بلاغة شف كم عمر المجلس؟
لأسباب كثيرة نعتقد كما يعتقد كثيرون غيرنا أن هذا المجلس (مجلس 2008) لن يكمل مدته الدستورية، فهو مهدد بالحل في اي لحظة... ولعل اهم هذه الاسباب وأكثرها التصاقا بالواقع ان هذا المجلس عدو نفسه، من حيث يدري ويعلم، أو من حيث لا يدري.ويذكرنا هذا المجلس بالمجلس التشريعي عامي 1937 /1938 -مع الفارق في المقارنة بين الأشخاص في المجلسين والظروف- الذي غالى في استعمال سلطاته، وتحول من مؤسسة تشريعية الى سلطة تنفيذية، وهي الحالة التي يعيشها مجلس 2008، إذ يبالغ عدد لا بأس به من نوابه في استعمال أدواتهم الدستورية، إما تعسفاً أو إرهابا أو بغير محلها، وبدلا من ان يحاسب الحكومة على ما تفعل صار يحاسبها مسبقاً على ما سوف تفعل، وغاب عن هؤلاء النواب ان الشعرة الفاصلة في الاستقرار السياسي والديمقراطية هي المحافظة على مبدأ فصل السلطات، وعدم تعدي سلطة على أخرى.نحن لا نبالغ حين نقول ان المجلس عدو نفسه، لأنه أصبح عدوا للحريات، ولاسيما الشخصية منها، وهذه ورقةٌ من الخطر العبث بها لأنها تضع الحكم أمام مسؤولية الامانة في حفظ حقوق الناس وحرياتهم التي ائتمنوه عليها.هذا المجلس، وبالتصريحات النارية اللامسؤولة لعدد من اعضائه يضع العربة أمام الحصان، ويضع في دواليبها العصي، خطورته انه نجح في خلق انطباع بدأ يسود لدى العامة، ليس كفرا به ومللا منه... لكنه كفر بالديمقراطية وملل منها ان كانت هكذا. وإن كان هناك من ينشد ذلك أو يعمل لتحقيقه فأين حصافة الاعضاء باعتبارهم رجالات دولة ومسؤولين؟ أين حسن تقديرهم للأولويات؟ان عمر المجلس من حسن أداء نوابه، أما عمر الديمقراطية فهو أمانة في أعناق الجميع، ليس من حق بعض الهواة أو غير المسؤولين العبث به.