Rick752... اخترع وسيلةً لإيقاف اعلانات الانترنت المزعجة

نشر في 21-07-2008 | 00:00
آخر تحديث 21-07-2008 | 00:00
No Image Caption

تشكل الإعلانات الإلكترونية التي تقفز وتمضي فجأة، مصدر إزعاج حقيقياً لـRick752، لكنه لا يحول نظره عنها فحسب. Rick752، كما يلقب على الانترنت، رجل في منتصف الخمسينات من شمال نيويورك، خبير بالآلات ويعتبر نفسه من الطبقة العاملة.

يقضي Rick752 معظم لياليه في غرفته المعزولة في الطابق العلوي وهو يعد قائمة بمواقع الإعلانات الإلكترونية والبيانات ذات الصلة. يسمح هذا العمل، الذي يطلق عليه اسم EasyList، لملايين المتصفحين على شبكة الانترنت بتصفية الإعلانات كافة تقريباً التي قد تظهر على شاشات حواسيبهم أو إبعادها.

في المقابل، يخشى البعض من هذا العمل الذي يهدف إلى منع ظهور ملايين الإعلانات الإلكترونية ويلقى إطراء المستخدمين، والذي، باعتبارهم، إذا تنامت شعبيته، قد يهدد الداعمين الماليين لمعظم المواقع الإلكترونية، حيث يعتمد الناشرون بشكل كبير على الإعلانات. وافق ريك، الذي يقول إنه لا يتلقى أية أتعاب لقاء عمله، على التحدث فحسب في حال الحفاظ على سرية إسمه بالكامل.

ملفات خبيثة

يشرح ريك سبب رفضه الإعلان عن اسمه، قائلاً: «أعمل ضد بعض اللاعبين الكبار، لا أريد أن أتعرض للمضايقة أو أتلقى رشوات. بدأت هذا العمل لأنني شعرت بالامتعاض لتضرر حاسوبي بفعل الإعلانات، كالملفات الخبيثة (malware) وملفات التجسس (spyware)، وما شابه. ذهبت بهذا العمل إلى حد بعيد، لكن عليك أن تقر بأنه رائع، أليس كذلك؟».

في المقابل، قد يكون نظام EasyList وبرنامج Adblock Plus المجاني الذي يعمل إلى جانبه، الأكثر شهرةً وفاعليةً من بين الأنظمة التي تمنع الإعلانات على الانترنت. عبر استخدام نظام EasyList المجاني، هو الآخر، لا ينتقي برنامج AdBlock Plus الإعلانات التي تظهر فجأةً فحسب، وإنما كل شكل تقريباً من أشكال الإعلانات الإلكترونية أيضاً، بما في ذلك الإعلانات المصوَّرة في داخل الصفحات، بحسب قائمة ريك. مع ذلك، ساهم نجاح ريك في وضعه في دائرة جدال شرس حول البرامج التي تصد الإعلانات ودورها في تطور الانترنت.

يعتبر محبو EasyList وAdBlock من الأدوات الرائعة للتخلص من الصفحات الالكترونية المليئة بالدعايات التي تصرف الانتباه. لكن بعض أصحاب المواقع الإلكترونية يجادل بأن تلك البرامج يمكن أن يكون لها أثر مدمر في توافر المحتويات على الشبكة، أي أن خفض عدد المرات التي تظهر فيها الإعلانات يحد من إيرادات الناشرين الناجمة عنها. تخيلوا، على حد قولهم، أية برامج تلفزيونية ستكون متوافرة لو لم يكن ثمة دعايات لتمويل إنتاجها.

حتى اللحظة، تستخدم برامج صد الإعلانات من قبل نسبة مئوية صغيرة من متصفحي الانترنت، في هذا الصدد يقول مايك زانيس، نائب رئيس السياسة العامة في مكتب الإعلانات التفاعلية: «نحن بعيدون كل البعد عن ذلك السيناريو باقتراب نهاية عهد الإعلانات الالكترونية». لكن إن أصبح استخدام هذه الأدوات شائعاً في العالم، «فمن شأن ذلك إلغاء معظم الأموال التي تدعم الخدمات والمحتويات على الانترنت».

هشاشة

علاوةً على ذلك، تساهم فكرة أنه بإمكان رجل يعمل في غرفته ليلاً، في حين تشاهد زوجته التلفزيون في الطابق السفلي، أن تسمح بكل سهولة للأشخاص بمنع معظم الإعلانات، في تذكير البعض بمدى الهشاشة التي يمكن أن تكون عليها أرباح الانترنت. تقدر العائدات التي يدرها قطاع الإعلانات العالمي على الشبكة سنوياً بأكثر من 40 مليار دولار أميركي.

كذلك، رفضت الشركتان الرائدتان في مجال الانترنت، «غوغل» و{ياهو»، التعليق على مسألة استخدام تلك البرامج. في الوقت عينه، حاولت المواقع الالكترونية، الكبيرة منها والصغيرة، مكافحة الظاهرة، لكن محاولتها باءت في معظم الأوقات بالفشل.

