كوكب حمزة: النصوص الشعرية التي تستهويني أصبحت قليلة اعتبر مرحلة أبو سرحان نقلة ... وشعر الدجيلي ذا طعم آخر

نشر في 08-01-2009 | 00:00
آخر تحديث 08-01-2009 | 00:00
No Image Caption

يكمن همّ الملحن القدير كوكب حمزة في تأسيس أغنية عراقية حديثة، بعيداً عن «الطقطوقة» المعروفة باسم «البستة»، فحلّق في سماء الأغنية العراقية مع شعراء وأصوات جديدة.

استضاف ملتقى الثلاثاء في لقائه الثقافي الأسبوعي الملحن العراقي الكبير كوكب حمزة، بحضور كوكبة من أعضاء الملتقى والمهتمين بالفن والثقافة، وقد أدار الحوار الكاتب حميد الأمين.

وتحدث الفنان كوكب حمزة عن تجربته لأغنية في الموكب الحسيني التي تعبر عن بيئته، حيث إنه نشأ في مدينة ناحية القاسم الشيعية التي كبست عليها مفاهيم الريف، كاشفاً تأثره بالجانب الحسيني كرمز وليس شيئاً آخر.

ثم أسهب في تناول رحلته مع الفن والتلحين، خصوصا عندما تم تعيينه في البصرة، حيث أسره الفلكلور الزنجي المتمثل في الليوة، وكذلك المقام العراقي من خلال قارئي المقام.

واشتغل في مدرسة هناك ومعه زميل يعزف على آلة الكمان وآخر على العود، وكان ينقصها ضابط إيقاع في الفرقة الموسيقية، فتولى ذلك ثم تحوّل إلى عازف ناي.

وأوضح حمزة أن مشكلته مع المعلمين اليومية، الذين يلحنون الأناشيد المدرسية، تكمن في مطالبتهم اللحوحة له كونه أحد خريجي قسم الموسيقى في معهد الفنون الجميلة، بأن يخوض مجال التلحين فألّف مقطوعات موسيقية ثم بدأ مرض التلحين حسب قوله.

وعن خروجه من العراق قال حمزة «خرجت من العراق بإرادتي وبسبب لساني الذي حاولت مراراً أن أقصّره لكنه يطول».

وأشار حمزة إلى أنه كان طالباً مشاكساً في معهد الفنون الجميلة، وقد دخل السجن وهناك تعرف إلى الشاعر مظفر النواب حينما كان مدرساً في الثانوية ولحّن له بعض الأعمال.

أول أعماله

تحدث عن أول ألحانه حيث كانت أغنية للمطربة غادة سالم بعنوان «مر بيّه» عام 1969، وهي باكورة أعماله الغنائية في الإذاعة العراقية، لكن هذه الأغنية أصابها الفشل بسبب إخراجه كل «عنترياته» فيها، لكن أغنية «يا نجمة» من كلمات كاظم الركابي وغناء حسين نعمة أسهمت في شهرته،

وهي من نتاج حواري مع عزيز عبد الصاحب، حينما أراد أن يقدم شيئاً من الفلكلور العراقي فجاء تلحين «يا نجمة» بمزاوجة بين الأغنية العراقية والموشح الأندلسي.

بعدها جاءت النقلة الأخرى في حياته الفنية مع الشاعر أبو سرحان (ذياب كزار)، الذي أثرى مشواره من خلال أغنيات: شوق الحمام (غناها فاضل عواد)، الحاصودة (غنتها مائدة نزهت)، ابن آدم (غناها حسين نعمة)، والكثير من الأعمال، مشيراً إلى أن كلماته تشكل لغة جديدة في تاريخ الأغنية العراقية، حيث كتب الأغنية التي أصبحت تحمل قضية وليست ترفيهاً.

ثم التقى مع أبي علي وهو الشاعر زهير الدجيلي، حيث صار للنص الغنائي طعم آخر وفق كلام حمزة، والتعاون في أغنيات: يا طيور الطايرة (غناها سعدون جابر)، نحبكم، هوى الناس، مكاتيب، صار العمر محطات.

وكان همّ حمزة هو تقديم أغنية معاصرة من خلال نص وصوت جديدين، مشيراً إلى كونه أول من لحن للشعراء أبو سرحان وزهير الدجيلي وكامل العامري وكريم العراقي وغيرهم، لأنه يريد تأسيس أغنية عراقية حديثة.

المرحلة التراجيدية

وأطلق حمزة على مرحلة خروجه من العراق المرحلة التراجيدية، والنقلة الأكبر أمضاها في سورية ومصر والولايات المتحدة الأميركية ثم استقر في الدنمارك، تعاون من خلالها مع الأديب الكويتي اسماعيل فهد اسماعيل الذي قدم له ثلاثة نصوص مع التنازل، فاختار واحدا هو «يا صاحبي» من غناء عبدالله الرويشد.

أما تعاونه مع الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم، فكان بمناسبة الاحتفال بسبعينيته حيث قدم له أغنية بعنوان «دموع ايزيس» من كلماته وغناء الصوت المغربي أسماء المنور.

وعلق حمزة على تجربته مع الشاعر رياض النعماني بأنه «يعرف ماذا أريد»، مستفيداً من تجربتي الشاعرين أبو سرحان وأبو علي، حيث تعاون معه في العديد من الأغنيات بينها: بساتين البنفسج (غناها سعدون جابر)، لو رديت، هب الفرح، شموع الفرح، صارت أيامي حزن.

وقد وثّق المخرج العراقي طارق هاشم بعض أعماله حيث نجح بإقناع حمزة في دخول الاستوديو لتسجيل سبع أغنيات بصوته ثم صورها له.

وكشف حمزة عن خوفه من شعر الشعراء مظفر النواب وبدر شاكر السياب ويوسف صايغ، وعن عقدته من النص الشعري فيجب أن يستهويه أولاً ليدفعه إلى التلحين، لكن هذه النصوص أصبحت قليلة.

back to top