الحب في قصائد الشعراء...
«ومن الحب ما قتل» مثل قديم يتداوله العشاق وأولئك الذين يرثون حال العشاق أو يسخرون منهم. فكثير من قصص الحب التراثية (العذرية تحديداً) التي قرأنا أخبارها في المراجع، تنتهي بمقتل العاشق أو العشيقة شوقاً أو هياماً، وتصبح عرضة للتأويلات والدراسات عن أحوال الحب وعلاقته بالموت.على أن الحب والنساء كانا شاغل الشعراء الأبرز، سواء الذين عاشوا في البادية أو الذين سكنوا في المدينة وشاهدوا أطر الحداثة. كانت لغة الحب من أجمل اللغات في الشعر، فهي من دون شك تخص الجميع وتشغل معظم الشعراء وإن بأشكال مختلفة ولغات متنوّعة. وثمة شعراء كثر كتبوا قصائد الحب وعاشوا الحب أيضاً مع شاعرات، وباتت علاقاتهم عنواناً للعلاقات في النسيج الثقافي، فمن ينسى علاقة الشاعر الفرنسي لويس أراغون بإلسا تريوليه، ومحمد الماغوط بسنية صالح، وتيد هيوز بسيلفيا بلاث، ونيل كاسيدي بكارولين، ويوسف الخال بمهى بيرقدار الخال، وحسن نجمي بعائشة البصري، ونوري الجراح بلينا الطيبي، وغيرهم الكثير من «الكوبلات» الراهنة أو السابقة؟.
ننشر في هذه الصفحة قصائد ونصوصاً لشعراء عرب وغربيين في زمن باتت فيه كيمياء الحب حاضرة بقوة على شبكة الإنترنت والهواتف النقالة، وفي زمن ينعي فيه كثيرون الحب بسبب سيطرة المادة.تَعِبَ الهَوَىتعبَ الهوى وفؤاديَ التَّعِبُما عاد يقوى والهوى تَعَبُيا شعرك الذهبيّ أيُّ سنىإمّا تموج شعرك الذهبُيا صوتك المغناجَ يغمرنيشلال حب حين ينسكبُفـأعيش في دنيا منغمةٍالشعرُ فيها طابَ واللعبُوأظل رغمَ الصدِّ ذا شغفٍيا حبَّها لا مسّكَ السَّغَبُباقٍ ونارُ الوجدِ تلسعنيسأظلّ للميعادِ أرتقبُستعودُ يوماً وهي والهةٌوفؤادها بالشوقِ يلتهبُعلي السبتيأحبك جدالأن الجديلة كافرةتُشرك المسك دوماً بحلو الخضابأحبك جداًوأهوى الطيور التي تستحم إذا نحن جئناوحين نروح... تُراعكفرت بحب يوحد وجه النساءوآمنت بالحب فرداًومثنىثلاثاًرباعإبراهيم الخالدينَجلسُ على الحَافةِ القَريبة لألفَتِنا ونُفَكِّروأَذكرُأَنَّني، مُلتَصِقًا بكِ،كُنتُ أَسيرُ لكي أُعطيَكِ رسالتي الأخيرةأنَّكِ، مُلتَصِقةً بي،كنت تبحثين عنِّي،لكي تجدي أَنِّي على الكُرسيما زلتُأَنْتَظِرُ أَنْ يَجِدني أحد.بسَّام حجَّاركان شعرُك حجرة فسكتالسَّهم تحت قدميكِالمنجل تحت قلبكِكانت يدك آيةفسقطتْ عليناكان شَعركِ حُجْرة فسكتاتخذنا من نَفْسكِ ميناءومن عماكِ مغارةشيبتك هطلتْ علينازنبقة أنتوالصيف أسد في وجهكِ.عباس بيضونأوراق خولةزُرْتُ آثارَنابين بَيتي وبيتِكَ. فَوَّضْتُ أمري إليها،وتَنَسَّمْتُ عِطْرَ الطَّريقِ وعِطْرَ المكانْ،وتَخيَّلتُ أنِّيبِاسمِها، رُحْتُ أَخْتَطُّ تحت السَّماءِ سماءًكي تُظَلِّلَ عُشَّاقَ هذا الزمانْ.