مثقفون افترشوا الأرض يقرأون ما يشاؤون بعيداً عن الرقابة والوصاية
دعا عدد من المثقفين الكويتيين الى ضرورة تعطيل «مقص الرقابة» وعدم فرض الوصاية عليهم، مشددين على أهم يمارسون رقابة ذاتية بعيدا عن رقابة مفروضة تنتهك حقهم في الاختيار وتسلبهم حريتهم.وشدد المثقفون، خلال اعتصام نظمته جماعة «مبدعون كويتيون» وجماعة « صوت الكويت» وجمعية الخريجين في موقع معرض الكتاب في منطقة مشرف أمس، على إلغاء الجهات الرقابية وإزاحة الوصاية التي يئن تحت وطأتها الكتاب والمؤلفون، رافعين شعار «إقرأ ما تشاء ».
وتعبير عن رفضهم أي نوع من أنواع الرقابة، افترش المثقفون الإرض أمام احدى قاعات معرض الكتاب يقرأون مايشاؤون، بعيداً عن الوصاية المفروضة من قبل المؤسسات الرقابية في الكويت.سيف الرقيبوأكد النائب علي الراشد الذي حضر الاعتصام ضرورة اطلاق سراح عقول المبدعين وعدم تقييدهم بالأسوار، مطالبا مسؤولي الإعلام بالتدخل لتصحيح الوضع ومنح هذه الفئة حقها الطبيعي في ممارسة الكتابة والقراءة بعيداً عن سيف الرقيب، معرباً عن حزنه الشديد لتضييق الخناق على حرية الفكر والابداع في الكويت، داعيا الى رفع الحظر عن الكتب التي تعود بالنفع على المجتمع.وفي تعليقه على الوضع السياسي في الكويت راهناً، قال الراشد أن الحلول موجودة من خلال اللائحة والاستجواب حق دستوري، كما أن التأجيل حق دستوري أيضاً، مستبعداً الحل غير الدستوري، قائلاًَ أنه غير وارد، لا سيما أن البلد في يد صاحب السمو أمير البلاد وهي يد أمينة.تضييق الحرياتمن جانبه، أكد الدكتور أحمد البغدادي ضرورة المشاركة في التجمع «دعماً للعناصر الشابة التي تتطلع لحرية أكبر ضمن فضاء ديموقراطي رحب»، مشيراً الى أن «هذه الثلة من الشباب تعمل على الحد من تجاوزات الرقابة وتضييق الحريات»، موضحاً أن «عجلة التفاعل مع الحركات المناهضة للقمع والاستبداد الذهني مستمرة حتى لو كانت بطيئة، لا سيما في ظل حالة عدم الاهتمام بالحرية والقراءة من قبل المواطنين». وأسف لعدم وجود دور فاعل للمؤسسات التربوية والمجتمعية والمثقفين وأساتذة الجامعة. وعن عدم تفاعل نواب مجلس الأمة مع قضية الرقابة واشكالياتها أكد أن اهتمام معظم ممثلي الشعب يذهب باتجاه القضايا القبلية والطائفية في حين نهمش قضية الحرية ومتطلباتها. وبدوره، أكد الباحث والكاتب عقيل عيدان ان مبدعين كويتيين والجهات المنظمة للتجمع السلمي فضلت استخدام تقنية جديدة بعيداً عن الكلام، مؤكداً احترامه للقانون وللآخرين. لفت الانتباهومن جانبها، أكدت الأديبة ليلى العثمان في الاعتصام ذاته، أن المشاركة في التجمع ليس لإثارة الشغب إنما للفت الانتباه، مشيرة الى أن ثمة قناعة لدى كل كاتب بالاحتجاج على تعسف الرقابة، موضحة أن مجموعة من دور النشر العربية أبدت استياءها من الرقابة المتشددة في الكويت لاسيما أن القارئ لديه بدائل أخرى منها النشر الإلكتروني.ولفتت العثمان إلى أن العالم مفتوح وباستطاعة أي فرد الاطلاع على أي كتاب يود قراءته عبر شبكة الانترنت، مبدية أسفها لاستبداد الأصوليين والجماعات الدينية وسيطرتهم على وسائل الإعلام والمؤسسات الرقابية.غير مسيسأمّا الدكتورة ابتهال الخطيب، فأكدت أن الاعتصام ينبع من الشعب وغير مسيس، مشيرة الى أن جماعة صوت الكويت تعبر عن فكرة وليس أفراد بحد ذاتهم، نافيةً أن تكون هذه الجماعة مدعومة من أي جهة، رافضة الوصاية على الإبداع والفكر، مؤكدة أن المعتصمون يناصرون الدستور وينحازون إليه. وقالت الكاتبة ميس العثمان إن تنظيم التجمع للسنة الثالثة يأتي نتيجة المعاناة التي يعيشها الكاتب حينما يمنع نتاجه الفكري من التداول في بلده، فنحن لسنا في حالة صدام مع الرقابة إنما نهدف إلى الترويج للقراءة من خلال حملة إقرأ ما تشاء، مستغربة من المسؤولين في الإعلام الذين يؤكدون أنهم ضد الرقابة بيد أن قرارات المنع تتوالى في معرض الكتاب وفي كل عام تتضاعف الكتب الممنوعة. توصياتنا تتلخص في الآتي:أولا: تعزيز حرية التعبير كـ «مبدأ»، نص عليه الدستور، والغاء الرقابة جزء اصيل من تحقيق الحرية بمجملها.ثانيا: مكافحة الاتجاهات الثقافية والفكرية الرجعية والمتخلفة والعنصرية، وانهاء الممارسات المزاجية في مجال رقابة المطبوعات، وافساح المجال امام الاتجاهات الثقافية والوطنية والانسانية الحداثية/ التقدمية.ثالثا: حماية المبدع (الكاتب، الصحافي، الفنان... الخ) بشكل تام بصورة تمكنه من الابداع الحر، فالازدهار لا يكون الا في مجتمع ينعم بالحرية الكاملة المسؤولة.رابعا: رفع مستوى التنوير الفكري/ الثقافي في مراحل التعليم العام، واعتماد نشر الثقافة القائمة على التعددية والفكر الحر كاستراتيجية للدولة.خامسا: دعم العمل الثقافي الفردي/ الجماعي للشباب الكويتي، وتفعيل المنتديات الفكرية والمدنية والثقافية والفنية الشعبية.حفِظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.مبدعون كويتيون