رمزية الخيل في الكليبات الغنائية
«ركبنا على الحصان نتفسح سوا وعدته بالحنان وعدني بالهوا رقص الحصان على دقة قلبنا»، هذا مطلع الأغنية الشهيرة للمطرب السوري الراحل فهد بلان، التي حققت شهرة كبيرة في ستينيات القرن الماضي. تعبر الأغنية عن رومنسية الرحلة على الحصان وأصبحت جزءاً من تراثنا الغنائي العربي. تزداد رومنسية الحصان مع رواج شتى أنواع السيارات التي تغوي الفتيات أكثر من أي شيء آخر.
كثيرا ما نشاهد الفنانين والفنانات يختارون الجياد العربية لترافقهم في كليباتهم، ولعل اشهر من بدأ في هذا المجال الفنان اللبناني طوني حنا، إذ ظهر في الثمانينيات من القرن الماضي على صهوة جواده حاملاً السيف ويغني بلهجته الجبلية، لكنه سرعان ما توقف عن الغناء وهاجر الى أميركا، وفي خلال السنوات القليلة الماضي أطل الفنان اللبناني عاصي الحلاني على صهوة حصانه في كليباته من «يا ميما جنب الخيمة» إلى «دقات قلبي».سرعان ما ذاعت شهرته في أنه يمتلك مزرعة ومجموعة كبيرة من الجياد العربية الأصيلة في بلدته الحلانية في البقاع اللبناني، وتحاك الإشاعات حول أنه تقاضى أجره بعض الجياد الأصيلة عن حفلات أقامها في بلدان عربية. على أن عاصي الحلاني يطبق المثل القائل «الخيل معقود بنواصيها الخير»، يعشق الخيل منذ كان صغيراً وبدأ تربيتها قبل سنوات قليلة. كذلك تحاك إشاعات كثيرة حول كلفة تربيتها، فالإعتناء بالجواد الواحد، علفاً وتدريباً وطبابة بيطرية تزيد كلفته عن 500 دولار أسبوعيأ.يلاحظ الزائر إلى مزرعة الحلاني أنها تحتوي بعض التماثيل الحجرية للخيول، وفي أكثر من مناسبة تحدث عن جياده واسمائها، ولشدة تعلقه بها غنّى لها بعض أغنياته منها: «أحلى العيون» و{مهرة عاصي»، وفي مرات عدة خانته الفروسية وسقط عن جواده، ما أدى إلى إلغاء بعض اللقاءات الإعلامية والحفلات.كذلك بات الوليد نجل عاصي الحلاني ضليعاً في أسرار الخيول، ويعرف أسماءها من «بيسان»، و{أحلى العيون» فرس عاصي المفضلة، وثمة حصان كان اسمه «ماريتا» على اسم إبنة عاصي الحلاني، سرعان ما أصبح إسمها «محبوبة عاصي». وإزاء اهتمام عاصي الحلاني بالجياد شارك في مهرجان الخالدية الذي أقيم في الرياض في 15 يناير 2008، وقدم «نشيد الخيول» من ألحانه وكلمات نزار فرنسيس وتوزيع هادي شرارة. باسكال مشعلانيهناك فنانون كثر من هواة الفروسية وتربية الخيول، الفنان المصري أحمد السقا لديه إسطبل للخيول يقع في منطقة «نزلة السمان» بجوار الأهرامات. والخيول هي خير صديق للسقا، يهرب من مشاكله إليها ويجلس معها ويرعاها أياماً وليالي. تشاركه الهواية نفسها المطربة أنوشكا، ولديها حصان خاص بها ترعاه في إسطبل خاص لرعاية الخيول، وأحيانا تمارس رياضة الخيل مع مجموعة من الأصدقاء الفنانين، ويرتبط هذا الأمر بأوقات الفراغ. تعلمت الفنانة باسكال مشعلاني ركوب الخيل لتصوير أغنيتها «أخد عقلي»، تابعت باسكال دروساً في الرقص والفروسية لأنها من محبي هذه الرياضة. واذا كانت المغنية التونسية نجلا عرفت بفضيحة كليبها مع الحصان، فالفنانة هالة هادي اشتهرت بسقوطها عن الفرس. وعندما صورت الفنانة البحرينية هند أغنية «موعد عمر» اختارت الحصان الأسود في لقطات مميزة، وهي من عشاق الفروسية. كذلك صورت نجوى كرم لقطات مع الجياد في ميدان سباق الخيل في بيروت لأغنية «ما بخبي عليك». في معظم الكليبات يبدو الحصان وسيلة للغواية، هو كما السيارة الجديدة والقصر والطائرة والزورق، محاولة من الفنانين والفنانات للقول بأنهم أثرياء هذا العالم، أو أنهم ملوك هذا الزمان. وثمة من يربط الفروسية بالرجولة والتحدي ولكن يرتبط هذا التفسير بالذهنيات وكيف تنظر إلى الأمور. ركوب الخيل من هوايات كاظم الساهر أيضا بالإضافة إلى كرة القدم والرسم والنحت والموسيقى، كذلك الفنانة السورية أمل عرفة والفنانة المصرية داليا البحيري من هواة الفروسية. في المقابل تقول الممثلة مريم فخر الدين: {كنت قبل ظهوري في السينما من هواة ركوب الخيل والمشي لمسافات طويلة وبعد الشهرة حرمت من هاتين الهوايتين لأن الناس لا يتركوننا وشأننا لنمارس هوايتنا بحريّة». هكذا يبعد الفن الفنانين عن هوايتهم، لأن أعين الفضوليين لا ترحم.هذا غيض من فيض عن أحوال الخيول في الوسط الفني، ويحتاج الأمر بحثا طويلا.