داو - إليوت - فيبوناتشي ... قصة التحليل الفني من السلوكيات حتى الفوضى! علم يعتمد على الرسم البياني... ومنه أنماط تستخدم للتوقع والتنبؤ بالموجة المقبلة

نشر في 09-05-2009 | 00:00
آخر تحديث 09-05-2009 | 00:00
التحليل الفني‏ لا يعنى بتحديد السعر الحقيقي للسهم، أي لا يهتم بتجميع أو تحليل أي بيانات أو معلومات متاحة (مثل ‏الأخبار الاقتصادية وغيرها)، ذلك لأنه ينصرف في الأساس إلى تتبع حركة الأسعار في الماضي على أمل ‏اكتشاف نمط لتلك الحركة يمكن منه تحديد التوقيت السليم للقرار الاستثماري.

لم يكن التحليل الفني شائعاً إلا بين عدد قليل من المضاربين، إذ كان الكثيرون في سوق الكويت للأوراق المالية والأسواق الخليجية يعتبرونه نوعاً من التنبؤ بالغيب أو الشعوذة، لكن الوضع اختلف تماما الآن، وأصبح الكثير من المتداولين والمضاربين يستخدمونه لتحديد وتشكيل استراتيجيتهم للتداول.

في الأسواق العالمية النشيطة، كالسوق الأميركي، لا توجد أهمية قصوى لقراءة جدول الطلب والعرض Bid - Ask، وذلك بسبب سرعة إدخال الأوامر وسرعة إلغائها، فضلا عن كثرة عدد تلك الأوامر، لذلك يهتم مدير المحافظ والصناديق بقراءة سلوك وحركة السهم من خلال قراءة الرسم البياني للسهم والمؤشر Technical Analysis، ومن خلال تلك القراءة يستطيع معرفة ما الأهداف الفنية للأسهم والمؤشرات، ولعلم التحليل الفني مدارس كثيرة، وهو علم وفن في آن واحد، وهذا ما يميز التحليل الفني عن التحليل الأساسي، فالمحلل الأساسي يقرأ ويعد ويطبق معادلات نمطية، بينما المحلل الفني قارئ لعدد من الأشكال والنماذج الفنية التي تختلف يوميا باختلاف البشر وطباعهم، فالتحليل الفني ما هو إلا قراءة لسلوك ونفسيات البشر الذين قاموا باتخاذ القرار أثناء (المعركة) أي أثناء جلسات التداول.

تندرج طرق تحليل الأدوات المالية والاستثمارات ضمن خانتين أساسيتين، هما: التحليل الأساسي والتحليل الفني، يعتمد الأول على خصائص الشركات لتقييمها وتقييم أدواتها المالية سواء كانت أسهما أو سندات أو غيرهما، في حين يأخذ التحليل الفني منحىً مختلفا كليا، فهو لا يعتني بأي شكل من الأشكال بقيمة الشركة أو السلعة، إذ يهتم المحللون الفنيون بتبدل الأسعار في السوق فقط.

وبشكل عام فالتحليل الفني‏ لا يعنى بتحديد السعر الحقيقي للسهم، أي لا يهتم بتجميع أو تحليل أي بيانات أو معلومات متاحة (مثل ‏الأخبار الاقتصادية وغيرها)، ذلك لأنه ينصرف في الأساس إلى تتبع حركة الأسعار في الماضي على أمل ‏اكتشاف نمط لتلك الحركة يمكن منه تحديد التوقيت السليم للقرار الاستثماري، فحركة الأسعار في الماضي تعد ‏مؤشرا يعتمد عليه في التنبؤ بحركتها في المستقبل.‏

وقد ازدادت أخيراً شريحة العاملين في مجال التحليل الفني في اسواق المال العربية بصفة عامة وفي سوق الكويت بصفة خاصة، بوصفه علما يستطيع المحلل من خلاله قراءة اتجاهات السوق والحالة النفسية للمتعاملين.

