علاج الفنانين فريضة غائبة من سعاد حسني إلى شوقي شامخ...

نشر في 15-04-2009 | 00:00
آخر تحديث 15-04-2009 | 00:00
No Image Caption
لم يمهل القدر الفنان شوقي شامخ ليبدأ رحلة علاجه متنقلا بين المستشفيات الحكومية ونقابة الممثلين كما يحدث عادة مع الفنانين في مصر، فبمجرد إصابته بأزمة قلبية نُقل إلى مستشفى معهد القلب الحكومي المجاني في إمبابة وتُوفي بعد 24 ساعة على إصابته بالأزمة.

فتحت وفاة شامخ، بعد رحلة قصيرة مع العلاج، الباب لمتابعة أحدث الأزمات الصحية التي أصابت مجموعة من الفنانين في الفترة الأخيرة لا سيما مسألة العلاج على نفقة الدولة، إذ يتأخر القرار في كثير من الأحيان ولا يصدر في أحيان أخرى، فلا يبقى أمام الفنان سوى انتظار تبرعات أهل الخير، ما يذكرنا بالفنانة سعاد حسني التي تُوفيت في لندن أثناء رحلة علاجها التي كانت على نفقتها الخاصة، بعد رفض الدولة التكفل بالمصاريف ورفض سعاد تبرعات أهل الخير أو بيع مذكراتها لتأمين المال، وقبلت بتقاضي العربون عن أفلام مستقبلية لتكمل مشوار علاجها.

الوحيد الذي صدر قرار بعلاجه على نفقة الدولة هو السيد راضي، رئيس اتحاد نقابات المهن الفنية، وكان من المقرر أن يسافر على نفقة الدولة لإجراء عملية جراحية في باريس بعد إصابته بسرطان في الرئة والمخ. يذكر أن القرار نصّ على منحه مبلغ 11 ألف يورو، ولأنه لم يكفِ لإجراء العملية الجراحية له، قرر د. أشرف زكي ونقيب الموسيقيين ممدوح الليثي البدء بجمع مبالغ إضافية تفي مصاريف علاجه في باريس إلّا أن الموت وافاه منذ أيام قبل أن تتمّ هذه الإجراءات.

من الخاص إلى المجاني

عاد الفنان طلعت زكريا إلى القاهرة منذ فترة وجيزة بعدما أمضى وقتاً في باريس للعلاج وتقرر أن يستكمل علاجه في مستشفى قصر العيني الحكومي.

يذكر أن زكريا كان يتلقى العلاج في أحد المستشفيات الخاصة في مصر قبل سفره إلى فرنسا، ما يؤكد أن تكاليف علاجه فاقت قدرته على تحملها، ولأن الدولة نفضت يدها منه، اعتمد د. أشرف زكي على تبرعات بعض النقابيين وكان الوحيد الذي استقبله في المطار مع زوجته الفنانة روجينا فيما تغيّب الفنانون.

يؤكد عصام لملوم مدير أعمال طلعت زكريا والمرافق له خلال فترة مرضه إلى أن صحته بدأت تتحسن مشيرا أن هذا الأخير أجرى عملية شق في الحنجرة في فرنسا وأنه بصدد إجراء عملية أخرى لإزالة البلغم المترسّب في صدره.

يضيف لملوم ضاحكا: «أكثر ما أزعج طلعت زكريا في هذه الرحلة اضطراره لحلق شاربه لإدخال خراطيم التنفس الصناعي وذلك قبيل سفره إلى باريس».

على الرغم من أن الدولة لم تدفع مليماً واحداً في علاج طلعت زكريا، إلا أن الرئيس محمد حسني مبارك كان أول من اطمأن على صحته بعدما أرسل مندوباً عنه لزيارته في قصر العيني فور وصوله.

وحدة وعوز

يرقد الفنان محمد شرف حالياً على فراش المرض في انتظار وصول طبيب من اليابان لإجراء عملية جراحية إثر إصابته بجلطة في المخ. يقول: « أشعر أن حالتي الصحية أصبحت أفضل بعد العملية الأولى التي أجريتها فور إصابتي بالجلطة مباشرة وأتمنى من الله تعالى أن تتكلل العملية الثانية بالنجاح».

إلى جانب المرض، يعاني شرف مشكلة تأمين مصاريف العلاج وهي حوالى 10 آلاف جنيه في الشهر ولا يوجد من يعينه على تحملها. يوضح: «في البداية كنت أتكفل بالمصاريف وحدي إلى أن بدأت أموالي بالنفاد، انتظرت أن تتكفل نقابة الممثلين دفع مصاريف العلاج لكن هذا الأمر لم يحدث، فطلبت من زوجتي أن تفاتح النقيب في الأمر لأنني لا أقوى على ذلك بنفسي لخجلي الشديد. بالفعل وافق أشرف زكي على دفع 5 آلاف جنيه شهرياً باسم النقابة كمساهمة في مصاريف علاجي».

يضيف شرف: « تدفع النقابة مصاريف علاج الفنانين من بينهم الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن والسيد راضي وغيرهما، لهذا أنا راضً بالمبلغ الذي تؤمنه لي، لكن في الوقت نفسه لا أدري كيف سأكمل المشوار، فأولادي في مراحل دراسية مختلفة ويحتاجون لمصاريف كثيرة، لا يسعني إلا أن أطلب من الله أن يعينني في رحلة علاجي».

يكمل شرف بمرارة أن هذه المحنة كشفت له طبيعة العلاقات في الوسط الفني وزيف الصداقات التي اعتقد بأنها حقيقية، يقول: «تربطني علاقة صداقة بأحد الفنانين تمتدّ على 14 عاماً مع ذلك لم يزرني ولم يسأل عني ولو هاتفياً. من جهة أخرى، زارتني فنانة من نجمات الصف الأول مع والدتها وأعطتني ظرفاً اكتشفت بعد انصرافها أنه يحتوي على مبلغ زهيد لا يذكر فحزنت على حالي».

back to top