مصر: فنانون وأدباء يؤسسون جماعة جديدة شعارها التنوير هو الحل تسعى إلى مواجهة الفكر المتطرف والمتخلف... والإخوان
«نهضة مصر من جديد»، هي الهدف والعنوان والفكرة الرئيسية التي تجمّع من أجلها عدد كبير من رجال الفكر والفن والسياسة مع بعض أشهر رجال الأعمال، إضافة إلى المتخصصين في مجال الخدمة الاجتماعية والجمعيات الأهلية والأمن ومكافحة الإرهاب، ينشدون حلا جديدا وعاجلا لأزمات مصر في هذه المرحلة الحالكة من تاريخها المعاصر.في اجتماعهم الأخير بنادي «غاردن سيتي»، أدارت الحوار المذيعة اللامعة سلمى الشماع، وبدا الجميع متحمسا لطرح وجهة نظره أو شرح رؤيته الخاصة بشأن كيفية انتشال المجتمع المصري مما لحق به في الآونة الأخيرة من أعراض التراجع في كل نواحي الحياة، وتردي المستويين العلمي والثقافي مع سيطرة قوى الفكر الظلامي المتطرف على الناس في مختلف الطبقات الاجتماعية، خصوصا الطبقات المطحونة، مستغلين فقر ملايين البسطاء وجهلهم، وتواطؤ التقصير الحكومي وسوء الأداء الاقتصادي والفساد.عبد الرحمن علي، المستشار السياسي لقناة «العربية»، بدا متحمسا للغاية وهو يقول «لقد حان الوقت لكي يشعر الناس أن في مصر تيارا قويا من الوطنيين المثقفين وقادة الرأي المؤمنين بالحرية، ويرفضون تماما مسألة تحويل مصر إلى دولة دينية، ومن أجل ذلك أقمنا ما يُعرف الآن بمنتدى الليبرالية المصرية، الذي يضم من رجال الأعمال نجيب ساويرس وإبراهيم كامل، إضافة إلى بعض نجوم الدراما والفن مثل أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد ومحمد منير ومحمد نوح، ونسعى إلى ضم عادل إمام في وقت قريب، بحيث حين يخرج علينا أحد قيادات (الإخوان) بتصريح أنهم يستطيعون النزول إلى الشارع بمظاهرة المليون، يمكننا في المقابل أن ننظم من جانبنا مظاهرة الخمسة ملايين!». وبينما اعترض بعض الحضور على كلمة «الليبرالية» كشعار لأفكار المجموعة، نظرا لجهل العامة بحقيقة معناها أو سوء تفسير البسطاء لها، مثل كلمة «العلمانية» التي يقرنها أحيانا رجل الشارع العادي بالإلحاد أو البعد عن التديّن، انحازت الأغلبية إلى كلمة الحرية والتنوير كشعار واضح لعملهم الوطني الذي لا يعتريه اللبس. منير فخري عبد النور، أحد القيادات البارزة لحزب الوفد، أشار في الجلسة نفسها إلى كونه يتفهم وجهة نظر من يريد أن يكون نشاط «الليبرالية» المصرية أو حركة «نهضة مصر من جديد» مستقلا عن أي جهة حكومية أو حزبية، لكنه في نفس الوقت يرى أن على المجموعة أن تروج لأفكارها عبر كل منفذ أو قناة شرعية متاحة، لتصل بأفكارها ومبادئها إلى القاعدة الواسعة من الجماهير وتؤثر فيهم، سواء كان ذلك عبر أغنية أو مسلسل درامي أو عمل خيري تطوعي أو حزب سياسي أو مقال في جريدة، المهم أن تصل الأفكار التنويرية إلى أكبر عدد من الناس.أما الإعلامية فريدة الشوباشي، فقد أبدت رأيها في أن الدراما التلفزيونية والفن عموما هما أنجح وأسرع الطرق لنشر الأفكار، ومع ذلك فلا يجب أن ينسى أحد الدور الخطير للتعليم، خصوصا أن أصحاب الفكر المتطرف والمتخلف قد سبقوا بالوصول إلى كتب المدارس في مراحل التعليم الإلزامية، وعلى سبيل المثال صاغ أحدهم في كتاب اللغة العربية بالصف الخامس الابتدائي، درسا عن الكلمة وعكسها يقول إن «النهار عكسه الليل والكبير عكسه الصغير والمسلم عكسه المسيحي... »، فهل يُعقل هذا؟!