كتاب مثير للجدل: أصول المالكي يهودية

نشر في 14-12-2008 | 00:00
آخر تحديث 14-12-2008 | 00:00
أثار الكتاب الذي صدر حديثا في مدينة شيكاغو الأميركية للباحث العراقي آسر عبدالرحمن عباس الحيدري، الذي يحمل عنوان «الديمقراطائفية في حكم العراق» ضجة كبيرة وجدلا واسعا في بغداد وواشنطن، بسبب ما ذكره الكاتب عن أصول رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي، والتي تعود إلى اليهودية.

فجاء فيه، «ينحدر نوري كامل العلي وهو الاسم الحقيقي لرئيس الوزراء الذي ولد في محافظة كربلاء قضاء الهندية، مدينة طوريج، قرية الجلاجل، عام 1950، من عائلة يهودية تشيعت حديثاً، فهو بالإضافة إلى عائلته، هناك أربع عوائل يهودية تشيعت حديثا وبقيت تقيم وتسكن في محافظة كربلاء، قضاء الهندية، ولم تهاجر إلى إسرائيل. حالها في ذلك كحال عشيرة (الكريظات)، التي تنتمي اليها هذه العوائل. و«الكريظات» نسبة إلى قبيلة بني قريظة اليهودية، التي هاجرت من الجزيرة العربية إلى العراق وبلاد الشام، واستوطنت في العراق، المنطقة المحصورة ما بين مدينة الشوملي، التابعة إداريا الى محافظة بابل، وقضاء عفك التابع إداريا إلى محافظة القادسية، ثم توسعوا في نزوحهم شمالاً حتى وصلوا إلى مدينة الكفل، حيث مرقد نبيهم، نبي الله ذو الكفل، وحاليا لهذه العوائل اليهودية الخمس المقيمة في قضاء الهندية ثقل اقتصادي كبير في القضاء والنواحي التابعة له، فمعامل الثلج ومعامل المعكرونة والشعرية تعود ملكيتها إليهم».

ويكمل الباحث الذي هاجر الى الولايات المتحدة في أوائل التسعينيات فيقول: «بسبب منازعات ومناوشات حدثت بين المسلمين واليهود على بعض المراقد والأضرحة لأولياء صالحين في تلك المنطقة التاريخية هاجرت العوائل اليهودية وهي تمثل الأقلية الى محافظات عراقية آخرى قريبة، كان من ضمنها مدينة طويريج في محافظة كربلاء الملاصقة إداريا وجغرافيا من الناحية الشمالية الشرقية لمدينة الكفل، بعد ذلك سقطت دولة الباب العالي في استنبول وجاء دور الإنكليز، كقوة جديدة في المنطقة وجاء معهم وعد بلفور، ثم قامت دولة اسرائيل عام 1948 مما جعل معظم يهود العراق يهاجرون إلى إسرائيل».

ويتابع الحيدري، «لكن بقيت هناك بعض العوائل اليهودية، مقيمة في بعض المدن العراقية، كمدينة طوريج، قضاء الهندية، لم تهاجر. ومن أشهر هذه العوائل هي عائلة السيد عبد الصاحب، التي أنجبت المذيع والإعلامي اللامع، ورئيس قسم الأخبار في التلفزيون العراقي، إبان فترة الثمانينيات، الراحل رشدي عبد الصاحب. والعائلة الثانية، هي عائلة العلي، التي أنجبت الملحن العراقي الشهير، صالح الكويتي الذي هاجر في خمسينيات القرن الماضي إلى الكويت. وأقام فيها فترة من الزمن، ثم حمل اسمها (الكويتي)، وعاد محملاً به إلى بلده العراق، ليصبح له في ما بعد اسماً ولقباً وشهرة، ثم زار مدينته طوريج الزيارة الأخيرة، وودع أهله وذويه، وبعضا من معارفه وأصدقائه. ومن هناك طار إلى إسرائيل، ليقضي فيها بقية حياته ويموت هناك، وصالح الكويتي هذا هو صاحب أجمل وأعذب الألحان العراقية التراثية. ومن أشهر هذه الأغاني خدري الجاي خدريه، وأغنية الأفندي الأفندي عيوني الأفندي، وكذلك أغنية يا صياد السمج صدلي بنية».

وأشار الى أن «حقيقة أن اسمي- نوري وكامل- قليلا الاستعمال بين أهالي منطقة طوريج الريفية، التي يغلب على أهلها الطابع الريفي في التسمي والتلقب، لكن هذين الاسمين ينتشر استعمالهما بكثرة بين أتباع الديانة الموسوية، وأتباع الديانات ذات الأقليات العراقية الأخرى.

back to top