وإعمالا لما سبق فلا ينبغي المفاضلة بين التحليلين الفني والأساسي، إذ إن التحليل الأساسي مهم جدا والتحليل الفني لا يقل عنه أهمية، لأن المستثمر الذكي يستطيع أن يعرف متى يستعمل هذا التحليل ومتى يلجأ إلى ذاك، وأغلب المؤسسات المالية، إن لم يكن كلها، تستخدم النوعين، فيمكن من خلال التحليل الأساسي اختيار الأسهم، بينما يمكن من خلال التحليل الفني متابعة حركة السهم والتعرف على سلوكه.

ويعتبر علم التحليل الفني بحر واسع يعتمد في الأساس على الـchart او الرسم البياني، منه ما يترجم الى معادلات محاسبية ومنه ما هو عبارة عن أنماط معينة تستخدم للتوقع والتنبؤ بالموجة القادمة، أين ستكون؟.

نظريات للتحليل الفني

 

توجد ثلاث نظريات في التحليل الفني، وهي النظريات التالية:

1 -نظرية داو جونز، وهي من أقدم النظريات.

2 - نظرية انسحابات فيبوناتشي ( وتسمى كذلك تراجعات، أو تصحيحات فيبوناتشي)

3 - نظرية موجات إليوت.

داو... جدُّ التحليل الفني

تشارلز داو صاحب النظرية وصديقه ادوارد جونز هما مؤسسا مؤشر «داو جونز» وتعد نظرية داو بمنزلة «الجد» لجميع دراسات التحليل الفني لظروف السوق وقد أوضح تشارلز داو في كثير من كتاباته انه لم يفكر في نظريته كوسيلة للتنبؤ بسوق الاسهم او حتى كمرشد للمستثمر ولكن كمقياس للاتجاه العام وتعتمد النظرية على أهمية فحص سلوك اسعار الاسهم في المتوسط، فقبل عصر «داو» كانت هناك حقيقة معروفة للبنوك ومن يعملون فيها ورجال الاعمال وهي ان معظم اسهم الشركات كانت ترتفع الى اعلى او تهبط الى ادنى معاً وباستثناء بعض الاسهم التي كانت تسبح ضد التيار العام وكانت تمثل نسبة ضئيلة.

 هدف النظرية

هذه النظرية تحدد لك المسار العام للمؤشر إذ بُنِيت على عدة فروض ومن أهم أساساتها 5 فرضيات رئيسية.

-الفرضية الأولى: سلوك السوق العام يهمش كل شيء

افترض داو أن السوق يعكس كل شيء من مخاوف المتداولين وآمالهم وأفراحهم وجميع مشاعرهم تجاه الأسهم متضمنة العوامل الخارجية عن السوق وكل هذا اعتبره داو لا يؤثر أبداً في اتجاه السوق الرئيسي ولكن يؤثر في اتجاهه الثانوي فقط، ولهذا فإن حركة السوق الرئيسية ألغت جميع العوامل الخارجية الأخرى.

فإذا كان اتجاه السوق العام هابط فإنه مهما حدث من عوامل نفسية وقتية لا تؤثر بشكل كبير في مساره إلا بموجات ثانوية صاعدة والعكس.

- الفرضية الثانية: اتجاهات السوق ثلاثة صنف داو اتجاهات السوق الرئيسية إلى ثلاثة أنواع هي:

1 -تحركات السوق الرئيسية «طويل المدى»: وهذه تعنى باتجاه السوق العام على المدى الطويل جداً.

2 -تحركات السوق الثانوية «متوسط المدى»: وهذه تعنى بتغيرات وقتية في اتجاه السوق العام الرئيسي سببها عوامل إما خارجة عن السوق «سياسية أو اقتصادية» أو عوامل وقتية مرت على السوق سببت تغيرا وقتيا لاتجاه السوق الرئيسي وهي لا تزيد عادةً على ثلث أو ثلثي الموجة الصاعدة السابقة لها

3 -تحركات السوق القصيرة «قصير المدى»: وهذه تعنى بتقلبات السعر اليومية وهذه النقطة لم يتعمق فيها داو كثيراً.