أدونيسأوْرَاق الغَائِبأَلْقَادِمَةُ مِنْ تَلاويحَ وبُكاءٍ وَما اسْتَبْقَتْهُتَهاويلَ للسَّرْو وِللْمُغْتَرِبِ ولِمنادِيلَ تُعَلَّقُ في العَيْنَيْنِ تُشِعُّ في الْغَبْرَةِ وتَلْفَحُ بِالْماءِ ما تَحْفَظُهُ فِيَّ كَيْ أَتَرَدَّدَ في ضَمَّةِ الْغِيابِ وَتَصْفومِنْ هَاويتِها الْعَميقَةِ إلَيَّ.بول شاوولتحبني مقدار شهقةأحبك الحب كلهتحبني مقدار شهقةأحبك العمر كلهوتحبني شطر لحظةأعشق بهار عنادكحين يسقط شظاياه في دميتهجرني الحروفتفلت يدايتبهت ألوانيتصير رمادية/ حيادية/ بلهاءها أنذا أمنحك ريش صدري وسادةأفسح لك ورد المساحة التي تحتاجلتكسوني أشواك غيابكعالية شعيبتقذف النَّرد الطروبيسقط وحده من السَّماءويصنع القضيب للمعلِّموإلى الموزة والفتاةتقذف النَّرد الطروبوالحبَّ من يديهاسأقف وأنتظر شفتيهاوأن يكون الموعد في الدست.شوقي أبي شقراضوء القمرتحت ضوء القمر أحببتك،وتحت ضوء القمر أحببت الله وأمِّي وخريرالماء – الماء الحقيقي –لكن روحي المشقَّقة كأرض الزلازل لايرويها شيء.أعرف أن الحب يأتينا عنوة دون أن نهيِّئله، وأن المشدوهين والحزانى واليائسينواللامبالين جميعهم يقعون فرائسللحب،كالآخرين.حتى الأسرى،الأسرى المساقون للموت،الأسرى الذين انحدروا من جبال طوروس،كانوا أيضًا يحلمون بالحب،لكنهم ذُبِحوا وأُهمِلوا على السفوح.سنية صالحسماء بلا سماءأحيانًا، أستعِدُّلرحلةٍ بلا رُجوع،ثمَّ يزيحُ الفَجرُ الستائِرفأرى مُراهَقتيجالسةً في ركنمن لا مكانْ.إيتل عدنانعاشقانمن سنينتحت سقفٍ واحد يشيخانفي الصَّباح يسقيان الحقل،يقطفان الزُّهور.في المساءيَدُها في يَدِهإلى القمر ينظران،ولا يتعبان.فؤاد رفقةأراك عصي الدمعأراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْرُأما لِلْهَوى نَهْيٌ عليكَ ولا أمْرُ؟بَلى، أنا مُشْتاقٌ وعنديَ لَوْعَةٌولكنَّ مِثْلي لا يُذاعُ لهُ سِرُّ!إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهوىوأذْلَلْتُ دمْعاً من خَلائقِهِ الكِبْرُتَكادُ تُضِيْءُ النارُ بين جَوانِحي إذا هي أذْكَتْها الصَّبابَةُ والفِكْرُمُعَلِّلَتي بالوَصْلِ، والمَوتُ دونَهُإذا مِتُّ ظَمْآناً فلا نَزَلَ القَطْرُ!حَفِظْتُ وَضَيَّعْتِ المَوَدَّةَ بيْننا وأحْسَنُ من بعضِ الوَفاءِ لكِ العُذْرُوما هذه الأيامُ إلاّ صَحائفٌِلأحْرُفِها من كَفِّ كاتِبِها بِشْرُبِنَفْسي من الغادينَ في الحيِّ غادَةً هَوايَ لها ذنْبٌ، وبَهْجَتُها عُذْرُتَروغُ إلى الواشينَ فيَّ، وإنَّ لي لأُذْناً بها عن كلِّ واشِيَةٍ وَقْرُأبو فراس الحمدانييا ليل الصب متى غده يا ليل، الصب متى غده أقيام الساعة موعدهرقد السمَّار وأرقه أسفُُ للبين يرددهُفبكاه النجم ورق له مما يرعاه ويرصدهكلف بغزال ذي هيفِ خوف الواشين يشردهنصبت عيناي له شركاَ في النوم فعز تصيدهوكفى عجباَ أني قنصُ للسرب سباني أغيدهينضو من مقلته سيفاَ وكأن نعاساَ يغمدهفيريق دم العشاق به والويل لمن يتقلدهكلا لا ذنب لمن قتلت عيناه ولم تقتل يدهيا من جحدت عيناه دمي وعلى خديه توردهخداك قد اعترفا بدمي فعلام جفونك تجحده؟