Wanted تشويق وإثارة بلا حدود!

نشر في 12-08-2008 | 00:00
آخر تحديث 12-08-2008 | 00:00

يختلف Wanted المقتبس عن مجموعة من القصص المصوّرة من تأليف مارك ميلار وجاي.جي.جونز، عن أفلام الصيف المقتبسة بدورها عن ذلك النوع من القصص أمثال Iron Man و The Incredible Hulk، ما يجعله خارج المنافسة مع الفيلمين المذكورين. من الطبيعي أن نجد أفكاراً مستوحاة من The Matrix وربما The Fight Club الأول بمؤثراته، من خلال تصوير انطلاق الرصاص والثاني عبر الصوت المستنكر والتعليق اللاذع على الوظائف الروتينية . Wanted مليء بالحركة والإبداع الإخراجي المرتكز على قصة واضحة نسبياً، وحينما تبدأ الأمور بالتباطؤ بعض الشيء يبتكر المخرج تيمور بيكمامبيتوف بعض الخدع المتتالية من جعبته ترفع من شأن الفيلم إلى مستوى آخر وتذهل المشاهدين أيضاً.

ويسلي غيبسون (جايمس مكافوي) شاب محاسب في العشرينات من عمره وحياته على الحضيض. تخونه صديقته المتذمرة (كريستن هاغر) مع صديقه المفضّل (كريس برات) وهو يدرك ذلك. حسابه المصرفي صفر ويعاني في وظيفته المتعبة جداً من أزمات ذعر حادة بسبب رئيسته لورنا سكوت المتمردة والطاغية. يحتاج ويسلي إلى التغيير وتسنح له الفرصة أخيراً عبر فوكس (أنجلينا جولي)، امرأة مشاكسة مثيرة تنقذه من مطاردة كروس (توماس كريتشمان) له. فوكس والمسؤول الأعلى سلون (مورغان فريمان) هما عضوان في الأخوية، مجموعة من الناس تحولوا إلى قتلة منذ العصور القديمة يكتشفون أهدافهم إلى القتل من خلال لغة مخفية داخل خيوط نول. يبدو أن والد ويسلي، السيد اكس (دايفد أوهارا) كان في المجموعة أيضاً وقتل على يد كروس. بما أن ويسلي موهوب بقدرات والده نفسها يدخل برنامج تدريب قاس ليس ليصبح قاتلاً مأجوراً (شعار الأخوية: اقتل واحداً، أنقذ الآلاف) فحسب، لكن لينتقم من قاتل والده أيضاً.

بطل مدهش

كتب السيناريو كريس مورغان ومايكل برانت وديريك هايس الذين حوّلوا Wanted الى فيلم مبهر لا يهمل مشاهد إطلاق النار التي تخرق البشرة، والمشاهد المتعددة المليئة بالعنف. أما محور هذه المشاهد فهو البطل الذي أراده كتّاب السيناريو بلا هدف ولا مبال، يعيش أسلوب حياة روتينية جعلته نكرة، من ثم ندخل إلى تفكيره سريعاً فتبدو صراحة ويسلي منعشة. حقاً إن تشخيص عقلية البطل والتناغم المستمر في النصف الأول من الفيلم، جعلا المشاهد منغمساً فيه. جايمس مكافوي مناسب جداً لدور ويسلي، مهدت صفاته ووسامته وتحولّه التدريجي الطريق لتواصلنا معه. يمكن أن يدخل في وظيفة شريرة، لكنه يتقبلها معتبراً أنه حين أُرسل لقتل الناس يكون ساهم في شعار الأخوية.

بعد مطاردة سيارات خانقة في شوارع مدينة شيكاغو، يبلغ الفيلم مكاناً هادئاً عندما يتعلم ويسلي كل شيء عن الأخوية ويُدرَّب. بعد أن تُكشف التفاصيل حول كيفية تحديد المستهدفين من خلال الخياطة على نول القدر، يصبح التماشي مع حبكة الفيلم مرضية أكثر للمشاهد. يمكن القول إن الملاحقة المطوّلة والقتال على قطار فوق جسر هما من أروع لقطات التشويق في تاريخ الأفلام. في أي فيلم طبيعي، قد يشكل هذا المشهد نهاية مرضية جداً، لكن المخرج تيمور بيكمامبيتوف يتابع بفصل ثالث مثير لا يمكن التنبؤ به.

أداء متميّز

إن كان الفيلم يدور حول الشخصية التي يؤديها الممثل جايمس مكافوي، فإن أنجلينا جولي تتحكم بالشاشة كفوكس، فهي مثيرة وقاتلة مأجورة معقدة، لها تاريخ مشوش وشقت طريقها لتصبح على ما هي عليه. أما سلون الذي يؤدي دوره مورغان فريمان فيقدم الدور المألوف لشخصية تبدو وديعة، لكنها تنهش كالذئاب. لا يتطلب دور فريمان الكثير منه إلى أن نصل إلى بعض التطورات في القصة، وتسمح النهاية له بالتمتّع بدوره. أما الممثلة لورنا سكوت فمضحكة بدور جانيس، مديرة ويسلي.

إنها قصة رجل يتعلّم أن يحضن الحياة بدلاً من أن يدعها تمر جنبه، يتناول الفيلم الموضوع بطريقة غير تقليدية، كذلك يجب التنويه بموسيقى المؤلف داني ألفمان التي تواكب الفيلم والمشاهد بشكل ملفت. لن يفوز الفيلم بجائزة أوسكار أفضل فيلم، لكنه فيلم تشويق جريء وجديد أنصحكم بمشاهدته.

back to top