الفرضية الثالثة: مراحل تحركات السوق الرئيسية افترض داو أن أي سوق يمر بإحدى حالتين إما السوق الصاعد أو السوق الهابط.

أولاً : السوق الصاعد ويمر بالحالات التالية:

1 -مرحلة التجميع: وتكون عادةً بعد نهاية اتجاه هابط وتكون عادةً فرص قنص للمضاربين الماكرين وتكون في مرحلة إحباط كبيرة لدى الكثير من المتداولين وهذه يمتاز فيها الشراء من أصحاب المعلومة الذين أيقنوا أن السوق قد استوعب أي أخبار سيئة «قد» تطرأ عليه.

2 -مرحلة الارتفاع: وهذه المرحلة تكون عادةً هي المرحلة الأسهل والأطول في السوق إذ تبدأ الشركات في التفاعل مع أخبارها وتبدأ الأحوال الاقتصادية في ازدهار.

3 -مرحلة التصريف: يلاحظ في هذه المرحلة الإفراط في التفاؤل في السوق من قبل المتداولين وتبدأ الأخبار والشائعات فيها تكثر بشكل كبير وملاحظ، وفي هذه المرحلة يبدأ البيع والتصريف الذي يكون فيه الأفضل من قام بالخروج أولاً من السوق عند هذه المرحلة.

ثانياً: السوق الهابط ويمر بالحالات التالية:

1 -مرحلة التصريف: يمتاز تصريف هذه المرحلة بالتصريف في الاتجاه الصاعد وعند أسعار متضخمة وتكون عادةً في نهاية اتجاه صاعد سابق.

2 -مرحلة الذعر: يكون في هذه المرحلة عدد البائعين يفوق بكثير عدد المشترين ويغلب على هذه المرحلة البيع والهبوط في الأسعار وهي عكس المرحلة الثانية في الاتجاه الصاعد إذ يغلب عليها الذعر والخوف بين الكثير من المتداولين وقد ترى حجم تداول عالٍ والأسعار في هبوط وهذا دليل قوي على البيع.

3 -مرحلة اليأس والإحباط: ويكون الناس في هذه المرحلة في قمة يأسهم وإحباطهم من السوق بينما يكون فيها البيع بشكل بسيط وأيضاً الشراء، ولكن يلاحظ غلبة الشراء هنا نظراً إلى كون العديد من الأسهم قد استبقت أسعارها وأخبارها السيئة.

-الفرضية الرابعة: العلاقة بين كميات التداول واتجاه السوق افترض داو أن السوق إما أن يكون سوقا صاعدا أو سوقا هابطا، وعلى هذا الأساس تكون كميات التداول بالنسبة إلى السوق الصاعد كالتالي:

أ‌- يزداد حجم التداول إذا تحرك السعر إلى أعلى

ب‌- ينخفض حج التداول إذا تحرك السعر إلى أسفل

بالنسبة إلى السوق الهابط تكون كميات التداول كالتالي:

أ‌- ينخفض حجم التداول إذا تحرك السعر إلى أعلى

ب‌- يزداد حجم التداول إذا تحرك السعر إلى أسفل

-الفرضية الخامسة: اتجاه السوق يبقى على ما هو عليه حتى يتأكد الانعكاس.

إليوت ونظرية الفوضى

صاحب هذه النظرية يسمى «رالف نيلسون إليوت»، كان من العباقرة القليلين في عالم المعاملات المالية... قال عنه هاملتن بولتن أحد أشهر المحللين الماليين في ذلك الوقت: «لقد طور إليوت مبدأ جديدا في عالم التحليل الفني لم يسبقه إليه احد».

ولد إليوت في ماريسفيل كاناس وانتقل إلى سان اوتنونيو في تكساس.

دخل عالم الاقتصاد ولمدة 25 سنة كان يشغل المناصب المهمة في شركات السكك الحديدية في المكسيك ووسط أميركا. أنقذ العديد من الشركات من ضوائق مالية حادة. وفي بداية 1920 انتقل إلى نيويورك.