إني لأعيذك من قتلي وأظنك لا تتعمدهبالله هب المشتاق كرى فلعل خيالك يسعدهما ضرك لو داويت ضنى صبِ يدنيك وتبعدهلم يُبق هواك له رمقاَ فليبك عليه تعوًّدهوغداَ يقضي أو بعد غد هل من نظرِ يتزودهيهوى المشتاق لقاءكم وصروف الدهر تبعدهما أحلى الوصل وأعذبه لولا الأيام تنكدهبالبين وبالهجران فيا لفؤادي كيف تجلده لأبي الحسن الحصري القيرواني (شاعرمن شعراء الأندلس) طوق الحمامةومن غريب أصول العشق أن تقع المحبة بالوصف من دون المعاينة، وهذا أمر يترقى منه إلى جميع الحب، فتكون المراسلة والمكاتبة، والسهر على غير الإبصار، فن للحكايات ونعت المحاسن، ووصف الأخبار، تأثيراً في النفس ظاهراً. وأن تسمع نغمتها من وراء جدار، فيكون سبباً للحب واشتغال البال.وهذا كله قد وقع لغير واحد، لكنه عندي بنيان عار على غير أساس، وذلك أن الذي أفرغ ذهنه في غير هوى من لم ير لا بد له إذ يخلو بفكره أن يمثل لنفسه صورة يتوهمها، وعيناً يقيمها نصب ضميره، لا يتمثل في هاجسه غيرها، قد مال بوهمه نحوها، فإن وقعت المعاينة يوماً ما فحينئذ يتأكد الأمر أو يبطل بالكلية. وكلا الوجهين قد عرض وعرف، وأكثر ما يقع هذا في ربات القصور، المحجوبات من أهل البيوتات مع أقاربهن من الرجال، وحب النساء في هذا أثبت من حب الرجال، لضعفهن وسرعة إجابة طبائعهن إلى هذا الشأن، وتمكنه منهن.وفي ذلك أقول:ويا من لا مني في حب من لم يره طرفيلقد أفرطت في وصفك لي في الحب بالضعففقل: هل تعرف الجنة يوما بسوى الوصفإبن حزم الأندلسي صيف الليل 1يُخيّل إليّ، هذا المساء،أنّ السماء المكوكبة، إذْ تتسع،تقترب إلينا، وأن الليل،وراء نيران كثيرة، أقل ظلاماً.وأوراق الشجر أيضاً تتلألأ تحت أوراق الشجر،الأخضر، ولون الثمار الناضجة، البرتقاليّ، تنَامى،مصباح ملاكٍ قريب، نبضَنورٍ مُخبأ يستحوذُ على الشجرة الكونية.يُخيّل إليّ، هذا المساء،أننا دخلنا في الحديقة التي أغلقالملاك أبوابها دون عودة.2سفينةُ صيفٍ،وأنتِ كأنكِ في صدرها، وكأن الزمن يكتمل،تنشرين أنسجةً مرسومةً وتتحدثين بصوتٍ خافت.في حلم أيار،كانت الأبدية تصعد بين ثمار الشجرةوكنت أقدّم لكِ الثمرةَ التي تجعل الشجرة بلا حدّدونَ هَمٍّ ولا موت، ثمرةَ عالمٍ مشترك.بعيداً في الصحراء الزّبد يجول الموتى،لم تعد ثمة صحراء لأن كلّ شيءٍ فيناولم يعدّ ثمة موت لأن شفتيّ تلامسانماءَ تشابهٍ مُبعثرٍ على البحر. يا كفاية الصيف، ملكتك نقيةًكالماء الذي غيّرته النجمة، كضجيجزبدٍ تحت خطواتنا حيث يعلو بياض الرملليبارك جسمينا غير المُضائينايف بونفواترجمة: أدونيسذات صباح في ضوء الشتاء آلاف وآلاف السنواتلا تكفيلتقولأبدية تلك الثانية الصغيرةالتي قبلتني فيهاالتي قبلتني فيهاذات صباح في ضوء الشتاءفي حديقة مانتسوري في باريسفي باريسعلى