تعذيب الحيوانات الحميضي: سوق الجمعة مكان لإيذاء الحيوانات وحديقة الحيوان بحاجة إلى إعادة نظر

نشر في 06-03-2009 | 00:00
آخر تحديث 06-03-2009 | 00:00
مئة وخمسون ألف دينار تكلفة بناء ملجأ للحيوانات، وخمسة آلاف دينار مصروف شهري لرعايتها، وخمسون متطوعا يؤمنون بمبدأ الرأفة بالحيوان، هي رصيد الجمعية الكويتية لأصدقاء الحيوان التي تأسست عام 2005.

لم يأخذ الاهتمام بالحيوان أي اطار قانوني في الكويت، وتعتبر كل من «المجموعة الكويتية لاصدقاء الحيوان»، التي تترأسها الناشطة عائشة الحميضي، و«جمعية حماية الحيوان»، التي تترأسها الناشطة مارجريت ماكلوسكي، والتي يرمز لها بجمعية (Paws)، التجمعات الأشهر في الكويت، لكن عملها مغطى قانونياً تحت مظلة الجمعية الكويتية لحماية البيئة، برئاسة د. مشعل المشعان.

ورغم التطور الملحوظ الذي بدا على اختفاء الحيوانات في الكويت منذ فترة التسعينيات، ودخول انواع من الحيوانات تبدو غريبة على طبيعة المجتمع كالقردة والفهود والتماسيح، فإن هذا التطور لم يواكب أي تقدم في مجال «العناية» وليس «اقتناء» الحيوان.

وتأتي فكرة تكوين هاتين المجموعتين لتدعم فكرة «العناية» وتقديم الخدمة للحيوانات على أساس علمي قدر الامكان.

وفي ذلك تقول رئيسة الجمعية الكويتية لأصدقاء الحيوان عائشة الحميضي: مشكلة الحيوان في الكويت انه لا قيمة له، وتعاني الفئات الثلاث من الحيوانات، الأليفة والمتوحشة والمستوردة لاغراض الاستخدام الآدمي، عددا من المشاكل حسب فئاتها، فالحيوانات الأليفة كالقطط والأرانب والطيور الصغيرة تعاني قسوة الانسان عليها، وهي تخضع- كأي سلعة أخرى- للأخذ والرمي أو الاهمال حتى الموت.

أما الفئة الثانية، وهي الحيوانات المتوحشة، فدائماً ما تواجه سلوكا انسانيا معاديا، كما يحدث في المخيمات والجواخير في المناطق الصحراوية في الكويت، كصراع الكلاب حتى الموت او قتل الطيور الجارحة والذئاب او الثعالب لغرض التسلية، هذا الى جانب التخريب المتعمد للبيئة البرية من جراء التخييم العشوائي لمناطق واسعة من الصحراء، وما تتعرض له البيئة الصحراوية من تخريب جائر بسبب حركة السيارات.

أما الفئة الثالثة، وهي الثروة الحيوانية، وتحديداً الخراف المستوردة من استراليا، فهي تتعرض لظروف نقل قاسية سواء في مجال تغير الطقس بسبب المسافة الطويلة التي تفصل دولة المصدر عن دول الاستقبال، أو سوء طرق النقل والتغذية خلال الأيام الطويلة التي يتطلبها النقل البحري.

النظرة إلى الحيوانات

وتقول عائشة الحميضي، التي اسست جمعيتها في مارس 2005، وهي جمعية غير ربحية، إن تعامل عامة الناس مع الحيوان بصفة عامة يعد تعاملاً نفعياً ويأخذ شكل التسلية الوقتية، فكثير من الناس يحرص على اقتناء الحيوانات الأليفة لاطفالهم ويتركونها دون رعاية او سؤال حتى تموت بسبب الإهمال، وحتى من يستوردون الحيوانات يحرصون فقط على الربح المادي من دون اي التفاف الى طرق النقل والعرض، والدليل على ذلك ما يحدث في سوق الجمعة من فوضى في عمليات بيع الحيوانات، وإلى جانبها أدوات كهربائية وألعاب نارية وحاجات اخرى.

