المجمّعات التجارية خالية من أصحاب الأسهم... والباعة يكشّون الذبّان!

نشر في 16-10-2008 | 00:00
آخر تحديث 16-10-2008 | 00:00
No Image Caption
 عبدالله العتيبي تكفي زيارة واحدة إلى المجمعات التجارية، لمعرفة تأثير الازمة الاقتصادية العالمية في الاسواق المحلية، لاسيما المجمعات الراقية التي تبيع الماركات العالمية.

تبدو المجمعات التجارية الكبرى شبه خالية، ويخال الزائر أن السوق في يوم عطلة لولا أضواء المحلات والحركة البسيطة هنا وهناك، وفي معظمها لأصحاب المحلات أنفسهم، الذين أمسوا بلا عمل، وصاروا «يكشّون الذبّان»!

معظم زوار هذه المجمعات من الطبقتين المتوسطة والغنية، أو بمعنى آخر من حَمَلة الأسهم والسندات، وهم من يغذي هذه السوق، ويحرصون على متابعة آخر ما تطرحه الاسواق العالمية من مجوهرات وملابس واكسسوارات وكماليات، للعائلة وللمنزل، وهؤلاء أكثر الذين تأثروا بالازمة الاقتصادية، التي طالت بورصة الكويت بدرجة أساسية، وربما ستظهر بعض تأثيراتها على المدى الطويل، في البنوك والمؤسسات المالية الاخرى.

بطبيعة الحال، ستنعكس الازمة اجتماعيا، وهي تجلّت فعلا في عزوف عن الشراء، والتريث انتظارا لما ستسفر عنه تداعيات الازمة، إذ تأجل كثير من المشاريع العائلية والشخصية، ويمكن ملاحظة «ركود فظيع»، كما وصفه مسؤول محل في مجمع الصالحية وسط العاصمة، حيث قال انه «متفاجئ تماما»، وزاد «لم أتوقع أن تصل الازمة الى هذا الحد، لدرجة أثرت حتى في التسوق الفردي»، وأشار الى أن السوق «كان مزدهرا بعد رمضان العام الماضي، عكس ما يحصل الآن، لدرجة أن زبائننا الذي حجزوا بعض المجوهرات لم يأتوا لتسلّمها».

ويلاحظ من يعرف السوق الكويتي غيابا لافتا للمتسوقين، لاسيما في سوق الاكسسوارات والملابس والكماليات، وهي بضائع باهظة الثمن، بما أنها تأتي من ماركات عالمية مشهورة، تحافظ على أسعارها الثابتة، وبما أن هذه البضائع لا تشكل أولوية عند الكويتيين، يصبح من السهولة التخلي عنها ولو مؤقتا، إلى حين عودة السوق الى الوضع الطبيعي، فلا يمكن أن يتطلع الشخص الى «الكشخة»... من دون «ارتياح نفسي، وهو ما يفتقده المتسوقون»، كما يعلّق مستثمر في مجمع الراية شرق العاصمة.

يضيف صاحب المجموعة الشهيرة الذي لا يحبذ ذكر اسمه «من الواضح أن انهيار السوق العالمي ترك تأثيرا واضحا، نفسيا بالدرجة الاولى، والزبائن لا يرغبون في الشراء لهذا السبب، ليس لأنهم لا يملكون أموالا، بل لشعورهم بعدم الارتياح، وانتظارا لما ستؤول إليه الامور، وتجاوز الازمة، والتي صاحبها انهيار نفسي طال الجميع»، ويضيف «كما ترى... نحن وحدنا في المجمع، ولم يظهر المشترون بعد، نتفهم ما يحصل، ولن نجزع لأن الزبائن الكويتيين -حتماً- سيعودون قريباً».

بالطبع، لا يمكن اعتبار كل من يتجول في هذه المجمعات من المتسوقين، إذ يتوجه إليها على هامش الزبائن عدد لا بأس به من «المغازلجية»... وهؤلاء غابوا أيضا، فهم لا يظهرون إلا في التجمعات، وفي نهايات الاسبوع، ولا يُعول عليهم كثيرا، رغم أنهم يشيعون حركة في السوق، لكن بما أنهم لا يشترون، فهي حركة «خالية من البركة»... كما يسميها أصحاب المحلات، الذين يتطلعون الى حل سريع للأزمة الاقتصادية العالمية، التي أصابتهم «في الصميم» وقادتهم الى كساد، يصلّون كي يكون مؤقتا.

back to top