الكويت باقية وهم الموقتون (1- 2)

نشر في 07-11-2008
آخر تحديث 07-11-2008 | 00:00
 فالح ماجد المطيري هل الكويت دولة مؤقتة؟ كان هذا السؤال «مانشيت» برنامج الأخ الإعلامي المميز محمد الوشيحي، وهذا العنوان السؤال أو السؤال العنوان بقدر ماكان استفزازيا إلا أنه كان «ضربة معلم» تعودناها من الوشيحي وفريق العمل الذي معه، جعلت الكثيرين ممن استفزهم السؤال، وأنا منهم، يحرصون على مشاهدة البرنامج ليعرفوا ما وراء سؤال الوشيحي، الذي أتمنى له الشفاء من نزلة البرد التي أصابت حنجرته ببعض الأضرار، وأهنئه على سلامة بقية الأعضاء، مع أن نزلة البرد تلك أكسبت صوته «بحة» رومانسية بعد أن اختلطت بنبرة الحزن الذي كان يغلف صوته.

وبالعودة إلى موضوع البرنامج والسؤال المحوري فيه عن سبب حالة الفوضى والتردي واللامبالاة التي تعيشها الدولة، فقد كان واضحا أن الأخ محمد الوشيحي حمّل الحكومة وبشكل كبير وزر هذه الحالة، بينما نال أعضاء مجلس الأمة الجزء الأخف، وأنا أختلف معه في ذلك مع احترامي لوجهة نظره.

فالحالة التي وصلنا إليها حالة ثلاثية الأبعاد ومركبة من الناخب والنائب والحكومة، فعلاقة هذا الثالوث أو الترويكا الكويتية مع بعضه بعضا مبنية على النفاق والمصلحة، فالنائب والناخب ينافق كل منهما الآخر، وكذلك الحال الحكومة والنواب، بل النواب أيضاً ينافقون بعضهم.

الناخبون هم اللاعبون الرئيسيون في العملية الانتخابية، واختياراتهم هي حجر الأساس في تحديد شكل وطبيعة نواب المجلس، وتحكم أغلبية اختياراتهم، مع الأسف، محددات قبلية وطائفية ومصلحية، وأنا هنا لا أتحدث عن القبيلة والطائفة ككيانين لهما كل احترام وتقدير، بل أعني الحشد القبلي والاصطفاف الطائفي بمعناهما السلبي، وهذا ناتج عن أن العملية الانتخابية في الكويت مشوهة.

فلكون الساحة السياسية تخلو من الأحزاب الرسمية الحقيقية القادرة على استيعاب هذه المجاميع البشرية الكبيرة، وتوحيد انتماءاتها في اتجاه قضية وطنية موحدة، أعطى ذلك القبيلة والطائفة الفرصة لتكون الحاضن الفعلي لهذه المجاميع، وتوجيهها في اتجاه بعيد عن القضايا الحقيقية للوطن وفق علاقة النفاق السابق ذكرها بين ثالوث العملية الانتخابية، وللتدليل على ذلك نتذكر ما حدث بعد مظاهرات العمالة البنغالية والإضرابات والعنف اللذين رافقاها، فقد بادر النائب الفاضل فيصل المسلم بطلب جلسة خاصة أثناء عطلة المجلس، واجتهد وهو يحشد النواب ويجمع تواقيعهم على طلبه، وكأن هذه القضية برزت فجأة ومن العدم، علما أن قضية العمالة الهامشية السائبة كانت تكبر، ومنذ سنوات خلت، أمام عينيه في خيطان منطقته الانتخابية الأساسية، وأمام أعين أعضاء منطقة جليب الشيوخ.

وقد كانت الجلسة من أجل رفع العتب وإبراء الذمة أمام الناخبين فقط، فلم تكن هناك قرارات حقيقية اتخذت لحلها، وكالعادة لم تتم محاسبة أحد لأن النفاق المتبادل حكم في الموضوع، ولو كان وزير الشؤون غير السيد بدر الدويلة لدخل النائبان العزيزان مسلم البراك وفيصل المسلم في سباق مئة متر ناحية منصة الاستجواب، ولكن لأن السيد بدر الدويلة ينتمي إلى قبيلة الرشايدة الكريمة، التي يحسب النواب العشرة للدائرة الرابعة ألف حساب لها، وشقيقه الأكبر الفاضل مبارك الدويلة «يمون» على نواب «حدس» وشقيقه النائب الفدائي ناصر الدويلة يلبس حزاما ناسفا وعلى استعداد لأن يفجر نفسه مع من يقترب من شقيقه، فقد «عدت» الأمور والكل راض.

... يتبع.

back to top