آمال الشيك بالشيك يُذكر

نشر في 17-03-2009
آخر تحديث 17-03-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي الحمد لله استقالت الحكومة، وستأخذ لفة على قطعة أربعة وستعود لنا مرة أخرى بعد شهرين: «بخ، أنا الحكومة القديمة رجعت من جديد»، فنضحك كما الأطفال على محاولتها الفاشلة لتغيير الـ«لوك»، ونكركر ونكعكع ونضرب كفا بكف وسنّا بسن والبادي أظلم! مشهد جميل يتكرر للمرة المليون وسبعة.

لا جديد تحت سقف الشمس. زرقاء اليمامة الكويتية شوهدت في عيادة طبيب العيون تفرك عينيها وتشتكي جفاف القناة الدمعية بعدما أعماها الغبار. والغربان غادرت الصومال الشقيق في اتجاهنا بحثا عن بلد حوّلته حكومته إلى جيفة لا عرق فيها ينبض. وأكْل الميتة حرام، لكن الغراب كافر والجوع أشد كفرا، ثم ان الكويت لم تمت فطيسة، لذا فهي ليست ميتة، هي متردية، كانت على قمة جبل فسقطت، أو أُسقطت، بضم «الألف» على الصدر كما تضم الغندورة كتابها.

وأقسم قسما، لو كانت هذه الحكومة امرأة لمات أبناؤها جوعا، ولامتلأ بيتها ذبابا، ولطلّقها زوجها ليتدارك ما تبقى له من عمر، حتى إنْ كانت أجمل النساء، فما بالك وهي قبيحة دميمة، لا ودود ولا ولود، ولا وجه في المقعد ولا جسم في المرقد.

استقالت الحكومة، إلى حيث ألقت رحلها، بعدما خلفت لنا طبالين وراقصات، من قنوات فضائية تعلمنا الوطنية بالكاسور واللطميات، وصحفا صفراء شاحبٌ لونُها، وكتّابا برائحة الثوم السوداني، ونوابا لشدة ورعهم لا تدري شمالهم ماذا قبضت يمينهم. وهؤلاء كلهم سيموتون جوعا بعد موت وليّهم.

استقالت الحكومة الرفلى الشعثاء، يا ما أنت كريم يا رب، بعدما عجزت عن إدارة دولة هالكبر ذات فوائض مالية كانت تشغل بال خالد السلطان.

استقالت الحكومة، والطريق اللي يودّي، وارفعوا أيديكم معي بالبكاء والنشيج والدعاء: «اللهم يا رب الأرباب، قيّض لبعض النواب القدرة على الاعتذار عن عدم قبول العانية مرة أخرى».

استقالت الحكومة، وسيحل البرلمان وستجرى الانتخابات خلال شهرين، وسنبدأ رحلة جديدة، لأن الرحلة الماضية غير محسوبة، يحسبوها ازاي عليّا، ولن تؤثر نتائج الانتخابات بقدر ما سيؤثر اسم رئيس الحكومة الذي يمتلك سيارات الرحلة ومؤونتها.

استقالت الحكومة، وحذفنا وراءها سبع حصوات، والطق في الميت حرام، أو الطق في المتردي حرام (للمرة الثانية أخطئ)، وانتهت حقبة وابتدأت أخرى، حقبة ما بعد ناصر الدويلة، أعجب نائب مر في ذاكرة تاريخ الكويت.

وفي دستور كوريا الجنوبية هناك مادة تقول: «الحكومة مسؤولة عن بث السعادة في أرجاء البلاد»، وحكومتنا المتردية استطاعت مرة واحدة بث السعادة في الأرجاء، عندما استقالت... بالسلامة، وعيّدي يا كويت.

back to top