كيف نقرأ معاني الألوان والإيماءات في إعلانات المرشحين تأثير الدعاية تزايد مع التطور التكنولوجي الإعلامي واتساع حجم الدوائر
كل لون له أثر سواء تعمد المرشح وضعه أو تركه لشركة الإعلان، وكل حركة أو إيماءه في الوجه توصل رسالة ما إلى ناظرها... فكيف يمكن أن نقرأ إعلانات المرشحين المنتشرة في الصحف والفضائيات هذه الأيام؟!
يسلك العديد من المرشحين طرقا عدة للوصول الى عقل او ربما قلب الناخب او الناخبة من خلال الحملات الاعلامية والدعائية مستخدمين بذلك اساليب تقليدية ربما تكون نافذته للعبور أو وسيلة للتأثير لكسب الثقة او الاستمالة من اجل الحصول على اكبر قدر ممكن من الاصوات.لم يكن في السابق للدعاية والاعلان أي تأثير او اهتمام من قبل المرشحين او حتى الناخبين الا ان عصر الفضائيات وثورة المعلوماتية وعالم الانترنيت واجواء الديموقراطية والانفتاح على عالم الصحافة والاعلام اوجد اهتماما بالغا من عنصري المعادلة الانتخابية، وهما المرشح والناخب بمعرفة الطرق والوسائل التي تؤدي إلى ايصال البرامج الانتخابية الى الناخبين او احداث الاستمالة العاطفية من خلال بعض الشعارات او الصور المعبرة وربما الالوان الاكثر تأثيرا على الجميع.«هذا ولدنا... يستاهل»في السابق كان اغلب المرشحين يعتمدون على العلاقات العامة والمكانة الاجتماعية التي يحظى بها هذا المرشح او ذاك من خلال الديوانيات والعلاقات الشخصية والثقل العائلي او المالي في المجتمع وبالتالي يكون الاجماع على المرشح بعينه تحت شعار «هذا ولدنا... يستاهل» وهو صوتنا ورقمنا الصعب في المؤسسة التشريعية.ومع توسع المجتمع والثورة السكانية والتباعد المناطقي بدأت عملية التأثير الاجتماعي تضعف وأصبحت بحاجة ماسة إلى سياسة الانتشار الاعلامي التي تحدد نتائجها المسبقة وان كانت غير صحيحة او دقيقة وتدخل «الفبركة» الاعلامية والتحليلات واستطلاعات الرأي ضمن العوامل لجعلها ضمن قائمة الاولويات.ومع توسع الدوائر الانتخابية وامتداد الدوائر الجغرافية بعد اقرار قانون الدوائر الخمس وازدياد اعداد الناخبين أضعافا مضاعفة عما كانت عليه في السابق، وتعذر الوصول الى جميع القواعد الانتخابية بالاضافة الى تعديل قانون الانتخابات وحصر الانتشار الاعلامي بالوسائل الرسمية والمرخصة وفق النظام العام صارت الوسيلة الاعلامية في المرتبة الاولى في تحقيق الانتشار واصبحت هي المحفز في توليد القناعات بالنسبة للمرشحين سواء بالسلب او الايجاب.الوسامة ومخاطبة العقول وفي هذه الانتخابات يرى المراقب العديد من الاشكال والاصناف الدعائية والاعلانية التي ترتكز على الصورة او الشعار ثم استخدام الالوان، ونجد ان المرشح الوسيم تتصدر صوره وسائل الاعلام من صحف واعلانات وشاشات فضائية خصوصا اذا كان يحتفظ بصورة له وهو في ريعان شبابه يجد فيها لمحة من الوسامة فيعتمدها صورة رسمية ورسالة اعلامية خصوصا بعد اقرار قانون الحقوق السياسية للمرأة الامر الذي يجعله حريصا على استمالة عاطفة حواء من خلال شكله ومظهره وقد يعتمد أحدهم لقطة يتيمة في حياته اخذها له مصور في غفلة من الزمن أكسبته شيئا من الهيبة او الرسمية وربما الحدة في التأثير أو الغرور المصطنع فتصبح شعاره الانتخابي.