فعاليات من ساحة الإرادة: لا للوصاية الدينية... والوطنيون قادمون أكدت أن التيار الوطني ليس ضد الدين بل مناهض للمتاجرة به
نظَّم عدد من الشباب مساء أمس الأول، وقفة احتجاجية في ساحة الإرادة بعنوان «لا للتكفيريين... وقفة لرفض عبث بعض التيارات المتأسلمة باسم الدين»، عبروا خلالها عن رفضهم لاستغلال الدين من أجل الحصول على مكاسب انتخابية وشخصية.أكد النائب السابق المحامي مشاري العصيمي أن «تيار الإسلام السياسي بدأ بالانحدار، بسبب وعي الناس والمرأة»، مشيرا إلى أن فتوى عدم التصويت للمرأة «قديمة لكنهم أخرجوها من «الفريزر» بسبب شعورهم بأن المرأة قادمة في هذه الانتخابات، وخوفهم من وصولها إلى قبة البرلمان»، لافتا إلى «أنني تألمت كثيرا عندما رفع تيار الإسلام السياسي راية الحرام، ولم يرفع طوال حياتنا راية الحلال»، مشيرا إلى أن له معهم تجربة طويلة امتدت لنحو ثلاثة عقود، وتحديدا حينما رشح نفسه للانتخابات النيابية عام 1981، حينما أصروا على تطبيق المادة الثانية من الدستور، التي تنص على أن تكون الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، مشددا على أن الكويتيين يعرفون ربهم ودينهم جيدا ولا يحتاجون إلى وصاية من أحد، والإسلام سيظل دينا خالدا في قلوب كل مسلم، مشيرا إلى أن الشعار الذي رفعه تيار الإسلام السياسي سيف ضد أي أحد يخالفهم الرأي.
وقال العصيمي، في الكلمة التي ألقاها أمام المعتصمين في ساحة الإرادة مساء أمس الأول تعبيرا عن استيائهم من «الدعوات التكفيرية»، رافعين شعار: «لا للتكفيريين... وقفة لرفض عبث بعض التيارات المتأسلمة باسم الدين»، إن «الإسلام ليس له علاقة بالدستور»، لافتا إلى أنه إذا رضخنا لهم في تطبيق المادة الثانية فمعنى ذلك أننا يجب علينا الرضوخ في كل مرة، ومن هنا فقد رفضت التوقيع، وكرروا هذا الموضوع في مجلس 1985، متسائلا مَن مِن المرشحين الإسلاميين يرفع الآن تطبيق المادة الثانية من الدستور؟، مما يدل على أن القضية مكاسب انتخابية وشخصية ليس إلا، مؤكدا أن الموعد يوم السبت المقبل مع وصول المرأة إلى قبة البرلمان.تهميش المرأة ومن جانبها، قالت الوزيرة السابقة ومرشحة الدائرة الأولى د. معصومة المبارك إن «المتشددين يستخدمون الدين لتهميش المرأة والديمقراطية»، مضيفة أن «المخربين للديمقراطية والعابثين بها يستخدمون الدين لتحقيق مصالح ومآرب انتخابية، وأنهم يحاولون العبث بالعرس الديمقراطي الذي تعيشه الكويت من خلال إصدار فتوى تدعو إلى عدم التصويت للمرأة في الانتخابات البرلمانية المقبلة».وقالت: إن «هذه ليست هي المرة الأولى التي يصدر فيها تيار الإسلام السياسي بيانات وممارسات ضد المرأة»، لافتة إلى «أننا نعاني هذه الممارسات منذ ثمانينيات القرن الماضي»، موضحة أن التيارات المتشددة منذ عام 1971 وهي تستخدم الدين لتهميش المرأة والديمقراطية وإصدار الفتاوى التي تحط من قدر المرأة وشأنها، مشيرة إلى أن تعطُّل الحق السياسي للمرأة على مدى سنوات عديدة يرجع إلى فتاوى لا تقوم على أسس دينية، ولكن على أسس المصلحة الشخصية والمنافع الذاتية، لافتة إلى أنه في عام 2006 صدرت فتوى أخرى بتهميش المرأة وجعل دورها تابعا لا قائداً وحراً ومستقلا، حيث تقول الفتوى «آثمة من تمارس حقها في التصويت دون رضى ولي الأمر (الزوج، الأب، الأخ)». لافتة إلى أنهم يوظفون الدين لأغراض مصلحية، ونقول لهم كفانا عبثا بالديمقراطية