Hancock ويل سميث ينجح كبطل خارق أخرق!
من المسلّي أن نرى الممثل ويل سميث في دور شخص غير محبوب، بعدما أتحفنا بأدوار بطولية يكون فيها المنقذ، باستثناء بعض الأفلام الدرامية أمثال The Pursuit of Happiness.
تتضح شخصية البطل الخارق هانكوك مع اقتراب نهاية فيلم Hancock، لكن العمق السلبي لها يأتي أحيانا مدهشا ومزعجا في آن. يبدأ الفيلم بمطاردة الشرطة لعصابة على طرقات لوس انجليس، بالتزامن مع وجود هانكوك الثمل على المقعد في الشارع. عندها يحاول أحد الصبية إيقاظه، لكن البطل الخارق يدفع الولد بعيداً ويسعى بعدها إلى تصحيح الوضع، إلا أنه يتسبب بضرر أكبر من الذي سببته العصابة وبذلك يفسد صورته أمام الشعب. طبعاً، المقدمة مفيدة لرسم صورة البطل الخارق الأخرق الذي ينقذ الناس على حساب الدمار الذي يخلّفه.سيناريو الفيلم مكتوب بشكل مملّ ويقودنا الى عملية يقوم بها هانكوك لانقاذ حياة رجل يعمل كمسؤول في العلاقات العامة يدعى راي أمبري (جايسون بايتمن). بعدها تعلو الأصوات الشعبية المطالبة بتوقيف هانكوك ووضعه في السجن نظراً الى سلوكه التخريبي. عندها يرى أمبري فرصة لمساعدة البطل الخارق وفي الوقت نفسه إنقاذ حياته المهنية، فيستضيف البطل الثمل في منزله ليتعرّف إلى زوجته الجميلة ماري (تشارليز ثيرون) والصبي الصغير (جاي هاد) المنذهل لفكرة تناول العشاء مع بطل خارق حقيقي. يقنع أمبري، بصعوبة، هانكوك بتسليم نفسه إلى الشرطة ودخول السجن كخطوة أولى لتصحيح مسلكه، وذلك بهدف أن يصبح البطل الخارق المحبوب والمحترم. فاجأ انتقال الممثل بيتر بيرغ من التمثيل إلى الإخراج عام 1998 من خلال فيلم Very Bad Things الوسط الفني، خصوصاً أن بيرغ كان دائماً ممثلاً جيداً، إلا أنه وجد نفسه في الإخراج، لكن الأمر تطلّب منه الانتظار حتى عام 2007 للانطلاق في سماء هوليوود عندما اخرج The Kingdom الذي شارك في بطولته جايمي فوكس. يمكن وضع Hancock في خانة أكبر أعمال بيرغ من حيث الميزانية والمؤثرات السمعية والبصرية، وهو يظهر فيه تحكماً استثنائياً. يمزج الفيلم بين روح الدعابة والخيال العلمي والـ«أكشن»، لكنه في المقابل لا يقدم أي جديد لمشاهدي هذا النوع من الأفلام التي لها حظوظ كبيرة في النجاح على شباك التذاكر. صحيح أن الفيلم مدته ساعة ونصف الساعة بدلا من ساعتين، على عكس معظم الأفلام التي سنشاهدها خلال الصيف، لكنه لا يتحمّل مدّة أكبر، خصوصاً أن القصة الأساسية تنتهي بعد مرور حوالي الساعة وعشر دقائق. بعدها يبدأ الارتباك عند كاتبي السيناريو اللذين قررا ابتكار قصة أخرى لملء العشرين دقيقة الأخيرة التي لن أفصح عنها. تميُّز سميثيعود الفضل في نجاح الفيلم إلى الممثل ويل سميث الذي يملك الجرأة لأداء أي شخصية في مسيرته الفنية، يؤدي في Hancock دور شخص مليء بالعيوب حتى وإن كان يتمتع بقوى خارقة. هانكوك هو من الأبطال الخارقين وسميث هو الشخص المناسب للقيام بالدور، حتى ان المشاهدين سيقفون الى جانب سميث لا شعورياً. أما جايسون بايتمان فنجح في إعطاء شخصية راي امبري زخماً من الذكاء والخفة. Hancock فيلم صيفي مرح للبعض وسخيف للبعض الآخر. أما المؤثرات الخاصة فيه فمبالغ بها بعض الشيء ولا تبدو جيّدة في معظم الأحيان. الشيء الوحيد المفقود فيه هو «الشرير»، لكن ربما سنجده في Hancock 2 إذا نجح الفيلم في حصد إيرادات مهمة على شباك التذاكر كما هو متوقع.