أما من يريد مخاطبة عقول الناخبين بجنسيهم فإنه يدرس دائرته من ناحية التركيبة الاجتماعية ومعرفة ميول الطبقات المجتمعية بها واهتمامات تلك الشرائح ثم يختار شعارا انتخابيا يتلاءم مع واقع تلك الشرائح ويحاكي اهتماماتها ومطالبها سواء من خلال الدعوة الى توزيع الثروة على الجميع لأن ابناء الوطن جميعهم سواء ولا تفرقه بينهم ثم محاولة استمالة فئة الشباب بجنسهم او ارتفاع مستوى الخطاب ليصل الى الشعارات الوطنية التي تدعو الى الدفاع عن المكتسبات الدستورية وعدم التفريط فيها، او وضع صورة معلم ديني او اثري او احد معالم الدولة الحديثة وكأنه هو من قام ببنائه.دلالات الألوانونظرا إلى ان العلاقة شديدة بين الالوان وتأثيرها على النفس البشرية فقد انتهج اغلب المرشحين اسلوبا جديدا للتعاطي مع العملية الانتخابية بأن يختار بعضهم الوانا اساسية تكون هي الصورة الخارجية له والدلالة على وجوده وغالبا ما تكون تلك الألوان ذات دلالات واضحة مثل الاحمر او الاخضر او الابيض ثم يدخل الاسود في تركيبها لاكمال الالوان الاربعة لعلم الكويت.ولعل الحادثة الشهيرة لشباب نبيها خمس وعلاقتها باللون البرتقالي كانت نقطة انطلاقة لاهتمام اغلب المرشحين بتأثير الالوان على الساحة السياسية والاحداث التي عايشها المجتمع في ساحة الارادة قبل نحو عامين وما تبعها من اختيار للفريق الاخر للون الازرق الذي وصف على انه دلالة على المعارضين لتلك الفئة.وبقراءة سريعة لدلالات تلك الالوان نجد ان الوان الطيف السبعة تتكون من الاسود والاحمر والبرتقالي والازرق والاخضر والاصفر والبنفسجي حيث يعطي اللون الاسود انطباعا بالميل الى الغموض والقوة والعنفوان والمحب لهذا اللون يكون واثق الخطوة ويفرض نفسه على الاخرين، اما اللون الازرق فهو من الالوان التي تثير برؤيتها الاكتئاب والشعور بالعزلة، واللون الابيض فإنه دليل على الفرح والانطلاق والسعادة ومحبي هذا اللون يتسمون بالعفة والشفافية في تعاملاتهم مع الاخرين، بينما يكون اللون الاصفر محببا لدي الكثيرين، ويرمز إلى الضوء والنور والذهب والشمس ومحبو هذا اللون يميلون الى الصراحة ووضوح الرأي واشد ما يكرهون التملق والتزلف وهم شديدو الغيرة ، أما اللون الاحمر فهو الجذاب لكثير من الناس وهو لون اللهب والنار والحب ويتميز صاحب هذا اللون بالقسوة والغضب وشدة الانفعال والدفاع عن رأيه بشدة وهو لون يخص البروتوكولات الخاصة بالملوك والقادة، وللون الاخضر شعبية واسعة بين الناس ويرمز به إلى الخير والعطاء والكرم وصاحب هذا اللون يمتاز بالمرح والفرح وحب المزاح ولديه القدرة على الانسجام مع الآخرين والتعايش معهم، واللون البرتقالي هو شعلة الالوان لانه مزيج من الاحمر والاصفر وكل من أحبه تمتع بالدفء والحرارة لان تأثيره غريب وصاحب هذا اللون من محبي الحياة والرفاهية والثراء والتنقل والسياحة.غلاف خارجيومن هنا يتضح لنا حقيقة ميول ورغبات كل مرشح وتركيبته النفسية واهتماماته ومن خلال ذلك نقول لكل ناخب او ناخبة اعرف لون مرشحك تعرف طبيعته.لكن السؤال الحاضر هو «هل بالفعل اختيار تلك الالوان كان بقناعات من اصحابها حسب ميولهم الشخصية ام إنه يعتبر غلافا خارجيا يخفي وراءه حالة اخرى تختلف عن الواقع؟».