أمهات هالأيام !

نشر في 19-03-2009
آخر تحديث 19-03-2009 | 00:00
 مظفّر عبدالله أول العمود: الحل غير الدستوري سيرجعنا إلى أرشيف فترة أعوام 1986- 1990... أي لاجديد، والحل الدستوري سيرجعنا إلى الأمس القريب حيث لا جديد... فمن عنده الجديد؟

***

لا أقصد من الكلام عقد مقارنة بين أمهات الأمس واليوم، فالظروف اختلفت. اليوم صار وعي الأم بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الزوج والأبناء، وإدارة شؤون المنزل وعلاقاته مع الغير من أقرباء وأصدقاء، يعتريه خلل كبير. وأسلوب كثير من الأمهات في التعاطي الأسري يغلفه موقف يبدو في شكل بذل الممكن والاكتفاء به! وبذل «الممكن» هذا بالاستعانة بطاقم مساند من الخدم في أحيان كثيرة.

نعلم مدى كبر مسؤولية الأم الموظفة، وقضاء وقتها الأكبر خارج المنزل، لكن هناك الكثير من الواجبات البسيطة والمؤثرة التي اختفت من بيوتنا بحجة «ماعندي وقت»، كإضفاء اللمسات الجميلة في أركان المنزل ونظافته الدائمة وترتيب جلسات الشاي والعشاء، والحديث مع الأولاد عن همومهم والنزول إلى مستوى تفكيرهم، وتحديد صلاحيات الخدم وتحركاتهم داخل المنزل.

هناك ظواهر جديدة دخلت في كيان الأسرة الكويتية تحتاج إلى دراسة لأن المجتمع الكويتي طاله من التغيير الكثير، فنحن نحضن معنا ما يزيد على نصف مليون خادمة من بيئات لا علاقة لها بمجتمعنا، وصار اتكال «أمهات هاليومين» عليهن شبه كلي، حتى أن بعض الأسر استوردت مربيات!

ظاهرة تأخر نطق الأطفال، والتأخر الدراسي، والاتكال على المدرس الخصوصي، وتأنيث المذكر، واستخدام كلمات جديدة في التخاطب، وسوء التغذية، وأمراض السمنة وداء السكر الذي بدأ يغزو حتى الأطفال. كما أن تساهل الوالدين، خصوصا الأمهات، من خلال تدليل الأبناء وشراء كل ما يصنع من إلكترونيات بحجة أن «عيال أم فلان عندهم»، خلقت جيلاً من «الطرمان» الذين لا يستطيعون تجميع جملتين حتى لو بالعامية.

أرجو ألا يفهم من الكلام أنني من دعاة جلوس المرأة في البيت، فهذه ليست وظيفة، فكثير ممن أجبرن على ذلك لم يستطعن مجاراة أمهات عاملات في تربية أبنائهن، ذلك أن موضوع التخطيط الأسري وفهم الأدوار الاجتماعية وعدم التنازل عنها بتأجير من يقوم بها عنا بالإنابة هو رأس الحكمة. والتخطيط للإنجاب أول موضوع يجب الاهتمام به، فالأولاد عنصر أساس في تغيير الخريطة الاجتماعية في بيوتنا، والاستعداد النفسي للإنجاب يُعدُّ خطوة لايستهان بها، فالواقع يؤكد أن التربية والملاحقة اليومية هي من نصيب المرأة في نهاية الأمر، وأي تساهل فيه يؤدي إلى خلل داخل الأسرة يدفع الزوجين لاحقاً ثمنه غالياً، ونجد الكثيرات ممن يرددن «البيت صار لا يطاق» مع أن الأطفال نزلوا من بطونهن وليس من السماء.

هناك حلول كثيرة يمكن للمرأة القيام بها من أجل المحافظة على بيتها، وأولها إلغاء فكرة عدم وجود الوقت، فكثيرات يقمن بتضييع ساعات طويلة في مجالات غير ضرورية؛ كالإدمان على التجمعات المتكررة، والسفر، والتجول في الأسواق على توافه الأمور وينسين بيوتهن. وفكرة تقسيم الوقت هي التي يجب أن تكون موضوعنا وليس حرق ما تبقى من وقت في اليوم بحجة «الترفيه وشم الهوا»... يجب أن تعي أي مقبلة على الزواج معنى أن تكون أماً.

back to top