في موسم سينمائيّ متعثِّر الدعايات الكبرى لا تصنع أفلامًا ناجحة!
يشكل الصيف الموسم الأقوى في السينما المصرية، تلك حقيقة لا تقبل الجدل، لكنه جاء هذا العام صادمًا لشركات الإنتاج، إذ لحقت الخسائر الفادحة بها وأبرزها شركة «غود نيوز» مع فيلمها «ليلة البيبي دول» الذي عجز عن تغطية تكاليفه التي بلغت 40 مليون دولار، على الرغم من مشاركة النجوم الكبار فيه والآمال التي عقدتها الشركة عليه بحكم أنه آخر أعمال الراحل عبد الحي أديب.
يبدو أن الجمهور أصبح، بعد مرور 10 أعوام على بدء مطحنة الصيف السنوية، أكثر نضوجًا، فلم تعد الأسماء الكبيرة تخدعه ولا الميزانيات الضخمة ولا دعاية شراء السجادة الحمراء.ما حدث في «ليلة البيبي دول» أربك حسابات السوق وليس شركته المنتجة فحسب، وهو ما تكرر مع فيلمها الثاني لهذا الموسم «حسن ومرقص» على الرغم من انطلاقته القوية وإيراداته المرتفعة لحظة نزوله إلى سوق العرض، إلا أنه تراجع بعد ذلك نظرًا إلى معالجته الساذجة والسطحية لمشكلة الوحدة الوطنية المصرية، كما جاء في آراء النقاد الذين هاجموا الفيلم.الصاعدون أثبت فيلم أشرف عبد الباقي «على جنب يا أسطى» وجود حلقة مفقودة بين عبد الباقي والجمهور، فعلى الرغم من جودته وإشادة النقاد به، إلا أن إيراداته جاءت مخيّبة لصانعيه. أما فيلم الموسم جماهيريًّا ونقديًّا فهو «كباريه» الذي جمع نجوم الصف الثاني والثالث: فتحي عبد الوهاب، جومانا مراد، دنيا سمير غانم، محمد لطفي، وصلاح عبد الله، وهو من إخراج سامح عبد العزيز وتأليف أحمد عبد الله، ولولا نهايته التي تحفّظ عليها الجميع لنجح في أن يحصد لقب الفيلم المفاجأة. أما فيلم «الريس عمر حرب» فتباينت الآراء حوله، اتهمه البعض بالرداءة ومخاطبة الغرائز، فيما أشاد البعض الآخر بعبقرية القصة والمضمون، على الرغم من ذلك رسّخ نجومية مخرجه خالد يوسف. أما نجما هذا الموسم فهما: أحمد حلمي في «آسف على الإزعاج» على الرغم من تمرّده وظهوره بشكل مختلف، وأحمد مكي في «دبور» على الرغم من تحفّظات البعض. الهابطون كان الفشل مصير كثر من نجوم هذا الموسم من بينهم تامر حسني في «كابتن هيما»، أحمد عز في «مسجون ترانزيت» على الرغم من مشاركة الفنان نور الشريف في بطولته، محمد سعد في «بوشكاش» الذي فشل في استعادة مكانته على الخريطة على الرغم من الإيرادات التي حققها.الهجوم نفسه لحق بـ «نمس بوند» لهاني رمزي الذي تابع هزائمه وتراجعه سينمائيًّا، كذلك أخفق «الغابة» في حصد أي إقبال جماهيري.يعتقد الناقد السينمائي طارق الشناوي أن أسباباً عدة ساهمت في هبوط إيرادات هذا الموسم، منها بطولة كأس الأمم الأوروبية وأولمبياد بكين ودعايات الأفلام التي جاء دورها معكوسًا في هبوط الإيرادات، كما حدث مع «ليلة البيبي دول».