سوق الجمعة

وتقول الحميضي إن سوق الجمعة قد يمثل المكان الاكثر شهرة لرؤية الحيوانات، وبسبب الوضع المأساوي الذي تعيشه الحيوانات هناك فإن ذلك يؤدي الى خلق انطباع لدى العامة من الناس بأن الوضع الذي تعيشه الحيوانات فيه هو الوضع الطبيعي الذي يجب ان ننقله الى المنزل او المزرعة او اماكن التخييم المؤقت في الصحراء، وهذه العملية تعد مأساة بحد ذاتها.

معرفة احتياجات الحيوان

وتضيف الحميضي، التي درست سلوك الكلاب في الولايات المتحدة الاميركية، أن معرفة احتياجات الحيوان الذي نقوم بتربيته شيء مهم جداً، وهذا الشيء نادر في الكويت، بسبب الثقافة السائدة لاقتناء الحيوانات، إذ يجب قضاء وقت يومي مع الحيوان فهو هدية من الله سبحانه وتعالى، وروح يجب المحافظة عليها، ويجب معرفة الأطعمة المفيدة والمفضلة لكل حيوان، وطرق علاجه ووقايته من الامراض.

ويجب الابتعاد عن النظرة التي ترى الحيوان مجرد لعبة او وسيلة تسلية للأطفال أو الكبار.

وتقول إن اعتبار المنزل مكانا لتربية الحيوانات يعد خطأ فادحا يؤدي الى شيوع أمراض نفسية لديها.

خاصة الحيوانات التي تأتي رأساً من موطنها الأصلي كالغابات أو الصحاري، ومن الخطأ مثلاً وضع طائر الكاسكو المتوحش في المنزل بعد جلبه مباشرة من الغابات، علماً بأن التجارة في مثل هذا النوع من الطيور تعد في الغالب غير قانونية.

حظيرة الجمعية الكويتية لأصدقاء الحيوان

تقوم الجمعية الكويتية لأصدقاء الحيوان، التي تكلف بناؤها 150 ألف دينار وبمصروف شهري يقارب الـ 5 آلاف دينار، بالرعاية الكاملة للحيوانات الموجودة في الحظيرة، وهي مبنية على طريقة الـ Open door، حيث يوجد فيها انواع من الحيوانات كالغزلان والحمير والقرود، ويتم تعليمها وتدريبها على بعض السلوكيات.

وتمتلك الجمعية متخصصين لادارة مثل هذه الحظائر بحسب الحيوانات الموجودة، وهناك متطوعون ذوو خبرة في مجال تنظيف اماكن الحيونات وتغذيتها ورعايتها.

وتقول عائشة الحميضي: إن ممولين من شركات، او افرادا يقومون بتقديم تبرعات لمثل هذا المشروع، مما يعكس الوعي لدى شريحة من المجتمع بأهمية المحافظة على الحيوانات ومعاملتها معاملة انسانية رحيمة.

موقف

 سبعة كلاب

كان موضوع اجراء مقابلة مع رئيس لجمعية العناية بالحيوانات غريبا بالنسبة إلي وزميلي في «الجريدة» جورج عاطف... وأنا لا أتذكر انني قمت بعمل صحافي يكون جزءا من ضيوفه حيوانات كالقطط والكلاب وما الى ذلك، وحينما تم ترتيب موعد مع رئيس الجمعية السيدة عائشة الحميضي، حيث طلبت ان يكون الموعد في منزلها الخاص، قمنا بالذهاب الى حيث تسكن، وما ان طرقنا الباب حتى دعتنا «الشغالة» الى الدخول الى صالة المنزل، لكننا لم نر السيدة عائشة حتى هذه اللحظة!

