المخرج رأفت الميهي: لم أخن السينما وتجربتي في وكالة عطية لن أكرِّرها

نشر في 21-07-2008 | 00:00
آخر تحديث 21-07-2008 | 00:00

سيظل المخرج والسيناريست رأفت الميهي أحد أبرز الأسماء التي أثرت الساحة السينمائية بأعمال ما زالت تعيش في وجدان الجماهير وذاكرة السينما.

عن «وكالة عطية» تجربته الأولى مع الدراما التلفزيونية والتي اعتبرها البعض خيانة للسينما، كان الحوار التالي.

كيف ترى العمل في الفيديو؟

هو نظام إنتاجي مختلف جداً ولا يساعد في إبداع فني حقيقي، مع ذلك، أحاول أن أقترب من تحقيق رؤيتي خصوصاً أنني أصور بكاميرا واحدة.

اجتهدت في الاقتراب من البناء السينمائي في هذا العمل وأتمنى أن أنجح في هذه التجربة التي أنظر إليها وكأني اجتاز امتحاناً صعباً.

ما الذي دفعك إلى قبول العمل في التلفزيون عبر «وكالة عطية»، خصوصاً أنك ترفض منذ عام 1985 العروض كافة؟

جذبني في المسلسل عالم خيري شلبي والوكالة وشخصياتها المنحوتة بإبداع ورقي، وأعجبت بالنص. بعدها تفرغت إلى كتابة السيناريو بكل ما حوت الرواية من شخصيات كثيرة ومعقدة، فواجهت مشكلة ليس في كثرة الشخصيات فحسب بل في تشعُّبها، خصوصاً أنني أضفت شخصيات أخرى أيضاً وأصبحت محورية.

هل أضفت إليه الفانتازيا كعادتك في أفلامك؟

يغوص العمل في أعماق النفس البشرية بكل صراعاتها وعلاقاتها ببعضها وبالدين وجموح النفس وهدوئها، أنا شغوف بتلك الزاوية إلى أبعد حد، أما الأحداث فتبدأ منذ لحظة قيام ثورة 1952، وثمة «فلاش باك» عن فترة ما قبل الثورة، ثم ننتقل إلى مراحل تأخذ شكلاً ملحمياً.

هل وضعت شروطاً قبل الموافقة على خوض تلك التجربة؟

كان شرطي الأول أن أنفذ المسلسل كما أريد والا أتقيَّد بموعد عرض مثل رمضان، وألا أحدد بعدد الحلقات، بل أفعل ما تقتضيه الدراما فحسب، في النهاية وصل عدد الحلقات إلى ثلاثين حلقة، وأسجل هنا أن جهة الإنتاج وافقت على كل شروطي ووفرت لي ما أريده، لكن المناخ في الفيديو صعب عموماً، لأن نظامه خانق ولوائحه كثيرة ولا يوجد خبرة في فهم الصورة، بالإضافة إلى السباق المجنون الذي انتشر بين المخرجين لتصوير أكبر عدد من الساعات، وهو سباق تعمدت الابتعاد عنه لأنه لا يعنيني ولن أدخله.

معنى ذلك أنك لن تخوض التجربة مجددا؟

فعلا لن أكررها مرة ثانية وسيكون «وكالة عطية» العمل الأول والأخير لي في مجال الفيديو، لأنها تجربة صعبة ومجهدة أتعامل فيها مع المسلسل وكأنه 15 فيلماً، مدة الحلقتين منه 90 دقيقة أي مدة فيلم بالكامل، ومن الصعب أن أصور 15 فيلما دفعة واحدة، أنا الذي أعمل فيلماً واحداً في العام، بالإضافة إلى أن المسلسل أرهقني لأنني جاد في عملي وأركز الى درجة مرهقة.

متى انتهيت من كتابة السيناريو؟

بقيت على مدى ثلاث سنوات أكتب السيناريو والحوار، أشهد بأنه تجربة ممتعة وصعبة في آن وقررت أن أكون على قدر من التحدي، فكتبته على نار هادئة لإيماني بضرورة أن أنجز عملا جيدا.

لماذا ابتعدت عن السينما مع أنك منتج في الأساس، أي لن تخضع لشروط السوق؟

لو احتاج إلي سوق السينما كمخرج وسيناريست لما ظللت في منزلي تلك السنوات، يرفضني السوق ويلفظ غيري من الكبار بعكس السينما في هوليوود التي تعتبر أن الكبار في الصناعة هم ثروة لا يستهان بها، لكن عندنا في مصر لا يفعلون ذلك.

هل يعوِّض تفرُّغك للأكاديمية التي أسستها لتدريس علوم السينما عن عملك في السينما كمخرج مبدع؟

عوضتني نفسياً لأنني شعرت أني أمارس عملا جديداً ومفيداً للصناعة للسينمائية، بعدما وجدت أن مستواها في الأفلام ضعيف، وكان قراري بتأسيس الاكاديمية لتعليمها وأطلقت على الطلبة لقب عشاق السينما، كونهم من الجنسيات المختلفة، مثل الأردن والكويت ومصر بكل محافظاتها، ولا يبحثون عن وظيفة بقدر عشقهم للسينما، لذلك شعرت أنني أسد ثغرة مهمة في صناعة السينما المصرية.

هل اجتزت أزمة الديون التي لاحقتك بسبب الاكاديمية؟

إطلاقا لم يساندني أحد، والكل يعلم أنني تسلمت استديو جلال في حالة يرثى لها ونجحت في تحويله إلى استوديو سبع نجوم، ثم أضفت اليه استوديو ثالثا وأصبح مفخرة للسينما المصرية، وعندما طلبت العون من الجهات المسؤولة رفضت مساعدتي بحجة أن الاكاديمية التي أنشأتها منافسة لوزارة الثقافة، ولا يمكن للأخيرة أن تدعم منافسيها.

هل كان لتلك الصدمة تأثير فيك؟

في البداية حزنت، ومع مرور الوقت تأقلمت وأصبحت لا أصدم نهائياً وأؤمن بأن ما أمارسه أمر جيد.

ما هو تقييمك للساحة السينمائية والفنية اليوم؟

الموهوبون كثر في مختلف المجالات، لكن القليل منهم لديه بريق النجومية، ومن كان لديه ذلك البريق فقده بعدما كرر نفسه، ما جعله يحترق سريعاً.

back to top