحراوية الجبلية القريبة من افغانستان وايران وباكستان؟

- طبعا هم لا يتحدثون العربية وبداية قدموا لنا العشاء.

* وماذا كانت وجبة العشاء؟

- ذبحوا لنا «تيساً» أو «صخلة» واستغرق أمر إعداد العشاء لذلك «التيس» ثلاث ساعات وبعدها جاءوا لنا بعظام فقط، عموما المياه في تلك المنطقة الجبلية عجيبة وهي مياه آبار، وهناك لديهم عدة انواع للشاي بعضها مستخرج من مياه «الدود» و«الضفادع»، ولكن الحمد لله ان رب العالمين أنجاني من هذه العصابة وأنجى إخواني، والحمد لله ما سويت «شيء».

* وماذا عن المخدرات؟

- البيت الذي كنت نائما فيه كانت به حديقة، وهذه الحديقة تسور البيت من كل الجوانب وتظهر فيها أزهار اشكالها كبيرة وجميلة، وطبعا فوجئت بجمال الطبيعة بسبب منظر الازهار، فضحك من كانوا بجانبي، لأن تلك الأزهار تسمى «ترياق»، وعرفت عندهم انه يتم استخراج المخدرات من تلك المادة.

* هل شاهدت أحداً يتعاطى المخدرات هناك؟

- هناك أناس يتعاطون المخدرات ولكن لم أشاهد مجاهدين يتعاطون وشاهدت أناسا «يحششون» وأناسا يتاجرون بالمخدرات، وأكثرهم فشلا لديه مزرعة مساحتها كبيرة مزروعة بالمخدرات.

* وبماذا تنصح الشباب الكويتي؟

- انصحهم بألا يسمعوا كلام أحد ويسعوا إلى السمع والطاعة لولي الأمر ولأولياء أمورهم خوفا عليهم، ويتأكدوا أن جهاز امن الدولة يسعى جاهدا بالفعل إلى حمايتنا، وكذلك إلى الحفاظ علينا ولم أتوقع فعل ذلك منهم.

* هل تعرضت للأذى داخل جهاز أمن الدولة؟

- أقولها بكل صدق فلم يلمس أحد منهم شعرة واحدة وأثبتوا خوفهم علينا، حتى ان أحدهم أبلغني أن نبأ ذهابي إلى افغانستان أقلقه، لأنه قد يتم قتلي أو أسري، ولكن الحمد لله عدت إلى وطني.

* ما تقييمك لهذه التجربة وهل غيرت قناعاتك؟

- لا أستطيع تقييم ما حدث في الوقت الحالي وبالنسبة إلى قناعاتي فقد غيرت جزءاً من بعض الأمور لدي، أهمها سماع رأي وكلام ولي الأمر وكلام والدي أطال الله عمريهما وكلام أخي بوعبدالعزيز، وأنا أعتذر منهم وأطلب السماح.

* هل طالبك البعض بالعودة إلى الغناء؟

- هناك من طالبني بالعودة إلى الغناء، وهناك من قال لي خلّك على دربك، ولكن أقول خير الأمور الوسط، وأنا عقدت النية أن أكون مع الله سبحانه وتعالى.

* لماذا تركت الغناء واعتزلت الفن؟

- قرار ترك الفن قرار مريح لي، ولم أستطع الاستمرار في ذلك المجال والهداية من رب العالمين، وطريق الغناء متعب وأنا استثمر صوتي الآن في قراءة القرآن وهو طريق ينور القلوب.

* كلمة أخيرة تود ذكرها؟

- أشكر وكيل النيابة أحمد العتيبي الذي كان حيادياً في التحقيق ومتعاوناً لأبعد درجة معي، وأشكر أيضا المحامي إبراهيم الكندري على الجهد الذي بذله في القضية.

back to top