نافذة: النقد والسياسة والفتنة

نشر في 09-05-2008
آخر تحديث 09-05-2008 | 00:00
 أحمد سعود المطرود تكثر الأقاويل عند بعض صغار العقول عندما يتطرق بعض الكتّاب لنقد بعض الرموز السياسية أو مدحها، وبالأخص التي قضت سنين طويلة في كفاحها ونضالها الوطني، بينما كان بعضهم لم يعرف طريق السياسة، ولا حتى قراءة جريدة، ويكثر سوء الظن عند البعض من دون وعي، لذلك ومع كثرة انتشار وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة اختلفت كثير من المفاهيم الإعلامية، فمنها مهني، ومنها أقل مستوى في حرفية الوسيلة التي هي لغة العصر الحاضر، والتي لنجاحها لابد أن تكون دراستها واستمرارها لسنوات طويلة وليست كما يقال «فزة حصان»، ومن ثم تتلاشى حتى تصبح نسياً منسياً أو مملة لا جديد في التنويع في مادتها الإعلامية، وهذا هو السر في النجاح، وهذا هو الفرق بين أهل المهنة وغيرهم.

فعندما يريد الإنسان أن يختار طريق النجاح فعليه أن يختار أصحاب مهنة، لذلك كان لي الفخر أن أكون أحد كتاب جريدة «الجريدة»، التي قلّ مثلها من أصحاب المهنة، فهم أهلها من مالكها إلى أصغر مهني فيها، فاختياري لم يأت من فراغ، وبحكم تعلمي المهني ودراستي الجامعية المبنية على نفس تخصصي الإعلامي عرفت أن العمل الإعلامي هو عمل جماعي متكامل لا فردي يخطئ كثيراً ولا يتجدد، ولذلك أشارك الصديق العزيز «أبو محمد» سعد العجمي في ما أبداه في مقاله، فهو صادق في طرحة معتدل في كتاباته كما عهده العقلانيون.

كما أننا قبل انضمامنا إلى هذه الجريدة العزيزة على قلوبنا كنا نسمع، وكما قال أحد كتاب إحدى الصحف المحلية، لكي تنضم إلى نخبتها: «لابد لك أولا أن تنسلخ من جلدتك أو تتبرأ من قبيلتك وتمتدح مالكها». نحن لا نماري أحدا.

فقد انتقدت التحالف الوطني في موافقته على قانون منع عمل المرأة بعد الساعة الثامنة، ولم تشطب كلمة، وكذلك انتقدت فرعيات القبائل التي أنا من جلدتها وأفتخر، وانتقدت عمل وزارة الداخلية في تطبيق القانون تجاه الفرعيات ولم يشطب شيء منها، فلا توجد انتقائية بيننا وبين أصحاب الجريدة، فهم يؤمنون بالرأي والرأي الآخر، ووجود الشفافية بروح وطنية التي قلما تجدها عند كثير منهم.

لكن علينا أن نحكتم إلى العقل قبل القلب يا سادة، ولا أقول لهؤلاء الناس إلا كما قال عمر الفاروق رضي الله عنه «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا»، وأرجو أن يسمح لي زميلي «أبو محمد» الذي أكن له كل احترام وتقدير أن أقتبس مقولة مسلم البراك في افتتاح مقره الانتخابي قبل أيام «لا يوجد سادة وعبيد لأن هناك سادة وعبيداً في الأصل، بل جاءت هذه الظاهرة لأن هناك أشخاصاً ولدتهم أمهاتهم أحراراً لكنهم ارتضوا أن يكونوا عبيداً».

* رسالتا فتنة:

الرسالة الأولى أحب أن أوجهها إلى المرشح (ج.ح.ع) أقول فيها: لك الحق فيما تبديه من انتقاد لما جرى في تشاورية العوازم بغض النظر عن صحتها من عدمها، ولكن ليس لك الحق في إثارة الفتنة بين أفراد القبيلة من أجل الوصول إلى البرلمان، أم أنها سياسة «حدس»، الغاية عندهم تبرر الوسيلة، التي أنت أحد مؤسسيها. وثانيا لست الوصي على القبيلة ولا الناطق الرسمي لها بالتحدث على لسانها، أما اتهامك لسراق المال العام، فأنت آخر من يتكلم عن هذا الموضوع، وعليك يا الحبيشي أن ترتقي في طرحك وفي برنامجك الانتخابي.

الرسالة الثانية أوجهها إلى المرشح (خ. ش) الذي يطالب بإلغاء مادة التربية الإسلامية من المناهج، أخي الشطي الكرسي ليس هذا طريق وصوله بإثارة النعرة الطائفية من أجل كسب أصوات بعض الناخبين (وليس «بالفتنة» تورد الإبل)، فالنعرة يجب أن تكون نعرة وطنية واحدة، وهي حب الكويت لا غيرها.

back to top