بلاغة شف أوراق الشيخ خالد الأحمد
تداولت الأوساط الاعلامية والسياسية أربع صفحات، عليها اسم الشيخ خالد الأحمد الجابر الصباح، غير موقعة منه، كما أنها غير موجهة أو معنونة الى شخص او إلى جهة ما.. تبدأ ببيت الشعر الذي يقول: «نعيب زماننا والعيب فينا...»، ثم القول الشائع: «الساكت عن الحق شيطان أخرس».ثم تبدأ بانطباعات عن الوطن «وضياع هويته» وكيف أصبح محل سخرية من بعض دول الخليج، وكيف انه «زمن قل فيه الرجال وكثر به الدجالون...»، فصارت معه الكويت «كعكة لبعض افراد من النظام لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة». ويتحدث الشيخ خالد الأحمد عن «أن الديمقراطية والحرية اللتين لا يتوافر بهما الامن والامان لا حاجة لنا بهما...».و«هل ما يجري في البلاد يسمى ديمقراطية أم فوضى عارمة؟» ويتساءل: «أين اصحاب القرار؟» ويتناول -بحسرة- كيف «ان الشعب يترحم على شهدائه ويتذكر المفقودين، بينما يتمتع المسؤولون بإجازات ترفيهية خاصة، طالما تدفع وتغطى جميع المصاريف...». كما يدلل على الحالة المتردية بوقائع مثل اضراب البنغاليين وأحداث خيطان، وما يكتب في المدونات والصحف، وما يكتب على الجدران واسطبلات الخيل (لأنه من كبار هواة الخيل ويتردد على الاسطبلات كثيراً). واضح جداً ان هذه الصفحات كُتبت بانفعال نتيجة حالة المرارة التي عبر بها الشيخ خالد عن الاوضاع، لكن ما لم نتمكن من فهمه هو الإجابات عن تساؤلات عدة، منها صمت الشيخ خالد منذ رحلة التحرير حتى الآن وانزواؤه بعد ان كان نادراً ان تظهر صورة حاكم الكويت (منذ عهد الشيخ عبدالله السالم حتى عهد الشيخ جابر الأحمد رحمهم الله) دون أن يكون واقفاً خلفه؟ وثاني هذه التساؤلات أن الشيخ خالد الأحمد، ولفترة تجاوزت سبعة عشر عاما لم يرد ان يوضح ما كان يشاع ويقال عن خلاف بينه وبين بعض اخوانه أبناء عمومته خلال فترة وجوده في لندن كممثل للامير إبان فترة الاحتلال! وثالث هذه التساؤلات ان هذه الصفحات يصعب فهم القصد منها، فإن كانت موجهة إلى افراد في القيادة السياسية، فلماذا لم تعنون لهم؟ والاهم انه لم يحدد مطالب معينة ولا حلولا يجب ان تتخذ، وهل بحث هذه الامور معهم مسبقاً فاضطر ان يوثقها على الورق؟ ثم لماذا الاستشهاد بما يكتب على الجدران وفي الاسطبلات (تحديدا) هل لأنه غير قابل للنشر في الصحف والمدونات؟!نعرف ان الشيخ خالد الأحمد -اطال الله عمره- من مواليد عام 1932، وأنه عزف عن الحياة السياسية والعامة منذ فبراير 1991، وأن الاوراق المنسوبة اليه تحمل مرارة شديدة، وأسى وخوفا على النظام وعلى الكويت... لكننا لم نفهم بوضوح موقفه من الديمقراطية، التي يراها فوضى على حساب هيبة النظام، وبرأينا هذا هو الجزء الاهم في تلك الصفحات... فأن يكون بينه وبين أهله خلاف... فذاك شأنه، وهو شأن أسري، لكن أن تكون له رؤية ومطالب واضحة في ما يتعلق بالبلد، فذلك شأن عام.المحير في تلك الاوراق صعوبة تصنيفها، وصعوبة معرفة دوافعها واهدافها، التي نعتقد انها لو كانت واضحة لكسب الشيخ خالد تعاطفا أكبر معه...