مؤتمر السفراء والغياب الإعلامي

نشر في 26-12-2008
آخر تحديث 26-12-2008 | 00:00
 فالح ماجد المطيري انعقد منذ أيام المؤتمر السادس لسفراء ورؤساء البعثات الكويتية في الخارج، ومن حيث المبدأ فإن هذا الاجتماع خطوة تحسب لوزارة الخارجية وقيادييها، وحسب تصريح وكيل وزارة الخارجية فإن هذا المؤتمر سيعتمد دبلوماسية جديدة لدولة الكويت في ضوء المتغيرات الدولية مع التركيز على الدبلوماسية الاقتصادية، وهذا كلام جميل ويثلج الصدر، خصوصا إذا صدر من دبلوماسي مخضرم وخبير مثل السيد خالد الجارالله، ولكن... وآه من هذه الـ«لكن»، فتصريح السيد وكيل وزارة الخارجية يثير العديد من التساؤلات، فقد تبين أن هذا المؤتمر لم يعقد منذ سنتين، وهي فترة طويلة نسبيا، فالمتغيرات الدولية المتسارعة على كل الصعد تحتاج إلى اجتماع سنوي أو نصف سنوي لاعتماد آلية دبلوماسية للتعاطي معها.

كذلك أشار السيد الجارالله إلى أنه تم الاتصال مع وزارة التجارة لفتح ملحقيات تجارية في بعض السفارات، وذلك لتسويق الكويت كمركز تجاري ومالي، وهذه أيضاً خطوة تحسب للدبلوماسية الكويتية، ولكن ماذا عن الجانب الإعلامي لهذه الدبلوماسية؟ فأي نجاح لأي تحرك دبلوماسي واقتصادي، إذا لم يرافقه تحرك إعلامي موازٍ له يبرزه للجمهور المراد إيصال الرسالة إليه، سيبقى محدوداً في دائرة ضيقة، ولن يكون هناك أي صدى لنجاحه، كنا نتمنى من السيد وكيل الوزارة أن يركّز على الجانب الإعلامي لأهميته في إبراز الكويت دولياً، فالإعلام والدبلوماسية هما الجناحان اللذان تحلق بهما السياسة الخارجية لأي دولة، لا سيما أن حضرة صاحب السمو قد حث في كلمته الافتتاحية لهذا المؤتمر على (تكثيف الجهود الإعلامية) في سفاراتنا للدفاع عن الكويت وقضاياها، فبموازاة السعي إلى فتح ملحقيات تجارية نرى من الأهمية أن يكون هناك تحرك لفتح ملحقيات إعلامية في عدد من السفارات المهمة، فمنذ قرار إلغاء المكاتب الإعلامية وعدم تقديم بديل حقيقي وفاعل لها ونحن نعاني الغياب الإعلامي، بالذات في الدول التي كان فيها مكاتب إعلامية.

لقد كونت وزارة الإعلام، ومن خلال قطاع الإعلام الخارجي عددا من الكوادر الإعلامية من أبناء الكويت المخلصين الذين صقلتهم التجربة والخبرة، وهم أفضل من يسند أي تحرك دبلوماسي تقوده وزارة الخارجية لخلق موقع مميز للكويت على الخريطة الدولية، هذه الكوادر متى ما أتيح لها العمل وفق معايير الكفاءة والخبرة بعيدا عن أسلوب الوساطة والمحسوبية والمزاجية التي شوهت بعض جوانب العمل في المكاتب الإعلامية في السابق، فإنها ستكون خير معين للدبلوماسية الكويتية في أي استراتيجية قادمة.

معالي الوكيل: رغم اعتزازي بتجربتي الإعلامية الدبلوماسية إلا أنني، وبحكم فارق التجربة والخبرة، أبقى تلميذا أتعلم في مدرستكم، وأتمنى ألا يكون مؤتمر السفراء ورؤساء البعثات كمؤتمرات القمم العربية مجرد صور وولائم وبيان ختامي، وأتمنى، أنا وغيري، أن يعود سفراؤنا إلى مقار عملهم باستراتيجية دبلوماسية حقيقية تخدم بلدنا، ويكون للجانب الإعلامي دور مهم فيها، لا أن يعودوا فقط بوزن زائد من كثرة الولائم.

back to top