مثلاً، طلبت إحدى المدونات الرائدة على الشبكة Daily Kos، من الناس الذين يستخدمون برامج منع ظهور الإعلانات، الإدراك بأن الأموال التي تدر من الدعايات ضرورية للحفاظ على استمرارية عمل الموقع.

إن كشفت Daily Kos زائراً يستخدم برنامجاً لمنع ظهور الإعلانات، تبعث إليه بالرسالة التالية: «إن كنت تستخدم برنامجاً لمنع ظهور الإعلانات خلال تصفحك Daily Kos، فأنت تحصل على المنافع كافة من موقعنا، لكننا لا نحصل على أي من عائدات الإعلانات المرتبطة بزياراتك». كذلك، تحث المدونة الالكترونية الناس الذين يستخدمون تلك البرامج على دفع رسوم اشتراكهم في الموقع على الرغم من أن التسجيل في الأخير مجاني عادةً.

في بعض الأحيان، يحاول موقع PWInsider.com الإلكتروني الذي ينافس على الأرباح، ويقدّر دخول 4 ملايين إلى 10 ملايين مستخدم إلى صفحاته شهرياً، منع الأشخاص الذين يستعينون ببرنامج صد الإعلانات من الدخول إلى موقعه.

هنا يقول دايف شيرر، صاحب الموقع: «نحن ثلاثة رجال لا نتلقى دعماً من الشركات، لذلك نحتاح إلى العائدات التي تدرها إعلاناتنا التي يدفع أصحابها مبالغ كبيرة. نعتقد بأنه من المنطقي أن نكسب قوتنا من عمل نصب فيه من 50 إلى 70 ساعة أسبوعياً من العمل. عند صد أي إعلان، لا نجني المردود الذي نحتاجه لدفع رهوننا وفواتيرنا...».

قبول واسع

ذلك ليس حكراً على الولايات المتحدة فحسب. قال موقع Virusphoto.com الالكتروني الفرنسي لزواره الذين يستخدمون برنامج Adblock Plus «شكراً لإبطالكم مفعول برنامج Adblock من المتصفح الخاص بكم». يفسر شيرر قائلاً: «منع المتصفحين جميعهم ظهور الإعلانات، سيقضي على أي وجود لخدمة الانترنت المجانية».

ما من شك في أن ثمة العشرات من البرامج التي تمنع ظهور الدعايات، ويمكن تنزيل الكثير منها مجاناً. لكن قلة هي البرامج التي تتمتع بشعبية وفاعلية مماثلتين لنظام EasyList إلى جانب Adblock Plus. يمكن الحصول على هذين النظامين عبر منظمة Mozilla التي لا تتوخى الربح والتي تعرض متصفح Firefox ذات الشهرة المتزايدة وغيرها من البرامج المجانية.

ابتكر فلاديمير بالانت، مطوِّر البرامج من كولونيا في ألمانيا، برنامج Adbblock Plus. على غرار ريك، يقول إنه لم يتلق أتعاباً لقاء جهوده. وفقاً للإحصاءات التي أجرتها منظمة Mozilla، نزِّل البرنامج أكثر من 20 مليون مرة، ويقول بالانت إن ثمة نحو أربعة ملايين مستخدم ناشط يومياً، يستخدم معظمهم البرنامج إلى جانب مرشّح EasyList، لافتاً الى أن: «قائمة ريك تلقى قبولاً واسعاً لأن الأخير بنى مجتمعاً كبيراً حول نفسه».

يعتمد ريك في عمله على نحو اثني عشر شخصاً يراقبون بحذر الإعلانات الجديدة والجهود الجديدة التي تبذلها المواقع الإلكترونية لإيقاف قائمته. يكمن جوهر عمله في إعداد قائمة بعناوين المواقع الإلكترونية التي تعرض الإعلانات، ومن ثم يستخدم برنامج Adblock Plus القائمة لمنع الإعلانات من الظهور على شاشة المستخدم. تتجلى براعته حين يحاول بعض المعلنين إفشال نظامه. عندئذ، تندلع أشبه بحرب سرية بين عباقرة التكنولوجيا، بين ريك والمواقع الإلكترونية.

أرباح

رداً على الشكاوى التي تتهم كلاً من بالانت وريك بأنهما يؤذيان الأشخاص الذين يضعون محتوياتهم على الانترنت، في الوقت الذي يتوقعون فيه جني أرباح من الإعلانات، يحافظ هذان الأخيران على عنادهما. يقول بالانت: «يتهمني الناس بأنني أدمِّر الانترنت».

أفاد الإثنان بأن أصحاب الإعلانات والناشرين يستحقون برامج تمنع ظهور إعلاناتهم لأنهم فرضوا إعلانات مزعجة كثيرة على المستخدمين. كذلك يعتبران أن وجود برامج مماثلة سيكون لها أثر رادع، فتجبر المعلنين على استخدام خطط أقل إزعاجاً، خوفاً من حمل مزيد من الأشخاص على استخدام برامج منع ظهور الإعلانات.

من جهة أخرى، يقول ريك إن الناس لا يستخدمون البرنامج لأنهم «لا يريدون أن يجني الناشرون المال، إنما لأنهم يشعرون بانزعاج شديد»، مضيفاً «يكره الناس الإعلانات حقاً، وإلا لما قمنا بذلك».

back to top