سمعته القوية في عالم الاقتصاد والمعاملات المالية جعلت الحكومة الأميركية تعينه على بعض المشاريع الخارجية... ففي عام 1924 اختارته وزارة الخارجية ليكون كبير محاسبي نيكاراغوا عندما كانت تحت سيطرة مشاة البحرية الأميركية. وفي فبراير من عام 1925 بدأ إليوت في تطبيق خبراته في إعادة هيكلة المعاملات المالية في أميركا كلها.

وبعد الانتهاء من مشروع نيكاراغوا انتقل إليوت إلى غواتيمالا ليشغل منصب المدير العام للقطارات الدولية في وسط أميركا. خلال هذا الوقت كتب إليوت كتابا بعنوان مستقبل أميركا اللاتينية، وكان يبحث في تحليل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في أميركا اللاتينية ويقترح مشروعا لخلق اقتصاد مستقر في المنطقة.

بعدها قرر إليوت العودة إلى أميركا حتى يؤسس إدارته المستقلة للاستشارات المالية. في ذلك الوقت بدأ المرض يظهر عليه، حيث أصيب بالأنيميا التي اشتدت عليه مع مرور الأيام. في ذلك الوقت كرس جهده لدراسة سلوك الأسواق المالية.

بحث إليوت جميع أنواع الرسوم البيانية باختلاف أزمانها، السنوي، الشهري، الأسبوعي، اليومي، الساعة ونصف الساعة والتي كانت تغطي العديد من المؤشرات في الأسواق المالية لمدة 75 سنة من التعاملات والسلوكيات المختلفة.

في مايو من عام 1934 أصبحت ملاحظات إليوت على الأسواق المالية وسلوكياتها مجموعة من المبادئ التي طبقت على كل درجات تحرك الموجات على متوسطات الأسعار.. وبعد أن عدل على هذه المبادئ بعض الأخطاء التي كانت بها بدأت تحقق أهدافها وبقوة.

في نوفمبر من عام 1934 كانت الثقة التي اكتسبها إليوت من نتائج أبحاثه سببا في أن قرر عرضها على الأقل على أحد أعضاء المجلس المالي وكان هذا العضو هو شارليز كولنز الذي كان يخضع أي طريقة للتحليل الفني للاختبار التجريبي قبل تطبيقها فعليا... ومع فشل العديد من طرق التحليل الفني في ذلك الوقت فإن مبادئ موجات إليوت كانت قصة مختلفة.

اقتنع كولنز بدقة مبادئ إليوت ووافق على المشاركة في نشر كتاب عن مبادئ الموجات سمي بمبادئ الموجات (The Wave Priciple) والذي نشر في أغسطس عام 1938.

أوجد هذه النظرية بعد دراسة طويلة لحركة الاسعار لسوق بورصة نيويورك، ووجد أن هناك رتما وايقاعا معينا يحكم حركة الاسواق، وطبقها على مراحل الحياة المختلفة على الأرض. ونسبة إليه بنى إليوت النظرية اعتماداً على ملاحظات عن حركة أسواق الأسهم، ولاحظ ان حركة الأسهم تسير حسب نماذج معينة، كما لاحظ تكرار هذا النموذج بشكل دوري فدون هذه الملاحظات ووضع لها قواعد وقوانين حسب ملاحظاته وتوصل إلى ان حركة الأسهم تسير وفق ١١ نموذجا، كل نموذج يسمى موجة وكل موجة لها اسم وطول وزمن فالموجة الصغيرة تكون داخل موجة كبيرة والموجة الكبيرة داخل موجة اكبر منها، وهكذا، كما ان كل موجة من هذه الموجات الإحدى عشرة عند اكتمالها تسمى دورة.

 مبادئ موجات إليوت

 • الفعل ورد الفعل.. قانون فيزيائي شهير جدا (للعالم نيوتن) ينص على ان لكل فعل رد فعل له معاكس له في الاتجاه ومساو له في المقدار.