الأرضعلى الأرض التي تحولت إلى كوكب. جاك بريفير«أيتها الحاضرة الجامدة» تركتني من كل الأبوابتركتني في كل الصحارىبحثت عنك عند الفجر وفقدتك عند الظهيرةلم تكوني في أي مكان أصل إليهمن يمكن أن يقول صحارى غرفة من دونكجموع الأحد حيث لا يشبهك شيءالنهار أكثر فراغاً من جسر صوب البحرالصمت حين أناديك ولا تجيبينتركتني أيتها الحاضرة الجامدةتركتني في كل مكان تركتني بعينيكبالقلب الأحلامتركتني كجملة ناقصةمتاع صدفة، شيء، كرسيمعطف في آخر الصيفبطاقة بريدية في درجسقطت كل حياتي منك لدى أدنى حركةلم ترني أبداً أبكي من أجل وجهك المشيحنظرتك في قراريآه كنت غائباً عنهاهل أشفقت مرة على ظلكعند قدميك. أراغون «تنهضين» تنهضين فينبسط الماءتنامين فيتفتح الماءأنت الماء الذي تحول عن هاوياتهأنت الأرض التي تجذرتوعليها يقوم كل شيءترسلين فقاعات صمت في صحراء الجلبةتغنين أناشيد ليلية على حبالقوس قزحأنت في كل مكان أنت تزيلين كل الدروب.تضحين بالزمنمن أجل شباب الشعلة الأبديةالتي تغطي الطبيعة وهي تعيد خلقها.يا امرأة أنت تضعين في العالمجسداً دائماً شبيهاً،وهو جسدكأنتِ الشبه.بول إيلويارترجمة: بول شاوول«غزالة ذكرى الحب» لا تحملي ذكراك.دعيها وحيدة في صدري.ارتعاش لكرز أبيض،في عذاب كانون الثاني.يفصلني عن الأموات،جدار أحلام شنيعة.أعطي حزن زنبق بارد،لقلب من جص.طوال الليل، تسهر عينايفي البستان، مثل كلبين كبيرين.طوال الليل، أطارد سفرجل السم.يكون الهواء أحياناً،خزامى من خوف،إنه خزامى مريضة،في الصبح الشتائي.جدار من أحلام شنيعة،يفصلني عن الموت. يكسو الضباب بصمت،الوادي الرمادي لجسدك.في ظل جسر لقائنا،ينمو الشوكران السام الآن.لكن دعي ذكراك،دعيها وحيدة في صدري.لوركا ترجمة: ناديا شعبانعيناك لو لم تكن عيناك بلون القمربلون نهار من الخزف والتعب والنار،لو لم تملكي رشاقة الريح.لو لم تكوني أسبوعاً من عنبر لو لم تكوني الزمن الأصفر حيث الخريف يتسور اللبلاب،لو لم تكوني الخبز الذي يعده القمر الطيب وهو يدوم بطحينه في السماء،لما أحببتك يا حبي !أنا في قلبك أضم الكون كله،الرمل، والزمان، وشجرة المطر .كل شي يعيش لأحيا :ودون أن أنزح، أبصر كل شي أبصر في حضورك ينبض كل شيء بابلو نيرودا ضائع في الظلمةكيف أوقف نفسي حتى لا تمس نفسك؟ كيفأرفعها متخطياً إياك إلى أشياء أخرىآه، كم أود لو أنزلها عند شيءضائع في الظلمة، في مكان غريب هادئلا يرتجف عندما ترتجف أعماقكبلى، كل ما يلامسنا، أنت وأنا،يحملنا معا كرجفة قوسيطلق صوتاً واحداً من وترين.على أية آلة نحن مشدودان؟ وأي عازف يحملنا في يده أيتها الأغنية الحلوة !راينر ماريا ريلكه «حبي وغدرك» في جوف قلبيسُلَّمان كبيران من البلّورمن أحدها يصعد ألميومن الآخر تنزل سعادتيأحلم بأني أحلم في سريروأنك تغنين قربيأحلم بأنك تعطينني قبلةأحلم بأني أحلم بين ذراعيك.كلود روا