عبدالمهدي لـ الجريدة•: العلاقات مع الكويت ممتازة والعراق لا يريد أن يكون درعاً لأحد
صرح نائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي لـ"الجريدة" بأن العلاقات مع الكويت "في أحسن أحوالها لأن البلدين اكتويا بنار صدام حسين، وهما يفهمان بعضهما، اما المشاكل العالقة فهي تُحل بروح اخوية وتفهُّم". وأضاف "السفير الكويتي موجود الآن في بغداد وثمة زيارات عديدة متبادلة".وقال عبدالمهدي الذي يقوم بأول زيارة رسمية له الى فرنسا حيث التقى الرئيس نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية برنار كوشنير امس: "نحن نلتقي المسؤولين الكويتيين في العديد من المؤتمرات والاجتماعات، ونبحث في الأمور العالقة، والأجواء مريحة جدا، وان شاء الله نتمكن من تجاوزها وحلها بطريقة مرضية".
وعن مصير التعويضات عن غزو الكويت في مجلس الأمن، قال عبدالمهدي: "كل ذلك موضع بحث وبروح إيجابية جدا".وأعلن نائب الرئيس العراقي في محاضرة ألقاها في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس امس انه: "ليس لدينا (العراق) أعداء تاريخيون ولا نريد ان نكون درعاً لأحد فالطريق الوحيد هو الحوار مع الايرانيين والاتراك والسعوديين والكويتيين والسوريين والأردنيين لحل خلافاتنا. ونحن نفتش عن زيارة الأصدقاء لا الأعداء (...) ونرى بإيجابية تطور العلاقات بين ايران والولايات المتحدة وهذا ما نتمناه، ذلك ان العراق حاول ألا يكون ساحة صراع لهذين البلدين". وأضاف: "العالم بأسره في حاجة الى عراق مزدهر ومسالم... وحين يكون العراق ضعيفاً تكون المنطقة كلها ضعيفة".وحدد عبدالمهدي 4 عناصر أساسية هي "قيام نظام ديمقراطي في العراق خصوصا بعدما عرف عقودا من القمع والديكتاتورية ودفع غاليا ثمنها... حتى ان النظام السابق استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه سواء في حلبجة أو في الجنوب... حالة القمع هذه تُرجمت أيضا في ثلاث حروب... ولهذا اقول ان الديمقراطية مهمة للسلام والاستقرار، خصوصا اذا كان متعددا ونظامه ديمقراطي... ولابد من تشجيع العراقيين على السير في هذا الاتجاه الديمقراطي، والانتخابات الأخيرة خير دليل، ذلك أنها كانت حرة".وأضاف عبدالمهدي: "العنصر الثاني الأساسي في هذه المعادلة هو النظام الفدرالي خصوصا في مجتمع متعدد الطوائف والمذاهب. ونحن أقررنا الفدرالية في الدستور لكن يجب تحديد ماهيتها ودرجتها ونوعيتها وعلاقتها بالحكم الرشيد... نريد بناء دولة قوية تبسط الأمن والاستقرار الى جانب تمتع المناطق بسلطة قوية أيضا ولكن ليس على حساب المركز... والعراق الفدرالي يجب ان يحافظ على وحدة البلاد... القضية الكردية هي قضية تاريخية ولا يمكن حلها بالكلام بل بالعمل الجاد".اما العنصر الثالث فيقوم على ضرورة "ان يكون العراق مزدهرا" وفي ذلك منفعة لأهله ولجيرانه والأبعدين. والعنصر الرابع في المعادلة هو استعادة السيادة، إذ فقدها العراق منذ الثمانينيات والحروب المتتالية والقرارات الدولية التي صدرت منذ ذلك الحين والعقوبات التي فُرِضت بعد غزو الكويت.وسئل عن مصير مدينة كركوك فقال عبدالمهدي: "إنها نموذج عن العراق الصغير فهناك أغلبية كردية، والكرد تعرضوا لقمع كبير فصودرت أقسام كبيرة من ممتلكاتهم ... ولا يجوز الوصول الى حلول غير عادلة لهم... لكن يجب الخروج من اللعبة الضيقة والالتزام بتوازن القوى".