فنظرية موجات إليوت قائمة بأكملها على هذا القانون وان تحور بعض الشيء، وينص على ان كل موجة دافعة impulse تتبعها موجة أخرى معاكسة لها في الاتجاه (او منحرفة عن اتجاهها) وتسمى موجة تصحيحية corrective اما المقدار فيختلف حسب نوع الموجة.

• ما هي الموجة الكاملة وممَّ تتركب؟

الموجة الكاملة من موجات إليوت تتكون من اتجاهين متعاكسين هما: الترند الرئيسي لاتجاه السعر، ويسمى موجة دافعة impulse wave.والثاني التصحيح المعاكس للترند الرئيسي، ويسمى موجة تصحيحية corrective wave.

مسألة فيبوناتشي

فيبوناتشي، هو عالم رياضيات إيطالي، اسمه الحقيقي ليوناردو بيزانو ويعرف بكنية فيبوناتشي، ولد في مدينة بيزا الإيطالية، وهي مدينة اشتهرت ببرجها المائل المسمى برج بيزا المائل. كان أبوه غويليلمو ( Guilielmo) تاجرا عمل في وظيفة دبلوماسية كممثل للتجار في مدينة بيجايا الجزائرية وهي إحدى أجمل مدن الجزائر التي تقع في منطقة بين البحر والجبال على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وقد كانت كغيرها من مدن ودول البحر المتوسط تربطها علاقات تجارية مع جمهورية بيزا.

تلقى فيبوناتشي تعليمه في مدرسة الرياضيات في هذه المدينة الجزائرية، وقد كان علم الرياضيات علما متطورا يحظى باهتمام كبير من قبل العرب، وقد سمحت له مهنة أبيه بالتنقل بين مدن ودول البحر الأبيض المتوسط في البداية كتلميذ، ثم بعد ذلك في مهمات تجارية في كل من مصر، وسورية، واليونان وصقلية، وقد تمتع التجار في ذلك الزمان بحق التنقل بحرية لأنهم كانوا يتمتعون بحصانة أتاحت لهم فرصة عظيمة في التنقل بين المدن التجارية، وهو الأمر الذي ساعد فيبوناتشي على التعرف على الميزات الهائلة التي يقدمها هذا العلم في الكثير من أمور الحياة.

كتاب «Liber Abaci»

قال فيبوناتشي في هذا الكتاب إنه تعلم في مدرسة الرياضيات ولأول مرة الرموز الهندية التسعة (وهي في الأصل عربية) من خلال مدرسين متميزين يملكون معرفة كبيرة بهذا الفن، وهو الأمر الذي أسعده وجعله شغوفا بعلم الرياضيات حتى وجد فيه سعادته أكثر من أي شيء آخر.

من الواضح في هذا الكتاب تأثر فيبوناتشي بالثقافة العربية، وذلك لأنه كتب كثيراً من الأرقام من اليمين إلى اليسار على عادة العرب في الكتابة.

في الفصل الثالث من الكتاب، قام فيبوناتشي بحل الكثير من المسائل الرياضية، إلا أن أشهرها مسألة كانت هي السبيل إلى اكتشاف ما أصبح يسمى في ما بعد بأرقام فيبوناتشي، وهي السبب في شهرة فيبوناتشي لدى قطاع كثير من الناس.

 المسألة

 كان الهدف من المسألة اكتشاف سرعة إنجاب الأرانب لو توفرت لها الظروف الملائمة، وقد نوقشت هذه المسألة في سنة 1202.

لو أن رجلاً قام بوضع زوجين من الأرانب في مكان محاط بجدار من كل الجوانب. كم زوجا من الأرانب يمكن أن ينتج من هذين الزوجين في السنة؟ بافتراض أنه في كل شهر ينتج كل زوج من الأرانب زوجين آخرين فقط، وبافتراض أن إنتاج كل زوجين يبدأ من الشهر الثاني، وبافتراض أنه لن يموت أي أرنب من الأرانب طوال هذه المدة؟

النتيجة التي عرضها فيبوناتشي كانت الأرقام المتتالية التالية:

1، 1، 2، 3، 5، 8، 13، 21، 34، 55،........الخ، ويلاحظ ان كل رقم من هذه الأرقام في هذه السلسلة هو نتيجة جمع الرقمين السابقين له في هذه السلسلة، وهذا الترتيب الذي هو عبارة عن أن كل رقم يمثل جمع الرقمين السابقين له، أثبت فيما بعد أنه سلسلة من الأرقام المتسلسلة التي كانت ذات فائدة عظيمة في كثير من الاستخدامات الرياضية والعلمية المختلفة. وعرفت هذه الأرقام في ما بعد بأرقام فيبوناتشي.

