زوجتي مُسرفة... ماذا سيحلّ بنا مستقبلاً؟
ثمة زوجة ترضى بالمستوى المعيشي الذي يوفره زوجها وفق ظروفه ودخله وأخرى ترهقه بكثرة متطلباتها اليومية، إنها «الزوجة المبذرة» التي لا تحسن مراعاة الظروف.
«الجريدة» ناقشت القضية مع أزواج وزوجات مصريين إلى جانب رأي علم الاجتماع.يعاني محمد الشربيني (44 عاماً) من متطلبات زوجته الزائدة عن الحد، على الرغم من علمها بمحدودية دخله الشهري، كونه موظفاً بسيطاً في مصلحة حكومية، يقول: «لا تراعي زوجتي ظروفي المادية، أعطيها راتبي فتتصرف به كله، ما يدفعني الى الاستدانة قبل نهاية الشهر. ناقشت معها الأمر، لكن من دون جدوى».يعاني منير عبدالله (35 عاماً) من المشكلة نفسها، يقول: «الحياة الزوجية مشاركة، على الزوجة العاملة أن تشارك زوجها في مصاريف البيت أو على الأقل تشتري الأشياء الخاصة بها، على أن يتكفل هو بأمور المعيشة من مأكل ومشرب وفواتير... أظن أن ذلك حل منطقي يريح الطرفين». بدوره، يرى سامي محمود (37 عاماً) أن «الزوج مسؤول عن واجبات بيته حتى لو كانت زوجته عاملة، انطلاقاً من مبدأ قوامه الرجل، لكن عليها مراعاة ظروفه فلا ترهقه بطلباتها الكثيرة، وإن اشترت شيئاً يجب أن يكون ضرورياً بالنسبة إليها وإلى بيتها وأبنائها. يمكن الاستفادة من الدخل الفائض للقيام بمشروع مفيد أو لمساعدة الأبناء في المستقبل». هوس النساءللزوجات رأيهن في القضية، تقول سماح الماحي (26 عاماً): «لا تسعى أية زوجة إلى إرهاق زوجها مادياً، لكن معظم النساء مهووسات بالتسوق. يجب أن تقتصد الزوجة في كثير من الأمور، قد يفيد المال الفائض في حال مرض أحد الأبناء أو في سداد اشتراكات النادي أو شراء سيارة خاصة تفادياً للمواصلات العامة المزدحمة». تبدي علياء شمس الدين (مخطوبة منذ ستة أشهر وتستعد راهناً للزواج) رأيها في الزوجة المسرفة قائلة: «أظن أن معظم الشباب يمرون راهناً بأزمات مالية شديدة، نتيجة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة عموماً، ما يتطلب من أية فتاة مقبلة على الزواج أن تراعي ظروف زوجها وأن تنفق في الحدود المعقولة، كي لا يشعر بأنها تُشكل عبئاً عليه. كثيرة هي حالات الطلاق التي تسببها أمور التبذير». رأي علم الإجتماعيعلّق المفكر الاجتماعي د. خالد حربي (أستاذ في جامعة الاسكندرية) على القضية موضحاً: « غالباً لا يميل الزوج إلى الزوجة المتطلبة، وتقع معظم الخلافات الزوجية بسبب كثرة الطلبات، المقصود هنا الكماليات وبعض الطلبات التي يمكن تأجيلها، أما الضروري فلا يتأخر عنه أحد إلا ما ندر. إليك مجموعة من النصائح تساعدك في تلبية زوجك طلباتك بهدوء: • يجب أن تكون طلباتك منطقية وفي حدود إمكاناته. • إذا كان لديه مشاكل في عمله سيتوتر، أجّليها إلى وقت آخر تتحسن فيه ظروف عمله وظروفه المادية عموماً. • اختاري الوقت المناسب لطلبك. • إذا أردتِ الحصول على ما تريدين، وفري أولا ما يريد، فتلبية رغباته هي في حقيقة الأمر جزء من حصولكِ على رغباتكِ. • لا تعتمدي معه أسلوب الاستغلال، اذا شعر بذلك لا يكون متجاوباً معكِ إطلاقاً. • راعي ميزانيته والتزاماته الشهرية إذا كان الطلب يحتاج إلى نفقات إضافية. • لا تقلدي غيرك ولا تتمثلي بإحدى قريباتك أو صديقاتك، إنما اطرحي طلبك بأسلوب يحبه زوجكِ. • اعتمدي المرونة ولا تتبعي معه أسلوب العناد فهذا لن يُجدي. • لا تدفعي أولادك الى طلب الشيء نيابة عنكِ. • اتبعي أسلوب الديموقراطية في النقاش ولا تلجئي إلى الغضب أو ذرف الدموع في سبيل تحقيق طلباتكِ. أخيراً، يطلب منك د. حربي أن تعلمي أن «زوجك، طالما لم تعهدي فيه البخل، سيلبي لك طلباتك وسيغدق عليك المال لتحققي ما تصبين إليه، لكن إن لم تسمح الظروف بذلك لا تلوميه بل شاركيه معاناته وفكّري معه في طرق ووسائل بديلة لتحسين دخله، وشجعيه على العمل وكوني دائماً إلى جواره، وإذا كان الحب هو أساس العلاقة بينكما، ثقي تماماً أنه لن يبخل عليك بشيء. عموماً تريح الزوجة المعتدلة في نفقاتها زوجها في أمور كثيرة، وتشعره بأن ثمة من يشاركه المسؤولية، وبالتالي يزداد حبه لها ولبيته، وتسير الحياة بينهما إلى شاطئ الأمان».