الريّس عمر حرب يفتح الملف مجدّداً أفلام عنوانها اسم البطل... صيحة أم مجاملة؟

نشر في 30-06-2008 | 00:00
آخر تحديث 30-06-2008 | 00:00

انتشرت أخيراً ظاهرة أسماء الأفلام التي تحمل اسم البطل، منها «حسن ومرقص» و«الريس عمر حرب» للمخرج خالد يوسف، «كابتن هيما» من بطولة تامر حسني ويخوض من خلاله المخرج نصر محروس تجربته الأولى مع السينما، كذلك «يوسف والأشباح» للمخرج أسامة فوزي، وأخيراً «بلطية العايمة» لعبلة كامل والمخرج علي رجب.

ليست الأفلام المذكورة الوحيدة التي يكون اسم البطل عنواناً لها. شهد الموسم الفائت، مثلاً، أفلام «مرجان أحمد مرجان» و«كركر» و«عمر وسلمى»، وقبلها كانت أفلام: «عوكل»، «بوحة»، «زكي شان»، «بلية ودماغه العالية»، «حريم كريم»، «مشوار عمر»...

ما هي الأسباب الحقيقية وراء عنونة الأفلام بأسماء أبطالها؟ هل يمكن اعتبار الظاهرة جزءاً من شروط النجم مثلما حدث في فيلم «الريس عمر حرب» والمشاكل التي نشأت بسبب ذلك بين نجمي الفيلم؟

ما هي دلالات العنوان؟ هل يجب أن تكون له علاقة بمضمون الفيلم أم مجرد اختيار يراعي شروط الجذب الجماهيري؟ من المتحكم الحقيقي في تحديد اسم الفيلم؟ البطل، المنتج، السيناريست، أم جميعهم؟

في هذا المجال تعتبر الفنانة هالة صدقي أن «الفيلم واسمه من صنع المؤلف فحسب، لكن ما يحدث في اختيار الأسماء بعيد كل البعد عن المؤلف، لا يسمح السيناريست الذي يحترم فنه بتغيير اسم الفيلم لأي سبب من الأسباب». كذلك أشارت الى أن «ثمة أسماء أفلام تدل على أصل الموضوع وجوهره، بينما يتحكم النجم باسم الفيلم اليوم، يضاف الى ذلك اهتمام «تجار الفن» باختيار أسماء «مفرقعة» تجذب الجمهور، وهو ما يحرص عليه المنتج المهموم بشباك التذاكر في المقام الأول» .

تضيف صدقي: «ليس من حق أبطال الفيلم التدخل في اختيار اسمه نظرا الى أن نجاحه لا يعتمد على ذلك، إنما على جودة العمل ومضمونه. تكمن وظيفة الإسم في تعبيره عن روح العمل وخصوصيته، ولا مانع من أن يكون مثيرا وجذابا ليلقى أكبر نسبة مشاهدة، فثمة أسماء أفلام ما زالت عالقة في الذاكرة، فيما بقيت أخرى خارج الذاكرة السينمائية».

يتفق الفنان خالد الصاوي مع ما طرحته صدقي، مشيراً الى أن «اختيار أسماء الأفلام منوط بالسناريست، وإذا كان الفيلم يدور حول شخصية محورية في العمل فمن الطبيعي أن يكتب باسم الشخصية».

يوضح الصاوي: «ثمة نوع من الأفلام يسمى «فيلم الشخصية» مثل «نادية» للراحلة القديرة سعاد حسني، كذلك أفلام الفنانة ليلى مراد مثل «ليلى بنت الصحراء»، «ليلى بنت الأغنياء»، «ليلى بنت الفقراء»... كذلك حملت أفلام أجنبية كثيرة أسماء الأبطال. شخصياً، لا أرى غرابة في ذلك، طالما أن الشخصية جوهرية في العمل فمن الطبيعي أن يحمل الفيلم اسمها، وغالبا ما يسعى المنتج الى اختيار اسم مثير ولافت ليحقق العائد المادي الذي يطمح إليه».

قواعد

ترى المخرجة السينمائية كاملة أبو ذكرى أن «ما من قاعدة محددة يتم على أساسها اختيار اسم الفيلم، والأفلام التي تسمى بأسماء الشخصية الرئيسة في العمل، ظاهرة مألوفة منذ بداية السينما المصرية، وربما يكون اختيار اسم الفيلم هو أحد الأسباب وراء نجاحه».

تضيف أبو ذكرى: «يأتي البعد التجاري في المقام الأول في أفلام كثيرة، وعلى أساسه يتم اختيار الاسم. يتدخل المنتج إلى حد بعيد في اختيار اسم جذاب ومثير لأنه جزء من الدعاية التي هي من صميم مسؤولياته. في تقديري يجب مشاركة صانعي الفيلم كلهم (المخرج والبطل والمؤلف والمنتج) في عملية البحث عن اسم جذاب ودال وربما غريب أيضا، بالإضافة الى أن نجاح الفيلم سيعود بطبيعة الحال على طاقم العمل كله، والمؤكد أيضا ضرورة وجود علاقة بين اسم العمل ومضمونه كي لا يشعر الجمهور بالخديعة».

لا يرى الناقد السينمائي محمود قاسم أن تلك الظاهرة تقتصر على السينما المصرية لأنها، بنظره، ظاهرة عالمية، يقول في هذا الصدد: «في النصف الأول من القرن الماضي، حمل الفيلم الأول في تاريخ السينما اسم «ليلى» تحديدا عام 1927، ثم «زينب» عام 1930، وأفلام ليلى مراد وإسماعيل ياسين، وغيرها حملت أسماء أبطالها. أحيانا لا يدل اسم الفيلم على العمل أو مضمونه أو جودته، لكن هناك أسماء دالة وتعبر عن المضمون، كذلك هناك أسماء أفلام غريبة لا تعبر عن العمل، لكن بعد فترة من العرض يتم التعود عليها وربما يتم العزف على مشتقاتها مثل: «كركر» - «بوحه» - «عوكل».

يضيف قاسم: «المخرج السينمائي محمد خان هو أفضل من لعب بأسماء أفلامه التي تحمل كلها أكثر من معنى ولها دلالة واضحة في التعبير عن المضمون مثل: «ضربة شمس»، «أحلام هند وكاميليا»، «مشوار عمر»، «فارس المدينة».

back to top