مسلسل التنديل يتفوق نصاً وتمثيلاً وإخراجاً عبد الحسين غيّر جلده فكسب السباق الرمضاني
في خضم لعبة المسلسلات التراثية، استطاع «تنديل» عبدالحسين عبدالرضا تحقيق النجاح فنياً وجماهيرياً، كما استطاع بصورته التراجيدية والمسحة الخفيفة من القفشات الكوميدية، إثبات مقدرته الفذة في تجسيد كل الأدوار.
الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا يعرف جيداً ما يرمي إليه منذ لقائنا به في أثناء تصوير مسلسله «التنديل»، برفضه احتكار القنوات المسلسلات بصفة حصرية على شاشتها، واستطاع بخبرته أن يصل إلى كل المشاهدين الخليجيين في شهر رمضان، حينما قدّم عمله كعرض أول لتلفزيون الكويت باعتباره صاحب فضل على كل الفنانين المحليين، والعرض الثاني لقناته فنون وفنون بلس، ثم القنوات الخليجية الأخرى مثل أبوظبي وأبوظبي+1 وقطر والإمارات، أي أنه كسب سبع قنوات تعرض مسلسله في فترات مختلفة باليوم الواحد، وقد أصاب بوعدنان في رؤيته.بعد مرور عشرة أيام على حلقات مسلسله، نجد أن «التنديل» كان قوياً منذ أن عرضت إعلاناته في القنوات التلفزيونية من خلال رؤية متطورة ومبدعة في الاعلان المرئي، وقد لفت المسلسل أنظار المشاهدين منذ حلقته الأولى، وكل هذا يعني مدى التخطيط الجيد والاستعدادات والتحضيرات المبكرة لتنفيذ العمل.رئيس العمال«التنديل» مسمى يطلق على رئيس العمال، ويقال إن الكلمة اختصار لكلمتين إنكليزيتين «تن» تعني عشرة و«ديل» أي الرئيس، وهذا يعني أن التنديل كان يرأس عشرة عمال.يتناول المسلسل الشخصية المحورية جاسم التنديل، فوالده كان رجلاً عصامياً كوّن نفسه من خلال العمل في البحر وأصبح تاجراً معروفاً، وكانت وسيلتهم حينئذ السفينة الشراعية المعروفة بـ«البوم»، وفي بعض الأحيان لا يستطيعون مغادرة بومباي لفترة ستة أشهر أو أكثر بسبب الرياح وسوء الأحوال الجوية، لذا فهم بحاجة إلى النقود، وكان التنديل مثالاً وقدوة للبحارة، فهو يشتغل لدى الهنود وكما يقال بالعامية الكويتية «هب ريح» إلى أن أطلقوا عليه اسم «تنديلو»، ومن ثم ناداه رفاقه بالتنديل فلُقِّب به. وتدور أحداث المسلسل حول التاجر الكبير جاسم التنديل وأولاده، الذي يُمنى بخسارة مالية عندما يحترق «المحمل» الذي يحتوي على بضاعته، فتغرق البضاعة ويموت البحّارة وتتردى أوضاعه المادية وتنعكس على حياته وأولاده وأقربائه. ويحاول تاجرا السوء بوشهاب وبوغازي محاربته وإذلاله وتحطيم معنوياته كونه رجلاً معروفاً له مكانته في المجتمع، فيسعى ابن جاسم الأوسط خالد إلى أن يعمل جاهداً لإعادة وضع والده المادي، فيتعرف إلى شابين بدويين أحدهما ابن شيخ قبيلة، ويتعامل معهما في تجارة بسيطة يستطيع من خلالها أن يعيد فتح محل والده، لكن جاسم التنديل يقع في مشكلة عندما خرج من بيته بعد أن رأى أولاده الثلاثة يتشاجرون، بينما كان لصان يقومان بسرقة المنازل، لكن أبناء الفريج لحقوا بهما فلم يجدا مفراً، فرميا المسروقات أمام التنديل، وهنا يُتَّهم بالسرقة حيث الدليل موجود، وعندما يعلم خالد بما جرى لوالده يهرع بسرعة إلى الشيخ وينسب التهمة إلى نفسه لينقذ والده، فيظن التنديل أن ابنه هو السارق فيشتاط غضباً لفعلته التي نالت من سمعته الطيبة، لكن الشيخ يأمر بمعاقبة خالد ومن ثم اخلاء سبيله، ووالده يطرده من البيت، وبعد فترة يعود التنديل بذاكرته إلى الوراء فيكتشف أن خالداً كان في المنزل أثناء السرقة، فيذهب باحثاً عنه لكن من دون جدوى.ويشتكي بوشهاب التنديل لدى الشيخ لأنه لم يدفع له الدين بعد مرور المهلة، فيأمر الشيخ ببيع منزل التنديل، ليعيش في منزل صغير بصفة إيجار رغم أنه يمتلك منزلاً آخر تسكن فيه امرأة فقيرة مع أيتامها، أما خالد فقد وصل إلى صديقيه في الدبدبة.النص والإخراجالنص مكتوب بحرفية شديدة وفيه أحداث كثيرة متلاحقة وكثيفة، والاخراج قُدّم صورة جميلة في التنقل من مكان إلى آخر من البيوت إلى المحلات إلى البحر والبر، واللقطات المتنوعة من متوسطة وواسعة وفي زوايا مختلفة مستخدماً «الكرين» في بعض المشاهد، كما لعبت المؤثرات السمعية والبصرية دوراً كبيراً في المسلسل. الممثلون أبدعوا في أدوارهم، لكننا نخص عبد الحسين عبدالرضا الذي أجاد تجسيد جاسم التنديل والتغير من حال نفسانية إلى أخرى، إضافة إلى قفشاته الخفيفة وقد غيّر جلده فعلاً واصاب، وتميز عبدالعزيز جاسم وابراهيم الحربي في دوري التاجرين الشريرين بوغازي وبوشهاب، وكذلك جاسم النبهان في دور التاجر أبوفهد، وعلي البريكي في شخصية الشيخ، وعبد المحسن النمر في دور خالد، وفهد العبدالمحسن في دور محمد الابن البكر للتنديل، ويعقوب عبدالله الابن العاق، وشيماء سبت ابنة التنديل وزوجها عبدالله التركماني، وشهاب حاجية في شخصية «بطان».«التنديل» عن قصة فالح الهاجري وسيناريو فايز العامر وإخراج محمد دحام الشمري.