وتلك الأرقام المتسلسلة يمكن استخدامها في التحليل الفني من خلال خطوط تراجعات، او تصحيحات فيبوناتشي، والتي تعتبر من الأدوات الشهيرة في التحليل الفني التي يستخدمها المحللون وهي تستند على الأرقام التي اكتشفها فيبوناتشي في حله للمسألة الشهيرة السابقة، لكن المهم في هذه المسألة ليست الأرقام نفسها بل العلاقة الرياضية التي عبر عنها من خلال نسب محددة تظهر العلاقة الرياضية بين سلسلة الأرقام.

في التحليل الفني تستخدم تراجعات فيبوناتشي من خلال تحديد نقطتين رئيسيتين في الحد الأقصى من المخطط، وهما في العادة قمة رئيسية وقاع رئيسي في المخطط، ومن ثم تقسيم المسافة العمودية بين هاتين النقطتين من خلال استخدام نسب فيبوناتشي الأشهر وهي: 23.6 في المئة، 38.2 في المئة، 50 في المئة، 61.8 في المئة و 100 في المئة. وما إن يتم تقسيم وتحديد هذه النسب في المخطط حتى يتم رسم خطوط أفقية لتستخدم في ما بعد كمستويات دعم ومقاومة محتملة.

المهم هنا ليس الأرقام في حد ذاتها، لكن العلاقة الرياضية بين هذه الأرقام، وأحد أهم الميزات الرائعة لهذه الأرقام المتسلسلة، هو أن كل رقم هو تقريبا 1.618 مرة أعظم من الرقم الذي يسبقه، هذه العلاقة العامة بين هذه الأرقام هي الأساس الذي تم من خلاله اكتشاف نسب فيبوناتشي.

 النسبة الذهبية «61.8 في المئة»

 نسبة فيبوناتشي الرئيسية وهي 61.8 في المئة يشار إليها أحيانا بالنسبة الذهبية، أو المتوسط الذهبي، وهي نتيجة قسمة رقم واحد في هذه السلسلة على الرقم الذي يليه. لسبب ما مجهول، وجد أن هذه النسب تلعب دورا مهماً في سوق الأوراق المالية، كما هو الحال في الطبيعة، ويمكن استخدامها في تحديد النقاط الحرجة التي يحتمل أن تتراجع عندها أسعار الأسهم، وقد أثبتت التجارب أن السعر كلما لامس إحدى هذه النقاط عاد مرة أخرى إلى الاتجاه السابق للسهم.

تعتبر تصحيحات فيبوناتشي من أهم الأدوات التي تعين المحلل في تحديد مستويات الدعم والمقاومة، وتقوم فكرتها على أساس أن كل طور صعود لابد أن يعقبه تصحيح بنسب معينة، وأن كل طور هبوط لابد أن يعقبه تصحيح بنسبة معينة، والتصحيح هنا هو أن يتخذ السهم اتجاها معاكسا للاتجاه العام للسهم. إذن خطوط فيبوناتشي تعتبر مهمة جدا في تحديد مستويات الدعم والمقاومة في عملية التصحيح، وبالتالي تمثل فرصة ذهبية للمحلل في تحديد نقاط الدخول والخروج للاستفادة القصوى من عمليات التصحيح.

المحلل الفني يريد عند استخدامه لخطوط فيبوناتشي أن يعلم درجة التصحيح، هل هي 23.6 في المئة، 38.2 في المئة، 50 في المئة، 61.8 في المئة، أم 100 في المئة.

back to top