البريد العام: ابتسم أنت مع سمو الرئيس

نشر في 24-04-2009
آخر تحديث 24-04-2009 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي لضمان الإنتاجية في العمل في أي وظيفة نحتاج إلى الهدوء وفريق عمل، لذا فإن الاستقرار السياسي في مناخ العمل مطلوب، والنقد البناء أيضا مطلوب، فهل كانت هذه الأجواء موجودة في المجلس السابق والذي قبله؟ وهل كان التصعيد له ما يبرره سواء لشخص سمو الرئيس ناصر المحمد أو لأعضاء حكومته؟

نعم... كان هناك تقصير في أداء بعض الوزراء، مما أدى إلى تمكين النواب منهم، لكن، أين النواب من الإصلاح؟ ولماذا انحرفوا باستخدام صلاحياتهم التي أعطاها لهم الدستور، وتعسفوا بل فجروا أحيانا بخصومهم، فلم نرَ مبادرات لإصلاح الخلل بمؤسسات الدولة، وكأن الموضوع ضرب الأشخاص دون هوادة لكسب المزيد من تعاطف الشارع، وعلى حساب تفتيت المجتمع، وضرب الوحدة الوطنية؟!

نعم... هناك تقصير في الخدمات التعليمية والصحية والإسكانية، وقصور أكبر في معالجة الملفات الشائكة؛ كالتوظيف والبدون، والتي مر عليها زمن طويل دون حل، ومع هذا لم يركز الأعضاء على هذه المشاكل، بل على الأفراد مما أوجد لدينا ثقافة التصعيد، وهي دخيلة على المجتمع، والتي راح ضحيتها الكثير من أبناء الوطن المخلصين، ومن جميع مكونات المجتمع الكويتي، فعندما تقرأ جريدة أو تفتح إحدى القنوات لا ترى إلا التشهير والذم؟ لماذا لا لشيء إلا أن يقال عن صاحبه إنه بطل، وإنه لا يخاف بالحق لومة لائم... «يا سلام على هذا النوع من التشهير... وهذا النوع من الثقافة».

الجو العام لا يخدم أحداً، والمحاكم أضيف إليها نوع آخر من القضايا تحت عنوان التشهير ورد الاعتبار، لأن قضاءنا عادل ويطبق على الكل، لكن أين تسامح أهل الكويت وطيبتهم؟ ولماذا يترصد الأخ بأخيه؟ يا أخي النقد الموضوعي يبدأ بذكر المحاسن ثم ذكر الأخطاء.

عندما نرجع إلى بداية تكليف الشيخ ناصر المحمد برئاسة مجلس الوزراء وكم المديح الذي ناله من القاصي والداني، ومن أعضاء مجلس الأمة تحديدا، كونهم يعرفونه جيدا عندما كان وزيرا للديوان الأميري، «يعني المعرفة مو طياري»، حيث وصفوه بدماثة الخلق، والاجتهاد في العمل، والإيمان بالديمقراطية، والاحترام لوجهات النظر، والتراجع للحق... وعلى الطرف الآخر تصريحات الوزراء التي تؤكد أن سموه لا يتدخل في قراراتهم وإدارتهم لشؤون وزاراتهم.

يعني الرجل يؤمن بالاختصاص، ومبدأ «أعطي الخباز خبزه...»... «ما راح» أكمل المثل حتى لا يقال دعوة للسرقة.

الانقلاب على الرجل لم نجد له مبررا مقنعا، ومع هذا ظل سموه يحمل نفس النفس ونفس الابتسامة، فلم نسمعه تذمر أو عبس أو صرح أو رد على خصومه ممن تعرضوا له بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث صمد كأرسى الجبال.

فقد كنت يا سمو الرئيس خير سفير لأبناء عمومتك آل الصباح الكرام، وما دعاني لأكتب هذا المقال هو حاجتنا لضبط النفس والهدوء، فالرجل أثبت على أرض الواقع أنه على خلق كريم ومدرسة في الصبر والتحمل.

ودمتم سالمين.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top