وفوجئنا بوجود سبعة كلاب متنوعة المشارب: بوليسي... سلوقي وغيرهما... واين؟ معنا في الصالة... وحيث إنني وزميلي جورج وبصفتنا صحافيين نقابل «بني آدمين» فقط، ولم نعتد على مواجهة «الكلاب»، ولكون الخوف قد تملكنا فقد طلبنا من السيدة عائشة الحميضي بكل ادب ان تكون المقابلة معها فقط، وما هي إلا اشارة واحدة منها حتى خرجت الكلاب بأدب وصمت الى «حوش» المنزل، وظلّت فيه حتى أنهينا المقابلة الصحافية.

وما لفت نظري خضوع هذه الحيوانات الجميلة لرغبة السيدة عائشة ومن دون اعتراض... وهي ميزة نحسدها عليها لأننا نحتاج اليها في كثير من الأوقات عندما نوجه بعض الأوامر الى من نتعامل معهم يومياً... من فصيلة «بني آدم»!

المحرر

تناقضات باسم الدين

كشفت عائشة الحميضي مدى التناقض الذي نمارسه مع الحيوانات من زاوية شرعية ودينية. فتقول: مع تفهمنا لرفض البعض اقتناء كلاب في منازلهم لاسباب شرعية، لكننا نلاحظ ان الطريقة التي تذبح بها الخراف في المسالخ لا تتواءم مع متطلبات الشريعة الاسلامية، حيث تذبح الخراف أمام بعضها البعض دون مراعاة لمشاعرها.

حديقة الحيوانات

قالت عائشة الحميضي وضع الحيوانات في حديقة الحيوان لا يعتمد على أسس علمية، ومعرفة بطبيعة الحيوانات المختلفة، ولذلك تشهد بعضها حالات انتحار متكررة، بسبب مخالفة شروط البيئة والتعامل مع سلوكها.

هروب الحيوانات

في تأكيد على سلوك الإهمال الذي يتصف به الكثير ممن يقتنون الحيوانات ذكرت الحميضي أن معظم الكلاب التي حصلت عليها يتم اصطيادها من الشارع او بالقرب من سوق الجمعة او في الصحراء، نتيجة تخلي اصحابها عنها ورميها بعد اقتنائها، وأضافت أن كثيرا من اصحاب المخيمات يرمون الحيوانات وخاصة الكلاب في الصحراء بعد ازالة مخيماتهم.

الخط الساخن

الخط الساخن هو خدمة تقدمها PAWS للتواصل مع جميع المهتمين بالحيوانات الاليفة، فخلالها تتم الاجابة عن الاسئلة التي تحير مالك الحيوان، ووسيلة ليتصل بنا كل من يجد حيوانا ضالا او مجروحا يحتاج الى العناية الطبية والملجأ.

وفي حين لا يجد المتصل الإجابة الفورية يستطيع ارسال رسالة نصية الى الرقم او الايميل، وسنرد عليه في اسرع وقت ممكن، والسبب في ذلك ان الخط الساخن متصل بجهاز تلفون احد المتطوعين الذي قد يكون منشغلا مع عائلته، او ابنائه او حيواناته الاليفة، وفي اغلب الاحيان يتم الرد مباشرة وتتم الاستجابة، ويصل فريق الانقاذ مجهزا لنقل الحيوان الى الملجأ.

ما آلية تبني حيوان من الملجأ؟

يمكنك مشاهدة الحيوانات الأليفة في الملجأ من خلال ألبوم الصور المعروض على الموقع الالكتروني، واختيار الحيوان وتدوين اسمه في الاستمارة المخصصة للتبني مع جميع المعلومات المطلوبة، وسيتم الاتصال بك فور استلام المجموعة البيانات كاملة، والتحقق منها، وبعد ذلك يمكن للمهتم بالتبني الذهاب الى الملجأ واستلام الحيوان الاليف، ويتابع بعدها المتطوعون حالة الحيوان بعد وصوله الى منزله الجديد، والاجابة عن اي استفسار لمالكه.

هل تساعد PAWS على استيراد حيوان من الخارج؟

لدى الجمعية متطوعون متخصصون في جلب الحيوانات الأليفة من الخارج وايضا ارسالها في حال رغبة صاحبها في السفر، الفريق لديه خبرة في جميع الاوراق المطلوبة للسفر والقوانين والاجراءات.

back to top