وتهميشا للإرادة، وعلينا جميعا أن نقف وقفة صامدة وعلينا ألا نتراجع أو نتكاسل في وجه هذه الفتاوى. وقالت معصومة المبارك إننا أمام منعطف خطير، مشددة على أن الدين والديمقراطية ليسا عبثا، ولابد من أن نضع مصلحة الكويت قبل أي شيء آخر، داعية إلى أن نقف جميعا ونردد «لا للتكفيريين فنحن نعرف ديننا، ولا نريد أحدا أن يثقفنا بثقافته». جماعات كاذبة ومن جانبه، قال ممثل التحالف الوطني الديمقراطي أنور جمعة، إن «السلف والإخوان المسلمين، جماعات إسلامية كاذبة وملفقة، وجهتها المال والسلطة»، داعيا الدولة إلى «ملاحقة هذه العناصر والجماعات والتأكد من أنها لا تسعى إلى إلا السلطة»، مشيرا إلى أنه لن يخاطب هذه الجماعات بحياء لأنهم خاطبوا وطنيين ووطنيات دون حياء، مشددا على أن الفكر التكفيري بدأ بفتاوى، ومن ثم قاموا باغتصاب السلطة كما حدث في بعض الدول، موجها خطابه إلى الحضور قائلا: «يا إخوان القضية ليست أسيل العوضي أو معصومة المبارك أو غيرهما، القضية تكمن في استقرار الوطن وأمنه، ويجب أن نتعامل مع هذه الفتاوى بشكل من الحذر»، داعيا الشعب الكويتي إلى «التجمع عند إصدار هذه الجماعات أي بيان خارج على القيم»، وأن نرفع صوتنا وموقفنا في وجوه هؤلاء، مناشدا رجال الدين كشف هذه الفتاوى، وفضحها أمام الناس.وأكد أن «تيار الإسلام السياسي يحتضر، وانتخابات 2009 وإفرازاتها ستزلزل عروشهم»، موضحا أن «هذه الجماعات لجأت إلى إصدار مثل هذه الفتاوى، لأن أرقام أسيل العوضي أخافتهم، ولأن النواب الوطنيين قادمون إلى المجلس». وتساءل جمعة: «أين فتاواكم ممن يبيع لحم الخنازير والخمر في متاجره صباحا ثم يصدر الفتاوى في المساء؟ وأين فتاواكم من سراق المال العام الذين يعطونكم الأموال لتسكتوا على سرقاتهم؟ موضحا أن البلد مخطوف من هذه الجماعات منذ 30 عاما، والتي لا تفقه في الدين شيئا، وغايتها فقط هي السلطة والمال، مؤكدا أن هذه الفتوى خرجت الآن لأن الوطنيين قادمون إلى المجلس، مشددا على أن التيار الوطني ليس ضد الدين بل ضد جماعة الإسلام السياسي التي تتاجر باسم الدين، لافتا إلى أن رفض أي محاولة تكفيرية هو واجب وطني، مشددا على أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في إبعاد الشباب الكويتيين عن خفافيش الظلام، مضيفا أن الكويت أمام استحقاق وطني وواجب وطني، وهو التصويت للوطنيين يوم 16 مايو الجاري.معركة الجهراء أما أحد منظمي الاعتصام، الكاتب علي خاجة فرأى أن تيار الإسلام السياسي أساء إلى «النائبة» أسيل العوضي، كما أساء إلى «النائبة» معصومة المبارك وغيرهما، لخوفه من نتائجهما وحظوظهما، مشدداً على أن «الكويت دولة قانون ومؤسسات، وبلد يحكمه الدستور»، لافتا إلى أن «هذه الجماعات تتجاوز القانون والدستور».وقال خاجة إن منظمي هذه الوقفة هم مجموعة من الشباب لا يمثلون أي حزب أو تيار أو أي شخص، إنما جئنا جميعا إلى هنا لإحساسنا بخطورة مبدأ التكفير والتسرع في إصدار الفتاوى التكفيرية، مؤكدا أن جماعة الإسلام السياسي تسيء للإسلام، موجها رسائل شخصية وأخرى عامة بالقول، أوجه رسالتي إليهم، وأقول إن أسيل العوضي ومعصومة المبارك نائبتان في المجلس المقبل، وأقول لهم إن الكويت هي معركة الجهراء وهي كويت الحرية والديمقراطية وستظل شمعة مضيئة، ومنارة للثقافة والعلم والحرية، موضحا أنه تمت الإساءة إلى «النائبة» أسيل العوضي والتعدي عليها من أشخاص بسبب أغراض انتخابية.