كاتيوشا ثقافية

نشر في 20-01-2009 | 00:00
آخر تحديث 20-01-2009 | 00:00
No Image Caption

أصبحت صواريخ «الكاتيوشا» الروسية «ثقافة» في العالم أجمع، ومن يراقب مراحل استعمالها يعرف ذلك. في لبنان مثلاً، اختار بعض العائلات كلمة «كاتيوشا» إسماً لبناته بعدما فعلت صواريخ «حزب الله» (الكاتيوشا) فعلها في المستوطنات الإسرائيلية...

على مدخل أحد محال العصير في بيروت كوب كبير من كوكتيل الفاكهة اسمه «كاتيوشا»، اختار صاحب المحل هذا الإسم: أولاً لأنه ينتمي الى «حزب الله»، وثانياً لأنه «يبني» في الكوب تدرّجات من سلطة الفاكهة تشبه الصاروخ وتلبي حاجة رجل «يحب بطنه» كما يقال.

وبعيداً من لبنان، كان لافتاً أن الشاعر الإنكليزي شين أوبراين الفائز بأهم جائزتين للشعر عام 2007 في المملكة المتحدة : «ت.س إليوت للشعر» و{الفورورد»، أصدر بعد أحداث غزة أغنية بعنوان «كاتيوشا».

تهافت المترجمون العرب الى ترجمة قصيدة الشاعر الإنكليزي، كأنها فريدة من نوعها، وكل مترجم يقول إنه صاحب الحق في ترجمتها، أو إنه المبادر الأول الى الترجمة. يُذكر أن شعراء عرباً كثيرين كتبوا عن الكاتيوشا في قصائدهم فكانوا عرضة للسخرية، إذ باتت هذه اللفظة بروباغندا وهي تقتل الشعر في رأي النقاد.

يصرّح أوبراين الى صحيفة «الغارديان» أن قصيدته «كاتيوشا كاتيوشا» هي إيماءة لصواريخ الكاتيوشا حين متابعته للأحداث المرعبة في غزة أثناء فترة عطلة عيد الميلاد». ويضيف: «يبدو أن ثمة تناقضاً غير قابل للحل بين طقوس الأعياد في هذا الوقت من كل سنة وبين ما يجري على أرض الواقع... كنت في مكتبي وأُحاول أن أجد فكرة تأخذ طريقها الى الجمهور، الشعر يسكن العالم مثل أي أمر آخر وهو يحاول أن يولّد معنى أبدياً للأحداث بما فيها الصراعات وهذه القصيدة ليست رسالة، إنها تمثل الرعب في الأحداث التي تجري في غزة. وخلال سطورها الثمانية عشر «كاتيوشا، كاتيوشا» تترد كصدى وخلفية عبر القصيدة، وقد طوّعتُ اسم الصاروخ الذي يبدو كأنه مفردة للتصغير بالروسية ليبدو كلفظ يدلّل الطفل. إنها صلاة وتهليل، وفي الوقت ذاته تتحدث عن أمر مروع».

يعيش الشاعر أوبراين في نيوكاسل في شمال إنكلترا وهو أستاذ الكتابة الإبداعية في جامعة نيو كاسل. يتابع حول قصيدته: «الغطرسة في هذا الصراع تحوّل نوايا الصفح الى غضب متزايد والنفوذ الدولي لا يفعل الكثير. وسفاهة الأفعال تُؤكَّد مرة تلو أخرى وتؤدي الى رعب بلا حدود».

تقول قصيدة شين أوبراين:

قصيدة غزة

كاتيوشا، كاتيوشا،

يا سهم النار:

ليأتي ملكوتك، أليس كذلك

للأسفل أم للأعلى؟

مخنوق أنت في نفق

مع المورفين والخبز،

أو متفحم في حطام

بستان الزيتون؟

كاتيوشا، كاتيوشا،

يا رمح الرغبة،

هل هناك مراع خضراء،

وردة البرية الشجاعة،

أم لا بد أنه سجن

بأعمدة من لهب؟

كاتيوشا،كاتيوشا،

أقبر أنت أم وردة؟

كاتيوشا، كاتيوشا،

وحده الله يعلم.

حكاية

بدأت حكاية «الكاتيوشا» بأغنية شعبية روسية شهيرة، ومن مقاطع الأغنية:

أغنية الحب التي تود أن تعلنها عذراؤها

طاردي الشمس وأسرعي من دون تأخر

وأرسلي تحية حارة من خطى كاتيوشا

إلى حارس الحدود البعيدة جداً

لعل الفتي يتذكر فتاته القروية

لعلّه يسمع حبها الرقيق

ويحرس بلاده الأم إلى الأبد

وكاتيوشا تحرس حبها بدرجة لا تقل عنه

back to top